النسور والفساد.. الرجل كان يتحدث عن دولة أخرى
نيسان ـ نشر في 2016-04-05 الساعة 11:34
إبراهيم قبيلات
رغم كل الغبار الذي أثارته (أوراق بنما) في العالم سيخرج عبدالله النسور ويقول لنا إننا بخير.
في الوقت الذي ينشغل فيه الرأي العالمي وليس الأردني فقط في وثائق بنما وارتداداتها غريبا وعربيا يطل علينا مجددا رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ليقسم لنا ان آخر عهدنا بالفساد كان قبل خمس سنوات.
ندرك جيدا أن مساحة الخصوصية تقل كثيرا بالنظر الى المساحات الشاسعة التي تبتلعها حقوق الناس عبر ادوات التكنولوجيا في المعرفة والاطلاع. لكن الرئيس النسور يواصل سياسة الانكار والحجب على المعلومة بمعلومة معاكسة أخرى.
عبدالله النسور في ذلك ليس استثناء، ففي حادثة أوراق بنما سارع العربي إما إلى النفي أو وضع الرأس في الرمال بدلا من محاولة التأسيس لسياسة المكاشفة وتعزيز حق الناس وصحافتهم بالوصول الى معلومات.
في الحقيقة عبدالله النسور استثنائي حقا. فنحن ليس فقط متطهرين واستثنائيين بعدم وجود فساد بيننا، بل نحن أيضا نعلنها على الملأ: لقد استطاع رئيس الوزراء منذ خمس سنوات القضاء على الفساد والفاسدين وأعلان الدولة والمجتمع والناس بأنهم على طهارة كاملة ودون أي دنس من أي فساد، رغم أن الفساد موجود حتى في الدول الغربية المتطورة، لكنها تعالجه بالقوانين وتطبيقها.
من يذهب الى مؤسساتنا الرسمية اليوم يلمس آثار تصريحات الرئيس النسور بادية تطبيقا على الموظفين من كبار الشأن الى صغارهم.
من يذهب الى التعيينات في الوظائف كبيرها وصغيرها يهز رأسه ان النسور على حق، عندما اعلن انه لا وجود للفساد بيننا منذ خمس سنوات.
ومن يذهب الى الجامعات يدرك هذا. ومن يذهب الى أي من المؤسسات الرسمية يعرف اننا تماما كما قال رئيس وزرائنا النسور.
فقط .. ربما سهى النسور وكان يتحدث عن دولة غير دولتنا.