اتصل بنا
 

حلب تحترق

نيسان ـ مصطفى عكرمة mustafa.ekrema@gmail.com ( حلب) ـ نشر في 2016-05-02 الساعة 13:39

حلب تحترق
نيسان ـ

منذ عقدين زرت حلب الحبيبة فكانت هذه القصيدة...

يـا واحـةً يـسعى لـها الـتّعبُ ... يـدعـوهُ مـنـها الـدِّيـنُ والأدبُ

عــربــيّــةُ الــقَـسـمـاتِ بــاســمـةٌ ... بــعـفـافِـهـا الــفــتّـانِ تــنـتـقِـبُ

عـــربـــيّــةٌ صــــانــــت عُــروبَــتــهــا ... وأحـبُّ مـنْ خُـلِقوا همُ العربُ

فــي بـالِ كـلِّ الـنّاسِ حـاضرةٌ ... كـالـفـكرِ تـحـضُـنهُ لــنـا الـكُـتبُ

لـلـعلمِ عـاشـتْ والـجهادِ مـعاً ... مــــا عــاقـهـا هــــمٌّ ولا نَــصـبُ

تــزدادُ فــي الـحـالينْ روعـتُـها ... ولـكمْ تـعجّبَ عـندها العجبُ!

لـلـشـعرِ كــانـت كـعـبـةً، وبـهـا ... مــنْ لـم تـسعْ إبـداعَهُ الـحِقبُ

"عُـمَـرٌ" وأيـن تـرى "كـريشتهِ" ... صـــوراً لــهـا الألـبـابُ تـنـجذِبُ!

ردّت دواهـي الـدّهرِ قـلعتُها ... واسّاقطتْ من حولِها النّوبُ

إنْ كـــان مـــن ســبـبٍ لـعِـزّتها ... فــإبـاءُ أهـلـيـها هـــو الـسّـببُ

كـــمْ صـــدّتِ الـغـازيـنَ ظـافـرةً ... وجـيـوشُـهم بـالـحِقدِ تـلـتهبُ

عـــربــيّــةٌ عـــاشـــتْ عــقـيـدتَـهـا ... فـإذا انـتسبْتُ فـحُبُّها النّسبُ

لا تسألوني ما اسمُ فاتنتي ... يــــدري الــزّمــانُ بــأنّـهـا حــلـبُ

واليوم بكل ما يعانيه من حرقة على ما ألمَّ بحلب جاءتني هذه الأبيات المتواضعة أمام مُصابها وسكوت العالم كلِّه عن هذا الذي تقف قواميس لغات العالم عن أن تعبر عن أدنى ما نُكبت به...

حلب

أُحــسُّ الـكـونَ يـضطربُ ... لـــمــا نُــكِـبَـتْ بــــه حــلــبُ

فــأدنــى مــــا ألـــمَّ بــهـا ... تـــنــوءُ بـحـمـلِـهِ الــحـقـبُ

جـحافلُ كـفرِ من كفروا ... عـلـى إفـنـائها ائـتـمروا

لـئـن بـطشوا بـها مـكرًا ... فـــــإنَّ صــمــودَهـا قَــــدَرُ

مُـــصــابٌ دونَــــهُ الــكـلِـمُ ... فـعـيـشـي بــعـدَهُ عـــدمُ

ســلـمـتِ وعُــــدتِ آمــنــةً ... وتـفـنـى بــعـدكِ الأمـــمُ

لأنـــــكِ عـــشــتِ مــؤمـنـةً ... وبـــالـــرحــمــنِ واثـــــقـــــةً

غـــــدًا نــلــقـاكِ شــامـخـةً ... ولــلــطــاغــوتِ هــــازمـــةً

عــــزاؤكِ أنَّــــكِ الــهــدفُ ... لـمن بالكفرِ قد وُصِفوا

لــسـانُ الـدَّهـرِ لاعِـنُـهم ... لما فتكوا وما اقترفوا

إذا الـطَّـاغوتُ قــد شـدَّا ... وأعْـــمَــلَ كُــفــرَهُ حــقــدا

فـكـونـي الـيـومَ واثـقـةٌ ... غــــــدًا ســتـريـنـه يـــــردى

سـيهزمُ كـلَّ من غدروا ... ولا يــبــقـى بـــهــم أثــــرُ

على قدرِ الأسى يأتي ... غــــدًا مــــن ربِّــنـا الـظَّـفـرُ

مساء الخميس 28/4/2016

حلب

حــــلــــبٌ أمِ الأكــــــــوانُ تـــحـــتــرقُ ... سـلِـمَتْ ويُـحرقُ كـلُّ مـن حَـرَقوا

ستشبُّ من قلبِ الحريقِ ضحىً ... ومــــن ابـتـلـوها رهــبـةً صُـعِـقـوا

هــي فـخـرُ مـن لـلعزِّ قـد خُـلِقوا ... والـحـارِقـوهـا شــــرُّ مــــن خُـلِـقـوا

ســـتـــظـــلُّ صــــامــــدةً بــعــزَّتِــهــا ... وتــذِلُّ مــن فــي ظـلـمةٍ طَـرقوا

وتــعـودُ رغـــمَ جـحـيـمِ مــا لـقـيتْ ... رمـــزَ الإبـــاءِ، وعـــزَّ مـــن صــدقـوا

مــــا هــــمَّ مـــن سُـــرّوا بـنـكـبتِها ... وعـــلــى إبــادتِـهـا قــــد اتــفـقـوا

مــاتَ الـضَّـميرُ بـكـلِّ مــن صـمتوا ... عــنـهـا، وولّــــى مــنـهُـمُ الـخُـلُـقُ

فاللهُ مُــــرجِــــعُـــهـــا لــــعـــزَّتِـــهـــا ... وأمـامـها الـغـازون قــد سُـحِقوا

نيسان ـ مصطفى عكرمة mustafa.ekrema@gmail.com ( حلب) ـ نشر في 2016-05-02 الساعة 13:39

الكلمات الأكثر بحثاً