اتصل بنا
 

همسات القمر 66

نيسان ـ خديجة وليد قاسم (إكليل الغار) (نثر فني) ـ نشر في 2016-04-26 الساعة 13:35

x
نيسان ـ

*على شاطئك يا بحر وعلى امتدادك الذي يسحب مشاعري معه في كل خطوة أخطوها، يطيب لي أن أمشي وأمشي حد التعب أهذي وأهذي دون توقف أمزج دمعاتي بمائك أطرح أمنياتي في شباكك أغني أغنية الفرح، أتلو ترانيم الروح التي تربت على فؤاد منهك كليم أترقبني يا بحر ؟

*لدي قلب أهوج مجنون..لا يخلو من حمق وتهور يركض في ميادين الحياة كمتسابق "ماراثون" لا لشيء إلا لأنه يريد أن يركض يصطدم بحاجز هنا..يتعثر في حفرة هنااك..تتخطفه أيدٍ تهوى ركل الكرة.. تتلاعب به بين ذهول منه وعلامات تعجب ترتسم على جبهته.. يخلّص نفسه بصعوبة لينزوي في ركن قصي يمسح دموعه بيدين مرتجفتين.. لحظات قليلة وينسى كل شيء، يعود إلى شقاوته ونشاطه مبتسما كأن شيئا لم يكن .. يغفر، ينسى ،يسامح...ثم ينطلق باندفاع كخيل جامح .. ولأنه يحب البحر .. أخذ من البحر اتساعه ولأنه يهوى البدر.. جعل مداد قنديله ضياءه يتألم لأجل الغير، ولا يتورع عن إيلامي يسرح بي ما بين خيال متمرد وأحلامي.. يجوب بي شطآن الكون وبحاره.. يعلقني وحيدة على جبال الأرض ثم يقذفني إلى سحيق أوديتها .. يبتسم لي طورا، وطورا يفرغ جام غضبه يطبطب على روحي تارة، وأخرى يصفعني ببلاهته وجموده وقلة حيلته .. رغم كل شيء.. أحب قلبي المجنون وأعشق شقاوته!

*أمامك أقف كمتشردة وأنا أرقب شراع مشاعري يبحر بتلقائية متجاوزا توجيهاتي وتعليماتي التي تجعله يرسو على آمن القرار ترفعه موجة..تتلقفه أخرى.. وما بين تجاعيدهما يلقي بسمة راضية، نظرة حانية، يتغلب على دمعة تنزوي في ظلمة الانكسار تطارده ريح مارقة تحاول التسلل إلى أنسجته وتفريق خيوطها المتعانقة.. يصدها بنقائه، بقوته، بمتراس من حسن الطوية وصفاء النية التي تتغلب على أنيابها المتحفزة لصنع البوار أمامك أقف، وعلى شاطئك أمد النظر بقلب لَهِف ... أرنو إلى سماء الدعاء برجاء..هل وقت السعد أزف ؟

*على حافة نهر الذكريات أجلس تاركة قدميّ تغوصان في بارد مائه مشهد يتلوه مشهد.. حوار يأخذ بيد حوار عينان متوثبتان تقلّبان الصور بروح متقدّة وقلب يتأرجح في حضن ابتسامة ترتسم بفرحة حينا.. وآخر بدمعة مرار يأخذني الصمت ويذهلني عما حولي وكأنني انفصلت عن أرضي ومائي ومحيطي.. أقاوم شباك يأس تكاد تغتالني بكآبة لونها وقبيح منظرها.. عند أول خيط منها يلامسني.. أفرد ذراعيّ للأمل أعتنقه بلهفة الظامئ وجوع الطريد الشريد أعود أنا أنا التي أعرفني ترتسم بسمتي التي برقتها تهمسني أنفض ثوبا مهترئا من أشواك تناثرت في حالك الطريق.. أرفع رأسي عاليا لأقبس من صديقي دفء البريق أسير في دربي مناجية ربي أستسلم لدعابات نسائم تنعش الروح .. أستجيب لنداء الهذيان.. أنثر حروفي دافئة تنبي عن نفسها وتبوح..

نيسان ـ خديجة وليد قاسم (إكليل الغار) (نثر فني) ـ نشر في 2016-04-26 الساعة 13:35

الكلمات الأكثر بحثاً