رياض حجاب .. والخرافات الكبرى ..

نيسان ـ

رضوان المحسيري

في السادس من أغسطس من عام 2012، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن رياض حجاب أقيل من منصبه. الحقيقة أن النظام سارع الى إعلان إقالته بعد أن هرب من بين أصابعه نحو أقصى الجنوب، حيث حوران ميمما صوب الأردن. ودخل.

لم ينطق حجاب - المنسق العام للهيئة المكلفة بالتفاوض مع النظام السوري - بالكثير عن أسرار انتقاله الى الأردن، لكنه أعلن انه "جندي مخلص من جنود الثورة السورية". هكذا صار للثورة شخصية سياسية كبيرة يعترف النظام بمستواها ليحمل الهم السياسي القريب. فكان.

لمع اسم ابن الخمسين عاما فجأة، لكن على ضفة النظام السوري عندما أعلن عن تكليفه سوى أنها أشهر قليلة سينجح فيها "لخارج" بالاتصال معه وإخراجه من سوريا. فخرج.

دكتور الهندسة الزراعية هو ابن أحد عشائر دير الزور وعضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي هناك من 1998 حتى 2004، ثم أمينًا له ثم محافظًا للقنيطرة فوزيرا فرئيسا للوزراء.

كان لا بد أن يعثر المجتمع الدولي على عنوان سياسي يجتمع عليه السوريون المعارضون للنظام فكان حجاب. غير أن الرجل أدرك أخيرا أن ما يراد له ولرفاقه المرور من حقل ألغام لا طاقة له بالسير عليه. حقل ألغام ينسف سبب الثورة وهويتها، وغاياتها بعد أن عاث المجتمع الدولي فسادا في الشام.

"نحتاج الى خطة سياسية جديدة للتفاوض لا يكون فيها الأسد" قال حجاب.

يدرك الرجل الهادئ أن العقبة لم تعد في الأسد وإن كان العنوان. ويدرك أيضا أن العبث الإقليمي والدولي بالساحة السورية أوسع من شخص وكرسي، بل وأضخم من الطائفة العلوية التي يستند عليها النظام في حكمه منذ عقود طويلة، لكنه سيناور، ويقول: "إن الحل هو وفق القرارات الدولية بهيئة حكم انتقالي من دون بشار الأسد".

يعلم حجاب بوجود مجموعة من الخرافات الكبرى التي تستند إليها السياسة الدولية في العالم المعاصر، على رأسها خرافة "المجتمع الدولي" و"القرارات الدولية"، و"الشرعية الدولية".

لم يقل حجاب لـ "المجتمع الدولي" إنك كاذب، وهو يرى أبناء وطنه يقصفون بتواطؤ من الدول الكبرى والصغرى من اجل الضغط عليه وعلى رفاقه للقبول بـ "الدنية".

كما انه لم يقل لهم أنني لو وافقت على الدنية لن يوافق عليه الشعب. لكن هذا لا يهم بالنسبة الى القرارات الدولية. إن سوريا طبخت على الورق ولم يتبق سوى ان يمهر سوري ما توقيعه على ما جرى تسطيره. هل سيفعلها حجاب. الخريطة التاريخية له تؤكد انه لن يفعلها. لكن ماذا عن أحمد الجربا؟