اتصل بنا
 

شطحات خيالي في إرهاب جديد جدا

كاتب أردني وخبير مياه

نيسان ـ نشر في 2016-04-21 الساعة 12:40

شطحات خيالية في إرهاب جديد جدا: حوادث الحافلات المحترقة في الأردن تثير تساؤلات عن السبب والمتسبب وتدفع للتفكير في الإرهاب والفساد والبطالة والحكومة الفاشلة.
نيسان ـ

شطحات خيالي في إرهاب جديد جدا

مجبرون نحن على هروب من نوع آخر....هروب الذهن ركضا وراء تفسير ....تبسيط ....تركيب مكونات صورة....وأسئلة كثيرة تتبادر للذهن تباعا... لماذا.....كيف .....لمصلحة من ........من......إلى متى.

لو عرضت الصورة أدناه مجردة على العالم أجمع وتحتها (حدث في الأردن) لأجمع ثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية أنها عملية إرهابية رخيصة استهدفت مواطنين أبرياء في الأردن.

الصورة هي لحافلة نقل عام محترقة على طريق الجامعة الأردنية, لحسن حظنا أن الحافلة كانت فارغة من الركاب لسبب ما ..........الواقعة كانت ستكون عادية جدا لولا أن هذا الحادث أصبح متكررا جدا الى درجة أن كل من يركب باصات متعهد هيئة تنظيم قطاع النقل العام وخاصة طلاب الجامعات يتوقع إما أن تحترق الحافلة أو يحصل عطل ما يؤدي الى نزول الركاب انتظارا لحافلة أخرى تقلهم أو فلبتدبر كل مسكين من الركاب أمره.

الحادثة أعلاه حصلت وأنا نفسي أركب حافلة أخرى تابعة لنفس الشركة على طريق الداخلية الجامعة الأردنية واقفا بعد معاناة يوم عمل طويل منتظرا ساعة كاملة وقوفا في الحافلة حتى مررنا أمام الحافلة المحترقة.

في تلك اللحظة استحضرت صورة العمليات الإرهابية في الإقليم.

بسرعة دار في ذهني سؤال خبيث ما الفرق في الحالتين.....عمليا لا فرق سوى السبب....السبب يعود الى المتسبب....المتسبب إما عامد أو قاصد أو ....أو .....أو.

المتسبب....داعش.....شركة ......حكومة فاشلة......أو ......أو ......أو.

قبل أيام صرح دولة الرئيس بأننا نخوض حربا ضروسا ضد قوى الشر والتطرف والإرهاب....

أنا أقف متألما فوقوف ساعة في حافلة في يوم حر.... مؤلم...... خاصة وأنا راجع من مقابلة لمدير مصنع صرح لي بأنه اضطر تحت ضغط متطلبات الحكومة وغلاء مدخلات الصناعة أن يسرح نصف عماله....نصف عماله هؤلاء يبلغ عددهم 200 عامل, تذكرت وأنا أجلس مع مدير المصنع أن دولة رئيس الوزراء صرح أن البطالة على قمة أولويات الحكومة هذه الأيام.

ولأني أهرب من ألمي الى خيالي الى تحليلاتي إليكم ما حدث في مخيلتي من تحليلات وتخيلات وما وصلت إليه من استنتاجات.

قلت وأنا أحدث نفسي في ساعة الوقوف المؤلم أنا أعاني من الإرهاب فقد أتعب الإرهاب أقدامي وركبي....ابتدأ في مخيلتي صراع عنيف تحت ضغط الألم........

جال في ذهني أن قانون العقوبات الأردني يميز الجرم بالدافع والتخطيط المسبق من عدمه.

لو أن دواعشَ أمسكوا بي وأحرقوني في باص لأني بالنسبة إليهم مرتد هل يختلف الأمر عن أن يقوم بنفس الفعل إهمال هيئة تنظيم النقل العام......أليست نفس النتيجة في الحالتين.....

هيئة تنظيم قطاع النقل العام وداعش تمارسان نفس الفعل ولكن الفرق فقط في الدافع والتخطيط العمد, لو أمسكنا داعشيا ارتكب جريمة أنا أؤيد أن يعدم ولكن هل يستحق رئيس هيئة تنظيم النقل نفس العقوبة....

ما العمل كيف نفرق بين الجُرمين....

دعونا نعتبر جريمة هيئة تنظيم النقل العام إرهابا عن قصد وإرهاب الدواعش إرهابا عن عمد.

ما حللنا المشكلة.....................................................

كيف نحمل رئيس هيئة تنظيم النقل مسؤولية خطأ قسم الصيانة بالشركة....

سنسمي خطأ رئيس هيئة تنظيم قطاع النقل إرهابا أخلاقيا...هناك مثلا إرهاب فكري...

إرهاب رئيس الوزراء ماذا نسميه ....خيالي واسع فقد وجدتها...سنسمي إرهاب رئيس الوزراء إرهاب رش السكر على الموت...

طيب ممتاز...نحن الشعب ....ما صفتنا....وجدتها أيضا....نحن الإرهاب المحتمل....نحن الحيوانات.

توقف الباص ...نزلت....استيقظت....آه على حالي أنا إرهابيُ الخيال.

ما الغرابة في الأمر ....هناك أيضا إرهاب الغرام...ألا تذكرون طائرة الغرام من الاسكندرية الى قبرص.......

يا دولة الرئيس أنت ومن بعدك....إياكم وإهانة الكرام......

تذكّر ما قلته حين تقلدت المسؤولية ونفيت طمعك بالدنيا.

دعني أذكرك أولا أنه حسب دائرة الإحصاءات العامة فمعدل أعمار الرجال في الأردن كما أذكر 69 عاما وأنت على أعتاب التاسعة والسبعين...لا ضير هذه منحة من الله ....لعل وعسى يُختم لك بخير.....لا ندري فالأعمال بالخواتيم.

بصراحة طمعك أنت شخصيا ضئيل جدا ...بضعة وظائف للحسايب والنسايب ليست شيئا يذكر سنعتبره لك من باب صلة الأرحام ولكن توقف عن رش السكر على الموت وتوقف عن مد جسدك جسرا للرفاق الفاسدين.

يا دولة الرئيس .....إذا كان أصحاب الملايين في البلد يصرخون......فما بال راكبي الحافلات العامة الذين يكاد إهمال رجالك يحرقهم....

أنظروا الى الصورة أعلاه ......لقد اعتاد عليها طلاب الجامعة الهاشمية.

هل في الوطن العربي كله فنيو تصليح مركبات أكثر من الأردن.

هل في الوطن العربي كله أصحاب مهن يضاهئون الأردنيين.

أنا أخبرك بشيء ربما لم تنتبه له يا دولة الرئيس......أتدري ما يُسخط عليك الناس كما لم يسخطوا على رئيس وزراء قبلك...بكل بساطة ...كنت محسوبا على الشعب....كنت بسيطا....متفاعلا .....معارضا دوما....بل ربما قرصتك الحاجة يوما ما....أنت لست برجوازيا ولا جئت من طبقة أرستقراطية...لقد رأيتُ بأم عيني من يتوسط لك في الشارع العام ليجنبك مخالفة سير من شرطي بسيط لأنك اصطففت في صويلح أمام مخازن الماجد بشكل مخالف.

ومع كل تاريخك الشعبوي البسيط لطمت شعبك كما لم يفعل برجوازي قبلك.....لقد ثبت عندي أن رئيس الوزراء حين يكون برجوازيا يخشى الناس أكثر من الشعبوي......لذا فمعرفتك بأن الناس في هذا البلد غلابى أغراك بفعل ما لم يفعله أحد قبلك.......

وأخيرا فأنا أطمئن الجميع بأن البلد ستكون بخير .......سيحترق فقط من يريد إحراقها كما احترقت الحافلة أعلاه.

نيسان ـ نشر في 2016-04-21 الساعة 12:40


رأي: فتح سعادة كاتب أردني وخبير مياه

الكلمات الأكثر بحثاً