اتصل بنا
 

حكومة الاسياد و العبيد

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-04-09 الساعة 11:55

نيسان ـ

عادة بنام راسي من قبلة واجريي للشمال، لكن امبارح خلص شحن تلفوني وانا بالفرشة، فاتعاجزت اقوم ادور ع وصلة لاحط الشاحن، قمت وسحبت الفرشة ع الجهة المقابلة جنب ابريز الكهربا، فصار راسي من شمال واجريي للقبلة.

ما بعرف شو صار لما غفيت، كل 5 دقايق اصحى مثل المصروع اسأل حالي وين انا، مش بس قلبت اتجاهي من الشمال للجنوب بنفس الغرفة، لكن سافرت عبر العصور الغابرة، واختلط الحاضر بالماضي بالمستقبل.

اخذني الشاحن للعصر الحجري، لقيت حالي بين ناس مش لابسين اشي غير ورقة التوت، متجمعين حواليي وبحكوا بلغة مش مفهومة، ومصوبين علي رماحهم بخناجر من عظم وحجار. صحيت وأنا بحاول احكي معهم بلغة الإشارة لاتحايل عليهم، واعطيهم ثيابي بدل مهمو مشلحين.

صحيت مرعوب من هالكابوس، وغطت عيني بالنوم، لقيت حالي بعصر الجاهلية، مريت بقوم بتسامروا ومعهم غواني. سمعت واحد فيهم بقول للثاني: ويحك يا ابا خمجة، الم تكتفي بعد من سرقة اموال القوم، أين ستذهب بكل هذه الأموال التي تكاد تطفو في الصحراء كزبد البحر؟

فجاوبه ابا خمجة: ثكلتك أمك يا ابا نعل، أنسيتم أنكم لصوص مثلي، وتتسامرون مع الغواني من اموال القوم. وصحيت ع صوتهم بضحكوا ع النكتة.

وانا راجع من الجاهلية، مريت بكل قارات ومحيطات وبحار العالم، وفجأة لقيت حالي بشواطئ استراليا، فسألت بنات متمددات ع الشط: انا وين؟

صارن يطلن ع بعض ويضحكن، وبنت قالتلي: ماد مان.

فقلت: هو فيه أردني ظل فيه عقل، لكني بدور ع مصاري بلادي المسروقة بأي جزر مطمورة.

نمت 5 ساعات، لفيت فيهن الكون وكل العصور، وصحيت ع صوت مقدمة برنامج يسعد صباحك، بتقول للشب محمد عربيات صاحب فكرة اغسل الكار ع باب الدار، انها مبسوطة فيه عشان كسر ثقافة العيب، وبتبهدل بالشعب لأنه عاطل عن العمل.

ما بتعرف ان كل دمعة نزلت من عين الشب وامثاله، سببها اللي خلقوا نظرية الشغل مش عيب، واللي بحاولوا يخدروا شبابنا ويملكوا ارواحهم بمقابلة ع التلفزيون وصورة مع وزير.

مقدمة البرنامج اتجاهلت ان هالشب ما وصل لهالمرحلة الا لأنه فيه ناس سرقت حقه وفرصته، ولأن الفاسدين ما خلوا اموال بالوطن تصنع مستقبل الشباب.

الشغل مش عيب لما يكون فيه عدالة ومساواة، وفرص متكافئة للجميع، بين ابن الحراث والراعي وابن المسؤول، لكنه عيب لما الفساد يفرض على عامة الشعب أنهم يعيشوا عبيد، والمسؤولين عايشين دور الاسياد.

5 ساعات صحيت فيهن 50 مرة من ورا قصة بنما، وريحة الفساد فاحت ب 5 قارات، ودولته بقول مافيش عندنا فساد باخر 5 سنوات.

حكومتنا بتتعامل معنا بلغة الاسياد والعبيد مثل أيام الجاهلية، وبلغة إشارة مش مفهومة مثل العصر الحجري، وإذا ظلينا على هالحالة بدنا نرجع نعيش بورقة التوت، ونرجع ننباع وننشرى بسوق العبيد.

ويحا لي إذا بغير مكان نومتي مرة ثانية.

نيسان ـ نشر في 2016-04-09 الساعة 11:55

الكلمات الأكثر بحثاً