اتصل بنا
 

لماذا نخلط الأوراق؟

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2016-04-17 الساعة 14:18

نيسان ـ

أليس فى الخروج على التحول الديمقراطى والتأسيس لسلطة جديدة منذ صيف ٢٠١٣ أكثر من سبب للتظاهر السلمى والمطالبة بالتغيير؟

ألا تمثل أيضا انتهاكات حقوق الإنسان والحريات وجرائم الاختفاء القسرى والتعذيب والقتل خارج القانون التى تراكمت منذ صيف ٢٠١٣ أسبابا كافية للاحتجاج السلمى والمطالبة بالتغيير؟

ألم يكن فى تهجير المواطن من الفضاء العام (بتوظيف قوانين كقانون التظاهر) والقمع الممنهج للمجتمع المدنى وإماتة السياسة والصناعة الأمنية للبرلمان العديد من الدلائل القاطعة على استحالة بناء الديمقراطية فى ظل هيمنة المكون الأمنى على الحكم؟

لماذا نتجاهل الآن كون عناصر كتغييب الحقيقة ومنع التداول الحر للمعلومة ورفض الشفافية وتعطيل قواعد المساءلة والمحاسبة لم تبدأ خلال الأيام القليلة الماضية، بل كانت ديدنا للحكم منذ صيف ٢٠١٣؟

كيف نتنازل عن جر الخطوط الفاصلة بين المطالبين بالتحول الديمقراطى وبسيادة القانون وباحترام الحقوق والحريات، وبين من ساندوا السلطة الجديدة منذ البداية وبرروا لها قوانينها القمعية كقانون التظاهر وممارساتها القمعية كسلب حرية طلاب وشباب وعمال بادعاء انتمائهم إلى جماعة الإخوان أو إلى «الحركات التحريضية والفوضوية» ويعودون اليوم بشعارات وطنية زائفة (وشوفينية) إلى إيهام الناس ببحثهم عن بديل للسلطة وحكمها؟

هل ضاعت الدروس المستخلصة من السنوات الماضية بشأن خطورة هيمنة المقولات الوطنية الزائفة أو المقولات الدينية الزائفة على الحراك الشعبى ومشاهده الاحتجاجية، وصعوبة التخلص من اتهامات التخوين أو التكفير ما أن تمسك بالفضاء العام، واستحالة الانتصار للأفكار الديمقراطية فى أجواء مجتمعية كهذه؟

أحقا لا نعتبر للخطأ الجسيم الذى نتورط به حين نطلق التعميمات ونكيل الاتهامات ونضرب باسم «النهج الثورى» أو «الديمقراطية» الموضوعية فى مقتل ونقضى على تعدد الآراء، ونتحول إلى ممارسين للمكارثية المعكوسة فى مواجهة مكارثية حكم يقمع ويتعقب ويهدد لكى يفرض رأيه الأوحد على الناس؟

وإذا كنا لا نتخوف من طغيان المقولات الوطنية الزائفة أو المقولات الدينية الزائفة على الفضاء العام بل وندفع بضرورتها لتعبئة الناس كجموع فى مواجهة السلطة الجديدة وسحب سلاحى التخوين والتكفير منها، فهل فكرنا فى مصير دفاعنا عن حقوق الإنسان والحريات الذى ليس له إلا أن يستند إلى قيمة الفرد وكرامته التى تسبق كل حديث عن الأرض والعرض وغيرهما؟

عن ماذا نبحث؟ عن بلاد تستعيد مسار تحول ديمقراطى أم عن بلاد تتنازعها المكارثيات؟ عن إعادة اكتشاف المواطن للأفكار الديمقراطية أم عن مواطن تجتاحه فوضى المقولات الوطنية أو الدينية الزائفة ويراوح بينها دون وعى حقيقى أو قدرة على الاختيار الحر؟ هل نريد تجاوز إدارة الحكام.. أم تغيير بعضهم؟

الشروق

نيسان ـ نشر في 2016-04-17 الساعة 14:18

الكلمات الأكثر بحثاً