اتصل بنا
 

شيء ما اسمه صحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-04-26 الساعة 14:20

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

قالت له أمّه إنها تشعر بالفخر لأنه صحافي. رأى في عيني حبيبته ذلك، حبيبته التي ما عاد يتذكر ملامح وجهها، بعد سنين من العزلة.

"أَتَذْكر يوم كنت لا تحسن القراءة والكتابة"؟ غمز بهذا أحد أشقائه الكبار، وهو يراه مشغولا بارتداء البدلة ويجهز نفسه للخروج الى العمل.

شيئا فشيئا ستدخل البدلة والحذاء ضمن قائمة المتطلبات الإجبارية للمهنة.

يهمّ بالخروج، فإذا بالهاتف يرن. ينظر بشيء من النشوة لأنه رأى اسم معاليه على الخط. (أهلا معاليك).

أحيانا يرغب برفع صوته أكثر حتى تسمعه ابنة الجيران. لكنه لم يصل بعد الى الشارع. شعر بالحنق من معاليه. لِمَ لم يؤخر اتصاله دقائق. لا بأس سيعيد المشهد بعد قليل. وسيتحدث بكل ما أوتي من قوة عندما يمر من نافذة غرفتها.

إنه مهم، حتى ان معاليه يتصل به بشكل متواصل. ليس معاليه وحده. عطوفته وسعادته أيضا.

قالت له أمه يوما إن عليه أن يتوخى الحذر. (الدولة إيدها طايلة يما). على أية حال ماتت قبل أن تنتبه أنه دخل ماكينة اللعبة منذ سنوات وانتهى الأمر.

بعد قليل سيشعر بالإحباط، لأنه نسي في غمرة اعتنائه بثيابه وبصحافته أن من حضر "عرس" ابنه عشرون شخصا يتقدمهم معاليه.

لماذا لم يأت أحد؟ سأل زوجته التي تعاني من أمراض المفاصل، فقالت وهي تفتح باب البيت بعد عودتهما من الحفلة: "هو أنت كنت تروح على حد".

همّ بالدخول هو أيضا الى المنزل. إنه يعاني مثلها من أوجاع الروماتيزم. "شو بدنا نوكل؟". سألها فأجابته وهي تدخل الحمام: روح شوف المطبخ وكلك أي إشي.

نيسان ـ نشر في 2016-04-26 الساعة 14:20

الكلمات الأكثر بحثاً