اتصل بنا
 

(قره باغ) تتهم تركيا بتأجيج نار الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-04-03 الساعة 14:03

x
نيسان ـ

اعتبر دافيد بابايان المتحدث الصحفي باسم رئاسة جمهورية قره باغ غير المعترف بها امس السبت، أن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع بين ارمينيا واذربيجان.
وقال بابايان "كنا نعلن دوما أن أذربيجان لا يمكن أن تسلك مثل هذا السلوك بمبادرة أذربيجانية فحسب. على الأغلب تدعمها قوى معينة، لاسيما تركيا".
وأضاف المتحدث أن مثل هذا التصعيد في المنطقة لم يحدث منذ عام 1994 "استخدمت القوات الأذربيجانية الأسلحة الثقيلة في عدة قطاعات على خط التماس وقامت بمحاولات للاختراق، لكنها جوبهت بالرد الملائم فتراجعت إلى المواقع السابقة متكبدة خسائر جسيمة".
يذكر أن علاقات قوية تربط أذربيجان بتركيا، وقام رئيس أذربيجان إلهام علييف عام 2013 بأول زيارة خارجية له عقب فوزه بولاية رئاسية ثالثة إلى تركيا.
وتتعاون أذربيجان مع تركيا خاصة في المجال العسكري، وتبادل الوفود العسكرية رفيعة المستوى أمر معتاد، حيث تستهل الوفود التركية زياراتها بوضع الزهور على ضريح "حيدر علييف" في باكو، ثم على ضريح الشهداء الأتراك والأذربيجانيين.
وقام وفد عسكري تركي بزيارة باكو في 2014 اشترت أذربيجان على أثرها صواريخ مضادة للدبابات من طراز "UMTAS" و"OTMAS".
وقد اندلعت معارك عنيفة على خط التماس بين القوات الأرمنية والأذربيجانية في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان حاليا الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد.
وكانت وزارة دفاع جمهورية ناغورني قره باغ غير المعترف بها أفادت بأن قوات أذربيجان قامت ليلة السبت بهجوم على عدة محاور في منطقة النزاع، واستخدمت المدفعية والطيران والمدرعات، ومن الجانب الآخر أعلنت وزارة دفاع أذربيجان أن "القوات المسلحة الأرمينية خرقت خلال الـ24 ساعة الماضية نظام وقف إطلاق النار 127 مرة على مختلف محاور خط التماس".
وكان النزاع اندلع بين البلدين عام 1988 على إقليم قره باغ الجبلي حين أعلنت الأغلبية الأرمنية لسكان الإقليم الذي كان منطقة أذربيجانية ذاتية الحكم، عن الخروج من جمهورية أذربيجان السوفيتية.
وأعلنت الصحافة الأذربيجانية أن زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف من الخامس عشر من شهر آذار (مارس) الماضي إلى تركيا كانت "من دون شك" أهم أحداث ذلك الشهر.
وحسب موقع "1 نيوز" الأذربيجاني الشهير، فإن "هذه الزيارة نفثت حياة جديدة في شعار الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف عن الأمة الواحدة والدولتين".
وكان "نفث الروح" متوقعا بعد ذلك في نزاع إقليم ناغورني قره باغ، التي تعترف روسيا بسلطة باكو القانونية عليه. على الرغم من أن حوادث إطلاق النار المنتظمة الموضعية كانت تحدث دوما.
ويعتقد محللون ان تركيا تسعى لتحريك هذا النزاع المجمد منذ نحو 30 عاما بين أذربيجان وأرمينيا، عندما أعلن إقليم ناغورني قره باغ عن انفصاله عن أذربيجان.
ولبحث التفاصيل، يلفت المحللون الى ان الوفود التركية كانت تتوافد في الأشهر الأخيرة على باكو. بل إن الرئيس التركي كان ينوي المجيء إلى أذربيجان لولا العمليات الإرهابية المتوالية في المدن التركية.
أما أذربيجان، فكانت في الفترة الأخيرة، تشتري الأسلحة من جيرانها ومن إسرائيل وتراكمها بانتظار ساعة الصفر، حسب المحللين.
ويرجح المحللون ان أردوغان الآن يريد الانتقام من روسيا بتأجيج نزاع مسلح في حديقتها الخلفية، ما يعد أمرا بالغ الخطورة لوجود قاعدة عسكرية في أرمينيا، ولأن هذه الدولة عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. كما أن من الممكن أن يصبح النزاع المحتدم ساحة جذب للمقاتلين من رابطة الدول المستقلة، وخاصة الأوكرانيين منهم.
كذلك، فإن تأجيج النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، يعد ضربة موجعة توجه إلى إيران، التي تقيم علاقات جيدة مع أرمينيا من ناحية، وتشارك بالتنسيق مع موسكو في النزاع السوري، حسب المحللين.
ولمحاولة السيطرة العاجلة على الحريق المشرئب، اتصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيريه الأذربيجاني والأرميني. كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأذربيجاني والأرميني.
ويقول مدير مركز دراسة بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيميون بغداساروف إن "الجيش الأذربيجاني، بعكس المرات الماضية، تنتظره "مفاجآت" كثيرة. وهذا ما يردع قادة البلاد عن اعتداءات شبيهة بالصدام مع إسرائيل في عام 2006..".
ويتوقع المحللون أن تُجرى اتصالات عاجلة بين الكرملين والرئيسين إلهام علييف وسيرج سركيسيان لتطويق النزاع في هذه المنطقة الحساسة من العالم ولدرء محاولات نقل النزاع السوري ونزاع شرق أوكرانيا إليها.

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-04-03 الساعة 14:03

الكلمات الأكثر بحثاً