اتصل بنا
 

إلى عدنان أبو عودة .. من أوصلنا الى هذا؟

نيسان ـ نشر في 2016-04-24 الساعة 12:38

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

تكمن مشكلة السياسي العربي في اعتقاده أنه صالح لكل زمان ومكان، فلا يقتنع بدوره الذي أدّاه خلال فترة عمله الطويلة، ولا أن الإنسان يصل إلى مرحلة يجب عليه فيها أن يقرّ بأنه قام بما يجب أن يقوم به، ولم يبق أمامه غير أن ينعم بالراحة، ويكتب مذكراته لتستفيد الأجيال اللاحقة من خبراته.

بمعنى آخر ليس مطلوبا منه أن يُنظّر للحاضر، فقط المطلوب هو أن يوضح أو يراجع مواقفه عندما كان في موقع المسؤولية والفعل، لا أن يدّعي معرفة أو مواقف بطولية بأثر رجعي.

هذا الحديث ليس تماما عن عدنان أبو عودة، بل هو حديث ينطبق بحذافيره على معظم المتقاعدين من الساسة في بلدنا.

لقد مرّت على البلاد أيام قاسية، وكان أبو عودة إما مستشارا للملك أو رئيسا لديوانه، وكان في فترات أخرى في مواقع تنفيذية على المستوى السيادي، وهذا يعني أنه كان شريكا في رسم السياسات، ولم يسجل التاريخ أنه اعترض على اعتقال وسجن الناشطين أو فصلهم من أعمالهم أو منعهم من السفر أو التضييق على الأحزاب والحزبيين أو المطالبة والتوصية بما يضمن الحريات بشكل عام.

ليس المطلوب الآن من سياسي بحجم عدنان أبو عودة، عمل في المراكز الحساسة، وفي مطابخ القرارات في أدق مراحل تأسيس البلد أن يخرج علينا بندوة أو لقاء تلفزيوني ليقول لنا إن الوضع الاقتصادي سيّئ، وأن 42% من القوى العاملة تعمل في القطاع العام، وأن ضعف الأحزاب نتاج غياب البرامج.

بل المطلوب منه أن يشرح لنا لمَ وصلنا إلى مثل هذه الحال، وأن يدافع عن السياسات التي رسمها هو وجيله. ومطلوب منه أن يخبرنا عن مواقفه من السياسات الإسرائيلية والطريقة التي تم التعامل معها من قبل الحكومات التي شارك فيها أو واكبها على مدى السنوات التي عمل فيها في الإدارة الأردنية.

ولا نريد منه أو من غيره أن يُظهروا حرصهم على القضية الفلسطينية الآن، نريد أن يوضحوا لنا أخطاء التاريخ التي مكّنت الصهاينة في فلسطين، وأن يوضحوا لنا أيضا من تواطأ وكيف لتهجير سكانها.

يحق للسياسي أن يفخر بما قدم أثناء توليه المسؤولية، كما يحق له أن يراجع نقديا تلك المرحلة، وهذا المستوى يسبغ أحاديثه بالأهمية، أما عدا ذلك فهو في إطار اللغو الزائد الذي لا يغني ولا يسمن.

نيسان ـ نشر في 2016-04-24 الساعة 12:38

الكلمات الأكثر بحثاً