اتصل بنا
 

مفاجآت انتفاضة القدس تقض مضاجع الإسرائيليين

اعلامي مصري يعمل في قناة الجزيرة

نيسان ـ نشر في 2016-04-10 الساعة 14:04

نيسان ـ

يعتبر الاول من اكتوبر الماضي هو البداية الرسمية للانتفاضة الثالثة أو انتفاضة القدس التي جاءت بعد اعتصامات واحتجاجات داخل الحرم المقدسي وخارجه بسبب تشريعات إسرائيلية تساوي بين المسلمين واليهود في التناوب على دخول المسجد الاقصى بل تدع للصهاينة هيمنة اكبر عليه، وهي الانتفاضة الثالثة بعد انتفاضتي الحجارة والاقصي اللتين غيرتا المشهد الفلسطيني بعد كل منهما، لكن الانتفاضة الثالثة حملت للاسرائيليين مفاجآت كثيرة، من اهمها ان حوالي 80% من المشاركين فيها اعمارهم بين 12 عاما و28 وهذا يعني ان هؤلاء جميعا ولدوا بعد توقيع اتفاق اوسلوا الذي وقع في واشنطن في 13 سبتمبر عام 1993 بين كل من ياسر عرفات وشمعون بيريز، والذي صنع السلطة الفلسطينية التي تحولت إلى سلطة وظيفية تخدم سلطات الاحتلال الاسرائيلي في النهاية ولا تخدم الشعب الفلسطيني، وكان الهدف الرئيسي من ورائها هو صناعة جيل فلسطينيي جديد يقبل بالاحتلال الاسرائيلي وينهي المقاومة، لكن الآن وبعد ثلاثة وعشرين عاما علي توقيع الاتفاقية تصاب إسرائيل بالصدمة حينما تجد ان صناع الانتفاضة هم من ولدوا بعد توقيع هذه الاتفاقية.

خلال ستة اشهر تمكن الفلسطينيون العزل إلا من السكاكين من قتل 33 من الجنود والمستوطنين اليهود وأصابوا 432 وهي اعداد عالية في مجتمع عسكري يقوم علي تشجيع الهجرة إليه ويفتخر باستقراره وقوة اقتصاده، وما يميز الانتفاضة الثالثة انها تجري في قلب فلسطين المحتلة القدس والضفة وما يسمي بالخط الاخضر وقد جاءت هذه الاصابات نتيجة 103 عمليات طعن و25 عملية دهس بالسيارات و22 عملية إطلاق نار، ولم تكن المرأة الفلسطينية بعيدة عن المشاركة حيث بلغت نسبة النساء المشاركات 12% كما ان اعمار 50% من المشاركين في العمليات كانت تحت 20 عاما وينتمي المنفذون إلى كل طبقات وفئات وتنظيمات المجتمع الفلسطيني ومعظمها عمليات فردية وقد اعتقلت سلطات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة 4767 بينهم 406 اطفال و60 امراة، وظاهرة الاطفال في المقاومة هي ظاهرة فريدة تستحق دراسات عالمية حيث بلغ عدد الاطفال الذين كانوا ضحية الانتهاكات الاسرائيلية جراء مشاركتهم في المقاومة منذ العام 2000 حوالي 27 ألف طفل فلسطيني، اثرت الانتفاضة علي اقتصاد إسرائيل بشكل مباشر حيث انخفضت السياحة في القدس بنسبة 50% كما ان الشعور بالامن حسب استطلاع نشرته صحيفة معاريف قد انعدم لدى الاسرائيليين بنسبة 77% ويعتبر الاسرائيليون هذه الانتفاضة هي الاخطر ولذلك حشدوا 27 كتيبة من الجيش لمقاومتها، وقد امتلات وسائل الاعلام الاسرائيلية بالتحليلات والمقالات بعد ستة اشهر علي الانتفاضة كان من بينها ما نشره مراسل هاارتس جيلي كوهين في 3 إبريل الجاري حيث قال «يمكننا القول إننا فشلنا في إخماد الروح المرتفعة لدي الشباب الفلسطيني، فشلنا في احتواء الاحداث، وبتنا نعيش حالة من عدم الوضوح والخوف من المستقبل والقلق وفقدان الأمن الشخصي».

الوطن القطرية

نيسان ـ نشر في 2016-04-10 الساعة 14:04

الكلمات الأكثر بحثاً