اتصل بنا
 

لماذا لا نجد صفحات خاصة بالرجال على فيس بوك؟

نيسان ـ نشر في 2016-05-03 الساعة 10:35

x
نيسان ـ

"ملتقى للنساء فقط"، "ملتقى أمهات أبوظبي"، ملتقى سيدات الشارقة، ملتقى فتيات أبوظبي، وغيرها الكثير من الصفحات على فيس بوك التي تمنع دخول الرجال إليها وقد يصل عدد مستخدميها إلى عشرات الآلاف، بالمقابل، تكاد تندر ملتقيات أو مجموعات تعنى بشؤون الرجل في اهتماماته الحياتية المختلفة وغالباً ما تكون محصورة في مواضيع متخصصة كالرياضة والسيارات والأسلحة.

ومن خلال تصفح سريع للصفحات التي تتضمن في عنوانها كلمة "رجل" سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، يتبيّن أنها قليلة جداً لدرجة أنها تعد على أصابع اليد وغالباً لا يتجاوز أعضاؤها العشرات فقط، بينما تمتلئ الملتقيات المتعلقة بالرياضة بآلاف الرجال المتابعين بشغف لهذه الصفحات فيما يندر تواجد النساء أو مشاركتهن بمضامين هذه الصفحات سواء من تعليقات أو مشاركات.

24 استطلع رأي عينة من مستخدمي فيس بوك لمعرفة أسباب الحضور المحدود للرجل في ملتقيات تتكلم عن شؤونه بشكل عام على غرار الصفحات النسائية المغلقة وسأل مجموعة من الرجال والنساء: "لماذا لا صفحات مغلقة للرجال فقط على فيس بوك؟".

اشتركت الكثير من النساء بتحليل طبيعة الرجل بأنه يفتقد القدرة على التعبير عن مشاعره ويميل إلى التكتم ومعالجة المشاكل التي يواجهها بنفسه، بعكس طبيعة المرأة التي تميل إلى "الفضفضة" خاصة الإلكترونية.

لا وقت للخروج
لا تملك الأم ديانا الشلبي الوقت الكافي للخروج مع أصدقائها بسبب كثرة انشغالاتها في الأمور المنزلية صباحاً وفي الاهتمام بأولادها الثلاثة بعد الظهر، لذلك تجد في الملتقيات الافتراضية على فيس بوك فسحة من الراحة لا تحتاج إلى ترتيبات مسبقة وتخصيص وقت معين للخروج مع الأصدقاء إلى مطعم أو الالتقاء في مكان معين.

أمور حساسة
تشترك الأم غالية المصري بنحو 5 صفحات مغلقة للنساء فقط على فيس بوك وتتابعها بشكل يومي، لكن الدافع لا يرتبط بضيف الوقت للخروج مع الأصدقاء بل لأنها تشعر من خلالها بمساحة من الحرية حيث يمكنها التعبير عن فكرة ما بأي وقت تشعر بذلك، فضلاً عن قدرتها على مناقشة أمور حساسة لا يمكنها مناقشتها وجهاً لوجه بين أصدقائها.

الإعلام الجديد
وبينما يبدو الإعلام التقليدي مُستجيباً للتغيرات الاجتماعية التي تطرأ على صورة المرأة العربية النمطية يبقى الإعلام الاجتماعي المُحرك الأقوى في اتجاه هذا التغيير، ويترجم ذلك من خلال ملاحظة الأعداد الكبيرة للنساء في الصفحات المغلقة في أبوظبي، وهو ما أرجع إلى أخصائي العلاج النفسي محمد فريج تزايدها في أبوظبي إلى دورها في تكريس خصوصية المرأة وفتح آفاق جديدة للتعبير بحرية عما تشعر في أي وقت ترغبه بدون قيود أو خوف أو دخول رجل على الصفحة لا سيما عند التطرق في أمور حساسة.

"لا نحتاج إلى ملتقيات مغلقة للتكلم بحرية عن الأمور المتعلقة بحياتنا"، بهذه الجملة أجاب معظم الرجال الذين سألهم موقع 24 حول سبب حضورهم في ملتقيات تعنى بأمور مخصصة الرياضة أو السيارات.

وأجاب الشاب مصطفى حمدان (33 عاماً) أن فكرة الانضمام إلى ملتقى مغلق للرجال يرتبط بالمثلية الجنسية بالنسبة له، ويفضل الاتجاه إلى مجموعة مغلقة من الأصدقاء ومقابلتهم شخصيتهم لاستشارتهم في مشاكله أو قضاء وقت ممتع بدلاً من التواصل مع أصحاب افتراضيين "لا أعرف عنهم شيئاً سوى أسمائهم التي قد تكون وهمية أيضاً".

الرجل محكوم بالإنجاز
وأرجع الشاب أحمد معتوق (25 عاماً) السبب في عزوف الرجال عن إنشاء ملتقيات رجالية مغلقة على غرار النساء إلى التنشئة الإجتماعية التي تعلم أن التعبير عن المشاعر ومناقشة المشكلات التحدث بها هو أمر نسائي فقط، بالإضافة إلى أن الرجل يفضل الإنجاز أكثر من الاستشارة والنقاش للتوصل إلى قرار مناسب أو لحل مشكلة ما.

الاختلاف في النظرة
أما بالنسبة للشاب حاتم (30 عاماً) فهو يعتبر أنه يستمتع بالنقاش مع المرأة في الأمور الحياتية مقارنة بالرجال من جيله كونها ترى المشكلة بكامل تفاصيلها وتسهب في تحليل الأسباب والنتائج والعواقب على عكس الرجل الذي يركز على اتجاه محدد فقط.

متنفس للمرأة
ولأن الإجابة كانت شبه موحدة بين الرجال، فسر أخصائي العلاج النفسي أنه من البديهي الحصول على هذه الإجابة لأن عقلية الرجل تختلف عن المرأة وبالتالي طريقة التعبير تختلف أيضاً، فضلاً عن أن مسؤوليات المرأة أكثر تعدداً لذلك ترى في الملتقيات الافتراضية متنفساً بالنسبة لها من دون الحاجة إلى الالتقاء مع الأصدقاء وترك الأطفال في المنزل.

بالمقابل، اعتبر محمد فريج أن نطرح المقاربة بطريقة مختلفة من خلال التساؤل "هل ملتقيات متخصصة للرجال على مواقع التواصل هو أمر مفيد؟".

نيسان ـ نشر في 2016-05-03 الساعة 10:35

الكلمات الأكثر بحثاً