اتصل بنا
 

فيلق القدس من مواجهة الاحتلال الصهيوني إلى احتلال عواصم عربية وتجنيد مرتزقة

نيسان ـ شؤون خليجية ـ نشر في 2016-04-02 الساعة 12:07

x
نيسان ـ

"فيلق القدس" ليس اسما على مسمى، كيف تحول من محاربته الاحتلال الصيهوني والشيطان الأكبر "أمريكا" إلى احتلال عواصم عربية والذاراع الإيراني الخارجي لتنفيذ المخطط الإيراني التوسعي بالمنطقة، الذي أصبح يهدد أمن الخليج والأمن القومي العربي باستثناء تل أبيب، بل إن اندماج إيران في المنظومة الدولية ما بعد الاتفاق النووي مدفوعة بدعم روسي أمريكي، يؤشر على أن إسرائيل الحليف الرئيس لواشنطن وموسكو، ستكون في مأمن من أي تهديد إيراني محتمل، بل إن تدخلات فيلق القدس في سوريا والعراق تصب بالنهاية في مصلحة إسرائيل، وتراجعت طهران عن دعم المقاومة الإسلامية حماس بسبب رفض تأييدها بشار الأسد.

أين فيلق القدس من فلسطين؟

وجه باسم الآغا سفير فلسطين لدى السعودية هجوما لاذعا ضد الحكومة الإيرانية، وقال إن الفلسطينيين كانوا يعقدون آمالا عريضة على النظام الإيراني،لخدمة قضيتهم، لكنهم خذلونا خذلوا الشرعية..متسائلا:"هل فيلق القدس الذي أسسته إيران على أبواب القدس أم يستبيح العواصم العربية..؟ وذلك في تصريحات صحفية نشرت اليوم.

في الوقت نفسه صرح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي إن مستقبل الجمهورية الإسلامية ليس في المفاوضات بل في الصواريخ، مجددا دعمه للحرس الثوري في تطوير البرنامج الصاروخي.فلمن توجه صواريخ إيران؟

أين دعم المقاومة؟

كشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تراجع الدعم الإيراني لحركته بعد أن كانت أحد الداعمين الأساسيين لها، بسبب رفضها تأييد "نظام بشار الأسد" عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، وذلك في مقابلة مع قناة "فرنسا 24" في 15 مارس 2016 مشيرا إلى أن الأزمة بين حماس ورئيس النظام السوري بشار الأسد، أثرت على العلاقة مع إيران، التي ردت بمراجعة الدعم المالي للحركة بشكل كبير.

كذلك جاء إعلان حزب الله اللبناني تصفية الناشط اللبناني سمير القنطار، بغارة إسرائيلية في دمشق ليثبت تخلي إيران أيضا عن عناصر المقاومة اللبنانية، حيث قامت إسرائيل بتصفية "القنطار" تحت أعين القوى المهيمنة على سماء وأرض سوريا موسكو وطهران.

الشيطان الأكبر ليس تل أبيب

أين الشيطان الأكبر؟ قضية طرحها مبكرا الكاتب السوري د.فيصل القاسم بمقاله بالقدس العربي بعنوان "حلف الممانعة يهدد إسرائيل ويرد في سورية!" في 22 نوفمبر 2013 مشيرا إلى أنه "لم تعد الصهيونية ولا الإمبريالية ولا الشيطان الأكبر يقبع في تل أبيب، ولا في الجليل، ولا في البيت الأبيض، بل صارت كلها في قرى القصير، تلكلخ، مهين، التابعة لمحافظة حمص السورية، وفي أقصى الشمال السوري في ريف محافظة حلب كقرى "نبل والزهراء" و"السفيرة" "مارع"، وفي قرية بصرى الشام بمحافظة درعا في الجنوب، وفي قرية الحجيرة جنوب غرب دمشق، والسيدة زينب جنوب العاصمة، والذيابية بالقرب من المطار الدولي، ناهيك عن عقربا والمليحة والمعضمية وداريا، وكلها قرى تابعة لمحافظة ريف دمشق..عجيب والله: الطريق إلى القدس يمر من "أريحا" السورية في ريف إدلب، وليس من "أريحا" الفلسطينية مثلاً."

ما هي قوات القدس؟

تعد قوات القدس جزء رئيسي من وحدات الحرس الثوري الإيراني، وتقدر مصادر عدد عناصرها بنحو 25 ألف عنصر، ومهمتها الرئيسية هي القيام بواجبات استخباراتية وتأسيس الحركات المسلحة وغير المسلحة ذات الغطاء الديني ودعمها، وكذلك الإشراف على تنفيذ عمليات سرية نوعية، كالاغتيالات وتفجير الأماكن والمقرات والسيارات وغيرها، وينسب لهذه القوات الدور الأبرز في تأسيس أحزاب ذات مليشيات مطلقة الولاء لإيران، في لبنان واليمن والعراق وأفغانستان والبحرين وغيرها، وقد كان لها الدور الأكبر في عمليات تمكين المليشيا الشيعية في العراق، والتي تدربت مسبقا في معسكراتها، من السيطرة على مقدرات الأمور الأمنية، بعد أن ألغى الدولة بمؤسساتها كافة الحاكم المدني للاحتلال الأميركي، بول بريمر.

فرقة القدس أو قوة القدس، هي وحدة استخباراتية عسكرية خاصة من الحرس الثوري الإيراني، وهي المسؤولة عن العمل العسكري الخارجي وقد وصفت بأنها المكلفة عن تصدير الثورة الإٍسلامية، أو المسؤولة عن عمليات خارج الحدود. ترفع تقاريرها مباشرة إلى القائد الأعلى ومرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي . وقائدها الحالي هو قاسم سليماني، يصنف من قبل أمريكا كإرهابي، في سنة 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس الحرس الثوري خلفاً لإحمد وحيدي.

وبأمر المرشد علي الخامنئي، تولى الفريق سليماني، مسئولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها : لبنان ، العراق، أفغانستان وفلسطين وكثير من كوادر سفارات ايران في هذه الدول يتم تعيينها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.

أذرع فيلق القدس ومهامه؟

أذرع فيلق القدس ومهامه كشفها الكاتب العراقي "فارس الخطاب" في مقال بعنوان "فيلق القدس والمشروع الإيراني" بصحيفة العربي الجديد في 30 يوليو 2015 حيث أكد أن قائد الحرس الثوري الإيراني، الفريق محمد علي جعفري، والذي تؤكد المعارضة الإيرانية في الخارج أنه المسؤول عن عملياتٍ كثيرة للحرس الثوري السرية في الخارج، صرح في 11/ 4/ 2011، بأن "تغييرات بنيوية في أهداف وطريقة عمل قوات القدس تم إجراؤها لمواكبة التطورات في المنطقة والعالم"، ومن سير الأحداث المعلنة، أو تلك التي تقبع في ملفات المؤسسات الأمنية في دول إقليمية عدة، وخصوصاً في دول الخليج العربي، نعرف مدى جدية هذا التصريح وإسقاطاته على الأرض، سواء العسكرية المباشرة كما الحال في العراق وسورية، أم بشكل غير مباشر، كما هو الحال في لبنان واليمن، أو من خلال نشاطاته الاستخباراتية، وإعداد الخلايا النائمة لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي في دول خليجية، كالكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وغيرها.

فيلق القدس وداعش؟

يقول فارس الخطاب "قد يكون وجود تنظيم "داعش" في المنطقة، الآن، سببا للفت الانتباه إلى حجم التسلل الإيراني بعباءة قوات القدس إلى داخل البيت العربي، فقد انشغلت دوائر الرصد والمتابعة لمراقبة حركة تنظيم الدولة الإسلامية في بلدانها، وإعلان حالة الإنذار الأمني تحسبا لتحركاته، كالتي حدثت في المنطقة الشرقية في المملكة، أو تلك التي حدثت عند تفجير مسجد للشيعة في الكويت، وهو ما يحتاجه تحديدا قائد قوات القدس الإيرانية ليكسب بعض الوقت والفرص بتمكين عناصرهم هناك، أو من أبناء دول خليجية (سعوديون، كويتيون، بحرينيون، إماراتيون)، يتلقون تدريباتهم في لبنان وإيران، استعدادا لتنفيذ خطط وضعتها قيادة الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية لإثارة القلاقل والفتن في هذه الدول. ولا يجب أن نستبعد أبدا تدبير (الفيلق) تفجيرات ضد أهداف (شيعية) داخل دول عديدة، وإعلان مسؤولية "داعش" عنها، لتثبيت حالة من المظلومية بحق (الشيعة) في بلدانهم، ولإحداث حالة من طلب الدعم من راعية "إمبراطورية المذهب"، وهو ما يسهّل تجنيد هؤلاء (الشيعة) وتوجيههم للانتقام من مؤسسات دولتهم أو (الثورة) لاحقاً. "

خطر فيلق القدس

ليست قوات (فيلق) القدس ذراعا ثانوية في مؤسسة الحكم في إيران، -بحسب الخطاب -بل هي ذراع قوية ورئيسية في تحقيق رؤية الخميني لتصدير الثورة، ولعل وجود قيادات في السلك الدبلوماسي الإيراني تعمل لصالح برنامج هذه القوات يوضح حجم النفوذ الذي بلغته داخل المؤسسة الحاكمة. إن محاولة فيلق القدس الإيراني استغلال التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي، لتوسيع نفوذه وتمكين أذرعه الاستخباراتية والتنظيمية يتطلب من دول المجلس، لا بل من جامعة الدول العربية مجتمعة، العمل على رصّ الصفوف والتوعية الجماهيرية بخطر هذا العدو الرابض في كل مفترق طرق. فخطر قوات (فيلق) القدس يسري كالنار في الهشيم، حتى في مناطق خارج حدود الوطن العربي، كما الحال في أوروبا وأميركا وأستراليا وباكستان وأفغانستان وأفريقيا، وفي كندا التي أدرجته على قائمتها للمنظمات الإرهابية.

نيسان ـ شؤون خليجية ـ نشر في 2016-04-02 الساعة 12:07

الكلمات الأكثر بحثاً