اتصل بنا
 

إسرائيل تتحرش بمعان مرة أخرى

نيسان ـ نشر في 2015-05-10 الساعة 12:13

x
نيسان ـ

أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي أسبوعاً كاملاً من التدريبات الضخمة بقيادة رئيس أركانه الجديد “جادي آيزنقوط”، ومشاركة قوات برية، تساندها قوات سلاح الجو والبحرية. ذلك ليس كل شيء.

حرص الإسرائيليون كعادتهم على الغمز من الأردن عندما قالوا إن التدريبات شملت إجراء تجارب على مهمات غير عادية، بينها اجتياز الحدود مع الأردن وسوريا، بهدف ملاحقة عناصر مسلحة، تحاول ضرب إسرائيل والعودة إلى الأردن.

الحديث الإسرائيلي يقصد به داعش، وهذا ما شرحه جنرال متقاعد، وهو يقول: "هنالك فرق جوهري بين اجتياز الحدود الأردنية، وبين اجتياز الحدود السورية، ففي الأردن يأتي الخطر من قوى التطرف مثل تنظيم داعش، التي تسعى إلى زيادة قوتها في هذا البلد وزعزعة الاستقرار فيه، ولجوء ملايين السوريين والعراقيين إلى الأراضي الأردنية، يجعلنا نأخذ في الحسبان احتمال تسلل عناصر إرهابية لا تريد الخير للأردن أو لإسرائيل".

وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيه إسرائيل الغمز من القناة الأردنية. فقبل هذا نقل موقع "وللا" الإخباري عن مصادر في القيادة العسكرية الإسرائيلية، قولها إن هناك ما يؤشر على ازدياد مستوى التأييد، الذي يحظى به تنظيم داعش في الأوساط القبلية جنوب المملكة، وعلى وجه الخصوص في مدينة معان ومحيطها.

لا يكف الإسرائيليون عن التنبيه بتعاظم التأييد الذي يحظى به تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) جنوب الأردن، وأنشطة التنظيم في منطقة سيناء، لكن ماذا يعني أردنياً ربط معان بسيناء وبالإرهاب سوى محاولة إسرائيلية لإقناع المملكة أن جزءا وطنيا أكد في الكثير من التجارب انضباطه تحت لواء المصلحة الوطنية صار اليوم (إرهابيا ويجب التعامل معه وفق هذه النظرة).

اليوم لن يتعاطى احد مع ما يقوله الإسرائيليون بجدية، لكن في أي حادثة معانية قادمة ربما سنرى كيف تأثر رد الفعل الرسمي الأردني تجاه هذه (الحادثة القادمة) بالضغط الإسرائيلي على العقل الأردني الرسمي بان (معان = داعش).

يجب أن يفهم الجميع أن إسرائيل لا تلعب. ومن هنا فان المسؤولية اليوم مناطة بثلاث جهات من أجل وأد الفتنة النظرية التي يريد أن يشعلها اليهود: الرسمي والمعانيين والنخب الأردنية.

صحيح أن أعلام داعش رفرفت سابقاً على بعد 104 كم من إيلات، حيث معان. لكن من قال إن مناكفات بعض المواطنين لسياسات الحكومة تعني أنهم "دواعش". قبل أشهر هتف أصحاب البسطات في عمان (بحياة داعش) وفهمتها الأجهزة ضمن سياقها المناكف لغضب هؤلاء على إزالة بسطاتهم. لا أحد مع تنظيم الدولة اليوم سوى النسبة التي تسمح لنفسها أن تخرج عن القانون في المجتمع الأردني، من لصوص أو محتالين أو غيرهم.

لقد أثبت الأردن والأردنيون على الأرض أنهم بالفعل مختلفون عن محيطهم. وقد ساهم في بناء هذا الاختلاف الايجابي النظام غير القمعي ولا الدموي إلى جانب وعي الناس ورفظهم كل ألوان التطرف، ثم جاء المواطنون وفعلوا ما يجب أن يفعلوه هم.

نعم هناك محطات ساخنة، ونعم أيضا هناك انفلاتات أمنية .. وتعذيب وحوادث قتل خلال التحقيق لكنها كلها فردية، ومعزولة ولا يمكن بأي حال البناء عليها.

كل هذا يعني أن النظام السياسي مدعو اليوم وليس غدا الى تعزيز جبهتنا الداخلية أكثر.. هو وليس غيره المسؤول عن ذلك، والمواطنون سيتجيبون طالما فهم الجميع إنهم في قارب واحد، نحن بالتأكيد بحاجة الى إبعاد مثيري الفتنة عنا، وهم ليسوا أهل معان بل إسرائيل.. إسرائيل وحدها.. وعندها سنكون بخير.

نيسان ـ نشر في 2015-05-10 الساعة 12:13

الكلمات الأكثر بحثاً