اتصل بنا
 

مقرّات الأخوان ...ذاكرة وطن ..وضمير أمّة (2)

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-04-19 الساعة 10:28

نيسان ـ

(مقرّات الاخوان في الثمانينات )
كانت مقرّات الأخوان آنذاك معاهد للتربية الدينية والخلقية ..وكان العمل سرّيا نحرص على إعلانه للناس من خلال السلوك الأخواني الملتزم والحرص على السمعة النقية والسيرة الحسنة
لم تكن السياسة تشغلنا إذ كان الالتزام والتميز في مجال الدعوة والدراسة همنا الأول حيث كانت كوادر الاخوان جمعا دعويا لا حشدا انتخابيا وكان البعد التربوي هو مايتم التركيزعليه في بناء الشخصية الاخوانية فأفرزت هذه الحقبة عددا كبيرا من القادة والشخصيات الفاعلة في شتى مناحي الحياة من علماء وأطباء ونقباء وأساتذة في الجامعات والمدارس والكثيرون منهم الآن يتبوأون مواقع متقدمة في الوطن ...كانت (الأسر الاخوانية) تلتقي على القران الكريم والحديث الشريف ، وربما كتاب في الفكر أو الفقه أو تاريخ الجماعة او في شأن يهم الأمة ..فحفظنا الكثير من سور الكتاب الكريم وأتم عدد كبير منا حفظ القران الكريم وعددا كبيرا من الأحاديث النبوية في العقيدة والفقة فضلا عن ثقافة متنوعة صقلت شخصياتنا بالعلم والمعرفة وهذبت سلوكنا وعززت احترامنا لذواتنا.
الآف الأردنيين هم خريجو مقرّات الأخوان ..وعندما يصرّح المراقب العام أن بيوت الأردنيين هي مقرات الأخوان فلأنه يعلم أن جلّ هذه البيوت فيها أخ أو أخت قد مرّوا عبر هذه المقرات...لكن هل كانت القيادات آنذاك هي القيادات ذاتها ..كان المراقب العام فضيلىة الشيخ المرحوم محمد عبدالرحمن خليفة ..وكان رموزالاخوان وأعلامهم من أمثال المرحوم يوسف العظم والمرحوم أحمد قطيش الأزايدة والمرحوم زياد أبو غنيمة وغيرهم الكثيرون ..أسماء تتجلّى في عالم الاعتدال والكلمة الموزونة والسيرة العطرة والقدوة الحسنة ..شخصيات يجمع عليها الناس يحسنون الموازنة بين مصلحة الوطن ومصلحة الجماعة ،ولايقدم لديهم شيء على مصلحة الوطن فحفظوا مصالح الجماعة بحفظهم مصالح الوطن ..ثم في نهاية الحقبة عادت الحياة البرلمانية فأفرزت نجوم الانتخابات الذين ذهبوا بالجماعة إلى مراحل الكولسة ..والحمحمة والهمهمة والزمزمة ...ولكل مرحلة منها قصّة يطول شرحها ...سنتابعها معكم .

نيسان ـ نشر في 2016-04-19 الساعة 10:28

الكلمات الأكثر بحثاً