اتصل بنا
 

نهاية الحلم الأميركي (2)

اعلامي مصري يعمل في قناة الجزيرة

نيسان ـ نشر في 2016-04-25 الساعة 13:18

بريجنسكي يحذر من نهاية الحلم الأميركي بسبب النظام المالي المعطوب والتباين الهائل في المداخيل والبنية التحتية المتهالكة.
نيسان ـ

يواصل بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق رؤيته عن نهاية الحلم الأميركي قائلا «من المؤكد أن نظام أميركا المالي المعطوب عقبة كأداء ينطوي على هشاشتين هما أولا: قنبلة نظامية موقوتة تهدد لا الاقتصاد الأميركي فحسب بل والاقتصاد العالمي بسبب سلوكه المغامر والقائم على التعظيم الذاتي، ثانيا: مجازفة أخلاقية فسرها بريجنسكي بجشع المضاربين في وول ستريت مما أدى لأزمة 2008 التي لازالت آثارها قائمة والتي ألحقت أضرارا اقتصادية بملايين الناس، أما السبب الثالث فيعود للتباين الهائل في المداخيل داخل المجتمع مما يؤدي لتقويض استقراره ويشير إلى إحصاءات عن فروق المداخيل في العام 1980 حيث كانت نسبة 5% من العائلات في القمة تحصل على 16.5% من إجمالي الدخل القومي الأميركي في حين كانت نسبة 40% من العائلات في القاعدة تحصل على 14.5% من هذا الإجمالي لكن بحلول العام 2008 اتسعت الهوة بين الرقمين بحيث أصبحت 21.5% لعائلات القمة و12% للآخرين، وحسب أرقام مكتب الاحتياط الفيدرالي كانت نسبة 1% من العائلات الأميركية تملك نسبة مذهلة من الثروة القومية الأميركية تصل إلى 33.8% في حين أن حصة شريحة 50% من الأميركان لا تتجاوز 2.5%.

أما على مستوى التعليم فيقول بريجنسكي رغم أن الولايات المتحدة تنفق أعلى المعدلات على التعليم لكنها صاحبة إحدى أدنى المراتب في الاختبارات في العالم الصناعي.

«أما خلل أميركا الرابع فيتمثل في بنيته التحتية المتهالكة ففي حين أن الصين عاكفة على بناء مطارات وأوتسترادات جديدة، وكل من أوروبا واليابان والصين متوافرة على خطوط حديدية متقدمة وسريعة تبقى النظائر الأميركية لهذه المرافق منتمية إلى أعماق القرن العشرين».

وقد وضعت الجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين الولايات المتحدة في الدرجة الرابعة بالنسبة للطيران والثالثة بالنسبة للسكك الحديدية والرابعة في مجال الطاقة، علاوة على أن التجديد في تحديث المدن بقي بطيئا بينما تعج المدن الأميركية بما فيها العاصمة واشنطن بالأحياء الفقيرة ومجمعات السكن الشعبي المتداعية مؤكدة على حجم الأهمال الاجتماعي في البلاد، ويضرب بريجنسكي صورة لحجم الكآبة التي وصلت إليها البنية التحتية الأميركية فيقول «يكفي أن تقوم برحلة واحدة من مدينة نيويورك إلى العاصمة واشنطن مستخدما خطوط أكيلا للسكك الحديدية البطيئة والمترجرجة وهي خطوط أميركا السريعة، لتدرك عبر نوافذ القطار مشهدا قابضا للنفس يشهد على مستنقع البنية التحتية الأميركية، مما يعطي تناقضا صارخا مع التجديد المجتمعي الذي كان يميز أميركا خلال جزء كبير من القرن العشرين».

إن تطور البنية التحتية دليل على دينامية الأمة وهذا ما تتميز به الدول الصاعدة، لقد بقيت طرق الرومان القديمة وخطوط السكك الحديدية البريطانية دليلا على الكفاءة لكن البنية التحتية الأميركية المتهالكة هي أكبر دليل على أعراض المرض الأميركي.

الوطن القطرية

نيسان ـ نشر في 2016-04-25 الساعة 13:18


رأي: أحمد منصور اعلامي مصري يعمل في قناة الجزيرة

الكلمات الأكثر بحثاً