الأسد..دكتاتور يمشي الهوينا إلى حتفه

نيسان ـ

بقلم محمد قبيلات ...

في البداية لا بدّ من التوجه بمشاعر العزاء المشفوع بالتعاطف الطفيف؛ إلى أصدقائي السابقين في عمان وبيروت، الذين ما زالت فكرة رحيل الأسد تؤلم قلوبهم، ولا بد، في هذا المقام، من تذكيرهم أن مزابل التاريخ ما أنشئت إلا لتحوي الطغاة وأفكارهم وتابعيهم بإسفاف إلى يوم الدين.

وفي هذه المناسبة، لا بدّ من إعفائهم من التنطع بالرد، بالديباجة ذاتها، تلك المبنية على خيطهم التحليلي اليتيم المربوط بالثنائيات، إعفاء يشمل جُملهم التي اهترأت من كثرة الترديد و"العلاك"على مدى الخمس سنوات الماضية.

وبمناسبة الحديث عن الثنائيات، لا بدّ من تذكيرهم بقاعدتهم الأثيرة في التحليل، التي دفعتهم إلى حضن الأسد، ألا وهي: انظر مع من تقف! إنك تقف في صف الامبرياليين من الأمريكان وأتباعهم المحليين من تجار الكاز ... ولا أدري إن كانوا يحتاجون، أو يستطيعون، الآن مراجعة هذا الموقف في ظل الانسجام الكامل بين الأمريكان و(رفاقهم) الروس، أم أن ما كان في حقيبة كيري من مشروعات حلول ثالثة تكفي لإقناعهم.

على كل؛ لا بأس أن يأكلهم غيظهم.. ونقول لهم هونا ما بأحقادكم، وما زالت الفرصة أمامكم أن تحبوا (أبوعلي) بوتين هونا ما أيضا! فهذه السياسة وحبائلها، والخيار الثالث وربما الدولة الثالثة يظل خيرا وأبقى لماء الوجوه من أن يتفق "المعلمين" على سحل دكتوركم الطويل في شوارع الغوطة.

التسريبات الإعلامية، المقصودة، تتحدث الآن عن ماهية الاتفاق الأمريكي الروسي الذي لم يتم فقط في زيارة كيري الأخيرة الى موسكو، بل هو قديم، ومن أهم محطاته زيارة مدير المخابرات الأمريكية إلى موسكو التي سبقت الانسحاب الروسي بأيام.

ومصدر التسريبات، هو وزير الخارجية الأمريكي صاحب أشهر "شنطة سامسونايت" في الشهر الأخير، الذي أبلغ مسؤولين عرب عن الاتفاق على رحيل بشار الأسد.

مع العلم أن الأسد لن يرحل، فهو ما زال يراوغ، ويساير الروس، وأن الذي حدث هو إشارة قوية له برفع الغطاء والدعم عنه، ومعناه أيضا أنه في لحظة ما إن عاند الروس، فسيكون مصيره مصير معمر القذافي، وأظن "المروءة" تقضي أن يصمد لتتحقق هذه اللحظات، كدرس إضافي للطغاة والمتجبرين.

أصدقائي السابقين!

سينفي الروس او ربما انهم بالفعل نفوا التسريبات، وإن غدا لناظره قريب. لكني أراه يمشي الهوينا، متئدا، إلى حتفه وزاويته، بجانب من سبقوه من الدكتاتوريين، فتجملوا بالصبر.