اتصل بنا
 

"دروس الخسارة" في انتخابات نقابة الأطباء

نيسان ـ نشر في 2016-04-23 الساعة 19:16

فشل القائمة الخضراء في انتخابات نقابة الأطباء بسبب التفاعل السياسي والتحضيرات الاستثنائية للقائمة البيضاء، وليس بسبب الأسباب التي يروج لها التلويم، والنتيجة تعكس رفض القوى المؤيدة للنظام السوري.
نيسان ـ

وهكذا انتهت انتخابات نقابة الاطباء، كما هي انتخابات نقابة المهندسين بالفشل الذريع للقائمة النقيضة بوجهيها الخضراوين.
ويبدأ برنامج التلويم لدى قوى الخضراء المختلفة, دون اية محاولة لقراءة اولية للنتائج؛ حتى تعطي التصور الصحيح لاسباب الفشل في النقابة التي دوما كانت حصنا قويا للقائمة الخضراء.
بالطبع، وكما هي العادة ان تفسر اسباب الفشل لاسباب ابعد ما تكون عن السبب الحقيقي، وخاصة عندما يكون مجموع الاصوات التي حصل عليها النقيب المنتخب اكثر ب 15% من مجموع اصوات النقباء المرشحين من قبل القائمتين الخضراوتين.
مع العلم ان غالبية القاعدة التي صوتت لقائمة التجمع النقابي الديمقراطي ستكون اكثر ميلا للقائمة البيضاء؛ ما يزيد الفارق الى مستويات تصل الى اكثر من ضعفي حجم الاصوات.
بالعودة الى مهمات النقابة عدا عن الموضوعات الانشائية التي يتضمنها قانون النقابة، حول تطوير المهنة والحفاظ على كرامة الطبيب وغيرها من الصياغات اللغوية التي ليس لها اية قيمة حقيقية لدى القوائم المتناقضة, يبقى الجانب الوحيد هو المحرك للنقاباتن وهو التفاعل السياسي مع الوضع الداخلي قليلا والخارجي كثيرا.
لذلك كانت سابقا المسافة التي تفصل الدولة عن الكتل تقريبا متقاربة باستثناء بعض الحالات كما هذه الدورة, لذا فالانتخابات مع كل الشعارات التي ترفع حول المهنة هي انتخابات سياسية صرفة, لذا لم يعد التلويم له موجباته اذا كان التلاقي بمعانيه المختلفة بين القائمتين الخضراوتين بعيدا جدا.
ومع كل الاحترام لكفائة المترشحين عن القائمة الخضراء جميعا, لكن ان يتحول عنوان التصدي للقائمة البيضاء، ممثلا بمرشح القوة التي تمثل امتدادا للنظام السوري, مع العلم سابقا لم يكن البعث السوري شريكا او فاعلا في تشكيلة القائمة الخضراء, واصوات اعضائه ليس لها وزن ومشتتة، بمعايير العلاقات الخاصة والشخصية مع العناصر النقابية المرشحة للانتخابات من كافة الاطراف, لذا مع حجم الحملة الصارخة والتحضيرات الاستثنائية التي لم تتسم حملة سابقة للقائمة الخضراء بقوة دعايتها, كانت النتيجة هو التصويت ضد القوى المؤيدة للنظام السوري.
طبعا البعض سيعتقد ان في النتيجة بعض الانتصار على اعتبار ان هذه النتيجة تعكس مستوى مقبولا لبرنامج تلك القوى, وهو كذلك اذا اغفلنا عوامل عديدة ساهمت في بلورة النتيجة.
أولها تاثيرات العوامل المناطقية والقبلية الملاحظة في توزيع الاصوات في صناديق الاقتراع المختلفة، والتي احيانا يصبح العامل الاجتماعي له وزن معين بحكم التقاليد والقيم السائدة يتجاوز الموقف السياسي, وثانيها خلاف القوى المركزية الفلسطينية وهي فتح وحماس حيث يعتبر تيار القائمة البيضاء هو امتداد لهوية حمساوية حاضرة في اي عملية سياسية او انتخابية على الساحة الاردنية, واخرها مواقف القوى التقليدية في القائمة الخضراء، كغالبية الشيوعيين والجبهتين الشعبية والديمقراطية ومن يلف في دائرتهما المنزلقين في التاييد الصارخ لنظام القتل.
هذه الاطراف مجتمعة مع العامل الاهم في هذه الدورة تحديدا وهو الموقف الرسمي حاليا من قبل الدولة الاردنية بأجهزتها المختلفة من التيار الديني، وبالتالي من القائمة البيضاء والتي عادة لا تستطيع بفهما الجامد استيعاب الطبيعة الحالية للقواعد الانتخابية، والاساس الذي يرتكز عليه انحياز مواقف القواعد الانتخابية من الاطراف المرشحة للانتخابات.
هذه العوامل مجتمعة سقطت وبيسر من دون محاولات فاشلة للتفسير من اليسار ومن خلفه ومن دون حاجة للنقد , لان النقد يكون له قيمة اذا اردت أن تعدل مسيرة زاوية انحرافها محدود, وليس نقل اتجاه الحركة الى النقيض.
انتهت الانتخابات ومبروك للنقيب الفائز، والذي هو بشعاره حول المهننة اصبح خارج عباءة القوائم التقليدية، ونتمنى ان يكون وفيا للقواعد التي انتخبته، ولم تكن في حساباتها الاستزلام بقدر ما هو الموقف من الجهة التي وضعت نفسها في دائرة الشك في ماهيتها وطبيعتها، بدورانها في فلك انظمة الدم.
واخيرا تحية احترام للمرشح الخاسر الدكتور احمد فاخر وقائمته, وداعميهم واخص الدكتور محمد الزعبي الذين أبوا ان يكونوا الا فرسانا وليس مجرد سروج يستطيع من يشاء ان يمتطيها وقت الحاجة.

نيسان ـ نشر في 2016-04-23 الساعة 19:16


رأي: م. جميل الخطيب

الكلمات الأكثر بحثاً