اتصل بنا
 

أين الشعب اليمني في مباحثات السلام المنتظرة

كاتب أردني وخبير مياه

نيسان ـ نشر في 2016-03-31 الساعة 13:31

نيسان ـ

لا يزال الشعب اليمني مختطفا أو مغيبا أو قل ما شئت من عهد الأئمة الظلامي منذ مئات السنين مرورا بعهد صالح الى آخر مشهد ظهر في ميدان السبعين وشارع الستين في العاصمة صنعاء السبت الفائت.

هل جاءت عاصفة الحزم لتعيد إنتاج المجرب.

يتسابق صالح والحوثيين على إظهار تمثيلهم للشعب اليمني في الساحات العامة.

العجيب أن الشعب اليمني لم يظهر في هذه الأثناء فمن يمثل هذا الشعب إما مشغول بساحات القتال في تعز المحاصرة أو في مأرب أو في الجوف أو يواجه التطرف والتفجيرات المجنونة في الجنوب أو يصارع الجوع والمرض والجراح في بيوته ومستشفياته المتهالكة في عموم اليمن.

ما يجب أن يراعيه التحالف العربي وقادته يعلمون ذلك جيدا أن الشعب اليمني الآن غائب عن المشهد أو هكذا يراد له.

السؤال المشروع الذي نضعه أمانة في عنق قادة مجلس التعاون الخليجي, هل يراد إعادة انتاج المشهدين العراقي واللبناني في اليمن , هل الحوار حقيقة إلا بين من لا يمثلون الشعب اليمني على رغم شرعية حكومة هادي ولكن الجميع يدرك أنها لا تمثل طموح اليمنيين ولن تحقق للتحالف العربي سوى حل مؤقت ليعود سيناريو حكم فاسد مرة أخرى والإنجاز الوحيد عندها سيكون فقط إبعاد الخطر مؤقتا عن الحدود السعودية وما سيجنيه اليمنيون هو توزيعهم عبيدا على مقتسمي المناصب والسلطة في مباحثات الكويت المرتقبة أي بالضبط سيناريو العملية السياسية الفاشلة حاليا في العراق والقائمة على المحاصصة أو على الأقل السيناريو اللبناني.

أليست المحاصصة هي من أنتجت حزب الله في لبنان, لماذا يطبق الغرب الدول المدنية في أنظمته ويريد لنا في عالمنا العربي دولا قائمة على المحاصصة الطائفية أو الطبقية السياسية.

لعلي أنطق بما تريده الغالبية المطلقة من الشعب اليمني وهو حكم مدني ديمقراطي يمثل طموح الشعب اليمني ويخرج اليمن من حالة العوز والفاقة الى مرحلة العمل والإنتاج عندها فقط سيكون اليمن ليس مأمون الجانب مؤقتا على حدود المملكة العربية السعودية بل درعا حصينا للجزيرة وعموم أقطار الأمة.

لا يريد الشعب اليمني ولا الأمة بمجموعها أن تكون مباحثات الكويت عملية سياسية رخيصة لتقاسم مناطق النفوذ والسلطة في اليمن وهذا بالضبط ما أراده صالح والحوثيون من استعراضاتهم الأخيرة في ساحات صنعاء.

نعم حققت عاصفة الحزم أمن الحدود لبلاد الحرمين ربما لعشرين سنة قادمة ولكن العملية السياسية التي يخطط لها تريد إعادة إنتاج يمن معوز فقير طبقته الحاكمة فاسدة وسياسيوه وعسكريوه يتقاسمون مناطق نفوذ وشعب مسكين سيبقى جريحا لعشرات السنوات القادمة وهذا بالضبط ما حدث في العراق ويخطط له أن يحدث في سوريا.

لذلك نقول وحتى يكون الكلام منتجا ونوجهه تحديدا الى صانعي القرار في المملكة العربية السعودية بكل محبة واحترام وتقدير:

يعلم الأخوة في السعودية أن صالح الذي خانهم وجلب لخاصرتهم في جنوب المملكة من يمثلون الولي الفقيه في إيران هو من ُصنعهم ولم يكن ليحكم اليمن ثلاثة عقود لولا دعمهم المطلق له.

ويعلم الأخوة في السعودية أن لحم أكتاف عبد الملك الحوثي هو من الرز المهرب الى صعدة من أراضي المملكة العربية السعودية ومن تجارة التهريب التي كان ُيغض النظر عنها أملا أن تثمر في جار ثبت أنه لئيم ولا ينفع معه معروف.

ويعلم الأخوة في السعودية أن الحكومة التي تمثل الشرعية الآن ضعيفة ومخترقة من قبل فاسدين لن يطول الأمر حتى يظهر فسادهم جليا ويعيدون إنتاج نظام صالح مرة أخرى.

من أجل كل ذلك فلا رهان قابل للحياة سوى على الشباب اليمنيين وتحت مظلة وبدعم مطلق من مجلس التعاون الخليجي.

وكما قلنا مرارا إن كان لهذه الحرب حسنة فهي أنها أثبتت أن اليمنيين شعب مسالم ولكنه أصيل وثابت وراسخ في أرضه فجوع 21 مليون يمني لم يخرجهم من أرضهم بل بقوا قابضين على ألم الجرح وعلى فتك الجوع فهل يصح أن يوزع هؤلاء غنائم على تجار الحروب من أزلام صالح والحوثيين.

المعركة في اليمن الآن تبدأ وفرصة بلاد الحرمين التاريخية الذهبية الآن تبدأ فلا للمحاصصة كما حدث في لبنان ولا لتوزيع الجوائز على المجرمين.

الآن دور شباب اليمن والآن دور السعوديين من أصول يمنية والآن وقت رسالة بلاد الحرمين أن يا شعب اليمن هلموا الى بناء بلدكم بسواعدكم ونحن من ورائكم ومعكم ولن نسمح للضباع أن تستفرد بكم بليل.

من المخجل أن تتحدث تقارير أممية عن جوع 80% من الشعب اليمني واليمن يمتلك أكثر من ألفي كيلو متر من شواطيء هي الأغنى على مستوى العالم في الثروة السمكية.

آن الأوان لأن تستغل ثروات اليمن التي باعها صالح أو تركها على حالها منذ عقود إرضاء لشيخ قبيلة أو جهلا أو انشغالا بتكديس المليارات التي يقتل الآن بها أتباعه شعب اليمن.

آن الآوان أن ُيدرب اليمنيون كيف ينتقلون الى عصر الدولة ذات السيادة على كل شبر من أراضيها بدل سيطرة زعماء قبائل فاسدين أشغلوا اليمنيين بحروب داخلية منذ مئات السنين ولا يزالون يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا حتى الآن.

نيسان ـ نشر في 2016-03-31 الساعة 13:31

الكلمات الأكثر بحثاً