اتصل بنا
 

يا جمعية وجماعة الإخوان اتحدوا

نيسان ـ نشر في 2016-04-14 الساعة 12:49

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

على ما يبدو أن الإخوان في طريقهم لفرقة تذهب بريحهم لا تُبقي منهم ولا تذر، فكل أطراف الأزمة الآن يشذُون عن صيغة تعتمد الواقعية السياسية تراجع ما تكدس وتكلس من أفكار؛ للحفاظ على ما أنجزته هذه الحركة على مدى عشرات السنين.

التناقض الرئيسي الذي وقعت فيه الجماعة منذ تأسيسها، هو موقفها المتردد بين الدعوة والسعي للسلطة، فلم توضح الأدبيات الإخوانية الموقف الحقيقي من تداول السلطة أو السعي للهيمنة عليها، فتركت الأمر جانبا، وظلت ترحله حتى حانت لحظة الحقيقة.

الآن؛ ليست الجماعة واقعة وحدها في المأزق، بل إن الجمعية المرخصة أيضا في المأزق ذاته، فلا يحسبن الدكتور عبد المجيد الذنيبات أنه سيسلم بالمقرات والممتلكات، برغم ما تقدم له السلطات من إجراءات إدارية وقانونية تُسهّل مهمته، فبعد أن تنتهي السلطة من فكفكة الإخوان ستعود حتما للجمعية.

حتى لو افترضنا أن الرجل سينجح في مسعاه، فلا بد أن تأتيه لحظة يواجه بها التحديات المؤجلة، نعم؛ سيجد الذنيبات نفسه في الزاوية الحرجة ذاتها، وستغلق مقراته وستجمّد ممتلكاته، ويصبح منبوذا ومكروها.

نحن لا نستغرب ولا نستبعد هذه الخلاصة. ألم تكن الجماعة مدللة عند النظام منذ أكثر من سبعين سنة؟.

لكن الظروف اليوم تغيرت، وصارت الفرصة مهيأة للانقضاض على الجماعة بعد أن كبرت أكثر مما يجب، وصارت المهدد الوحيد، خصوصا بعد ما جرى ويجري في مصر وسورية، وأيضا هذا أنموذج تركيا المرعب للأنظمة العربية، فلا أحد يريد الإخوان اليوم.

الحرب الباردة انتهت، وبدأت منذ فترة الأعراض الجانبية لاستخدام أمريكا والدول الموالية لها الإسلام السياسي في مواجهة المعسكر الاشتراكي، وكل ما يجري منذ "غزوة" 11 ايلول ضمن إطار حملة استشفاء من الأعراض الجانبية لذلك الاستخدام.

أمّا عن علاجاتنا المحلية، فلا بد لها من الانسجام مع أخلاقيات العمل السياسي، وأن تستبعد الإجراءات العرفية في التعامل مع الاحزاب والتيارات السياسية، لا يجوز أن تدار هذه الملفات بذهنية عرفية، فهذه الذهنية هي التي منعت ترخيص الأحزاب منذ تأسيس الدولة الأردنية، ورخصت للإخوان جمعيتهم، واليوم تأتي وبالطريقة نفسها لإلغاء هذا الترخيص. أي أن الخطأ يعالج بخطأ آخر، ولا يلتفت إلى ما قد ينجم عن هذا الإجراء من تفريخات.

اليوم؛ على فرقاء الجماعة أن يعيدوا النظر في مشاكلهم الداخلية وطريقة معالجتها، في إطار من المراجعة الشاملة لفكر الإخوان ومنهجيتهم، وحسم موقفهم من تداول السلطة، والقبول بالآخر بصفته شريكا لا خصما.

نيسان ـ نشر في 2016-04-14 الساعة 12:49

الكلمات الأكثر بحثاً