اتصل بنا
 

غَـــزْوُ العالم

نيسان ـ مصطفى عكرمة mustafa.ekrema@gmail.com(شعر) ـ نشر في 2016-05-09 الساعة 12:12

x
نيسان ـ

إليكم يا كلَّ من تعيشون على هذه الأرض المنكوبة بماديّة علمائها، سواء آمنتم معي أم لم تؤمنوا.. فأنا من معاناتكم ملأت ريشتي، ولخلاصكم أجريتها.. فهل تقبلون!

الـــحـــقــدُ بــالــتّــدمـيـر يــــغــــزو الــعــالَــمـا ... فـــــإلامَ يــبــقـى الـــحــبُّ فــيــنـا نــائـمـا؟!

وعـــــــلامَ يــحــكُـمـنـا الــــعِـــداءُ، وأهــــلُـــه ... وعــــلامَ لا نــلـقـى الـتّـسـامـحَ حــاكـمـا؟!

مــــــا زال فــيــنــا الـــشَّـــرُّ يــنــشــرُ جـــنــدَه ... مــتــســلِّـطـاً.. والـــخـــيــرُ يــــرقـــدُ حـــالِــمــا

أنَّـــــى تَـــسِــرْ تَـــلْــقَ الـــحــروبَ تــســعَّـرتْ ... والــخــوفُ مــنـهـا لــــم يــــزلْ مـتـعـاظِـما

لــــم تـكـفِـنا هـــذي الـبـسـيطةُ مـسـرحـاً ... لــقــتــالــنــا حـــــتّـــــى غَـــــزوْنــــا الأنـــجـــمـــا

وإذا الـتَّـحـالـفُ قــــام مــــا بــيـن الــقُـوى ... فـعـلـى الـخـديـعةِ كـــان فـيـهـم قـائـمـا

الـــغــربُ مـــثــلُ الـــشــرقِ ضــيَّــعَ رشــــدَهُ ... فــكـلاهـمـا يــهــوى الــدَّمــارَ.. كِــلاهـمـا

كُــــــــــــلاًّّ تــــــــــــراه بــــغــــيــــرهِ مـــتـــربِّـــصـــاً ... قــلِــقــاً.. ويـــرجـــو أن يـــكــون الــحـاطِـمـا

والــــكـــلُّ يـــعــلــمُ أنَّــــمـــا هـــــــو هـــالـــكٌ ... كـــســـواهُ إن يـــضـــرِبْ.. فــقُــبِّــحَ عــالِــمـا

* * * ... * * *

الــــحـــقـــدُ بــالــتّــدمــيـرِ هـــــــــدَّد عـــالَـــمـــاً ... مــــــا زال يــلــهــثُ شــاكــيــاً.. مـتـشـائـمـا

لـــيـــكــادُ يـــقـــضــي حـــاكـــمــوه تُـــخْــمــةً ... والـشَّـعبُ عــاشَ عـلـى الـفُـتاتِ مـزاحِما

والــعــالِــمـونَ تــشــاغـلـوا عــــــن بـــؤْسِـــه ... يــا لـيـتهم حـسِـبوه مــن بـعضِ الـدُّمى

الـــعُــرْيُ أمـــســى لـلـشُّـعـوبِ كــسـاءَهـا ... والــجـوعُ صــبَّ عـلـى الـظُّـهورِ قـواصِـما

إن أنــقــذوا نــفـسـاً فــقــد قــتـلـوا بــهــا ... كــونـاً.. وشـــرُّ الـقـتْـلِ مـــا حــبـسَ الـدَّمـا

أو خــــفَّــــفــــوا ألــــــمـــــاً، وداوَوْا عِــــــلَّـــــةً ... فــالــشَّـرُّ مـــــن كـــــلِّ الــجـهـاتِ تـفـاقـمـا

مــاذا سـيـحكي الـجـيلُ عـنـكمْ فــي غـدٍ ... يـــــا مـــــن مـــلأْتــمْ بــالــعـداءِ الــعـالَـمـا؟!

أَقْــلَــقْــتُــمـو روحَ الــــجــــدودِ بــحــقــدكــمْ ... وفــرشــتــمــو دربَ الـــصِّـــغــارِ جَــمــاجِــمــا

مَـــــن يَـــنْــجُ مــنـكـم مــــن دمــــارٍ ســاقــهُ ... لــلــنَّــاسِ يَـــحْـــيَ الــعُــمْــرَ مـــنـــه نـــادِمــا

ولـــو ان َّ سـعـيَ الـسَّـابقين كـسـعيِكم ... لَــمــحَــا، ومــــــا أبـــقــى وُجـــــوداً قــائــمـا

إلاَّ فـــنـــاءَ الـــكـــونِ لــــــن نــلــقــى غــــــداً ... إن ْ نــحــن لــــم نــحــيَ الــحـيـاةَ تـفـاهـما

* * * ... * * *

يــــــــا أيُّــــهـــا الإنــــســـان ُ إنَّـــــــكَ مــــيِّـــتٌ ... مــهـمـا تــعــشْ ســتـمـوتُ يــومـاً راغِــمـا

لا.. لـــــن يُـــؤخِّــرَ ســـاعــةً عـــنــك الـــــرَّدى ... مـــــالٌ.. ولا مـــجــدٌ.. ولـــــو بــلــغ الــسَّـمـا

ولأنــــــتَ أجـــهـــلُ مـــــا عــلِــمـتَ بــمــوعـدٍ ... تــلــقــى بــــــه مـــــا كـــــان حَــتْــمـاً لازِمـــــا

الــــــــدُّودُ يــــأكــــلُ مــــنـــك كـــــــلَّ خـــلــيّــةٍ ... مــتـمـهِّـلاً.. فــلـقـد غــــدوتَ لــــه حِــمــى

لا شــــــيءَ مــــــن دنـــيـــاك يــمــنـع دودةً ... عــــــن مــقـلـتـيـكَ وإن مــلــكــتَ عــوالــمــا

فـــــعــــلامَ لا تـــحـــيـــا الـــحـــيـــاةَ مـــحـــبَّــةً ... وتَـــــزيــــدُ فـــيـــهــا لــــلأنــــام تـــراحُـــمــا؟!

وعــــــلامَ لــــــم تـــأْخـــذْ لــنــفـسِـك عِـــبـــرةً ... مِــمَّـنْ مـضَـوْا، وحـسـبتَ مـجـدَك دائـمـا!

وعـــــــــلامَ خـــلَّـــفـــتَ الـــــعِــــداءَ لـــــــــوارثٍ ... أمَّــــلـــتَ مـــــــا أمَّــــلْـــتَ مــــنـــه واهِــــمـــا!

مــــن ذا الــــذي بــالـسُّـوءِ يــذكُــر راحــمــاً ... ومـــن الـــذي يــهـوى الـحـقودَ الـنَّـاقما!

فــرعــون ُ رغــــم الــمُـلْـكِ لـــم يُـحـمَـدْ لـــه ... ذِكْـــــــــرٌ.. وقـــــــــارون ٌ تـــــولَّــــى نـــــادِمــــا

* * * ... * * *

يـــا قـــومَ مــوسـى مــا أتـاكـم بـالأسـى ... مـــوســى.. ولا مـــوســى أحــــبَّ الآثــمــا

يــا قــومَ مـوسـى ديــنُ مـوسـى دعــوةٌ ... تــقــضـي عــلـيـكـم أن تــزيــلـوا الـظَّـالـمـا

أوَلـــم يُــعِـن ْ بِـنْـتـيْنِ يـجـهلُ مَــنْ هُـمـا! ... أوَمـــــــا أعـــزَّهــمــا.. وكــــــان الــهــائـمـا!!

أوَلـــــم يُــخــلِّـصْ شـعـبَـكـم مــــن ظُــلْـمـه ... وهـــو الـــذي مــا اسْـتـلَّ يـومـاً صـارِمـا!!

مــــــــا دام هـــــــذا شَــــأْنـــه.. فــــعـــلامَ لا ... نــلــقــى لــدعــوتــه لــديــكــم فــاهِــمــا؟!

* * * ... * * *

يــا قــومَ عـيـسى لــم يـكن عـيسى أخـا ... حـــقــدٍ.. ولا حـــــربٍ.. ولا شـــــرِبَ الـــدِّمــا

يـــا قـــومَ عـيـسـى إن َّ عـيـسـى مـرسَـلٌ ... بــالـحـبِّ كـــيْ يـبـقـى الـتَّـسـامُحُ حـاكِـمـا

أوَلــــــــم يُــــــــدِرْ لـــلـــضَّــرْبِ خــــــــدَّاً ثـــانــيــاً ... لــيــقـيـمَ لــلــصّـفـحِ الــجـمـيـلِ مــعـالِـمـا؟!

فـــعــلامَ يــــا أتــبــاعَ عــيـسـى لــــم نــجــدْ ... فــيـكـم كـعـيـسـى غــافــراً، أوْ راحــمــا؟!

* * * ... * * *

يــــــا قــــــومَ أحـــمـــدَ إن َّ أحـــمــدَ رحـــمــةٌ ... مـــــا زال فــيــهـا الـــدّهــرُ يــحــيـا نــاعــمـا

وسِـعَـتْ بـنـي الـدُّنـيا عـلى عُـمُرِ الـمدى ... وكـــمــا تـصـونُـهـمـو تــصــون ُ الـسَّـائِـمـا

لــــــم يــرتــفــعْ ســـيـــفٌ لأحـــمــدَ ســـاعــةً ... إلاّ لــتــلــقــى مــــــــن أســــــــاءَ مــســالِــمـا

لـــم تُــبْـقِ ظُـلـمـاً فــي الـزَّمـانِ سـيـوفهُ ... كــــــــلاَّ.. ولا أبــــقــــتْ ظَـــلُــومــاً ســـالــمــا

أوَلَـــــمْ يَـــخُــطَّ إلـــــى الــجــهـادِ عــقــيـدةً ... تَــــدَعُ الـضَّـعـيـفَ لــكــلِّ ظُــلْـمٍ هــادمـا؟!

أوَلَـــــمْ يُـــوَحِّــدْ صــــفَّ مــــن قــــد آمــنــوا ... لـــيــظــلَّ لــلــطَّــاغـوتِ دوْمــــــاً هـــازمـــا؟!

وبـــــــــه أتـــــــــمَّ الـــــلّــــهُ ديـــــنــــاً شــــــــاءَهُ ... لـــلــنَّــاس يـــــــومَ بَـــــــرَى، وعـــلَّـــم آدمــــــا

مـــــا حـــــاد عــنــه الـمـرسـلـون َ.. وواحــــدٌ ... مــــــا عــلَّــمــوا. وأرى الــمــعــدِّدَ واهـــمـــا

والـمخلصونَ عـلى المدى مِن ْ بعدِهمْ ... ســــــاروا عـــلـــى نـــهْــجِ الــنُّــبـوَّةِ دائـــمــا

أوَلــــــمْ تُــقــرقِــرْ بـــطـــنُ أعــــــدلِ حـــاكــمٍ ... جـــوعـــاً، وقـــــد مـــــلأ الـــبــلادَ غــنـائـمـا!!

فـــتــحَ الــفـتـوحَ ولــــم يــنــلْ ثــوبــاً بــهــا ... وكـــســا بـــزهْــوِ الـــعــدلِ مــنــه عــوالِـمـا

عُــــمَـــرُ الــــــذي وسِــــــعَ الــرَّعــيَّــةَ قــلــبُــه ... وبـــأمـــرهـــا ظَــــــــلَّ الـــرَّحـــيــمَ الـــحـــازمــا

مـــا ضـــرَّهُ الـثَّـوبُ الـقـصيرُ، ولا الـطَّـوى ... مـــــــا دام فـــيــهــا بــالــعـدالـةِ قــائــمــا!!

وعــلــى الــثَــرى أغــفــى، وقــــرَّتْ عــيـنُـه ... ورأى خــــشـــونَـــتـــه حـــــــريــــــراً نــــاعــــمــــا

هــيــهـاتَ أن يــنــسـى عــدالـتَـه الــــورى ... أو أن تـــــــرى يــــومـــاً عــلــيـهـا لائـــمـــا!!

كــــــلُّ الــشّــرائــعِ لــلـمـحـبَّـةِ قــــــد دَعَـــــتْ ... كـــــلُّ الــعــقـولِ تــــرى الـمـحـبَّـةَ عــاصِـمـا

فــــعـــلامَ يـــــــا مَـــــــنْ تــــدَّعـــون َ تــدَيُّــنــاً ... تــتــقــاتــلـون، وتـــنـــصــرون الــظَّــالــمــا؟!

وعـــــلامَ بـالـتَّـدمـيـرِ يــمــضـي جــهــدُكـم ... وإلامَ يـبـقـى الـعـقـلُ مـنـكـم غـاشِـما؟!

فَــــهَـــلِ الـــتَّــديُّــنُ أن تــــكـــون مُــــدمِّـــراً ... وهــــل الـتَّـعـقُّـلُ أن تــكــون الـهـادمـا؟!

أيُّ الـــشَّـــرائــعِ قــــــــد أقــــــــرَّت مـــجــرمــاً ... أيــــكــــون شــــرعـــاً إن أقـــــــرَّ جـــرائــمــا!؟

أيــــــن الــعــقــولُ إذا الــقــلــوبُ تــحــجَّـرتْ ... أوَمــــــا عــلـيـهـا أن تـــكــون الــحـاسـمـا!!

وإذا الـعـقـولُ طــغـتْ.. فــأيـن قـلـوبُـكم ... فــالـقـلـبُ أجـــــدرُ أن يــكــون َ الــرَّاحِـمـا!!

لا الـقـلـبُ حــانٍ، لا ولا الـعـقلُ اهـتـدى ... والـسَّـمـعُ عـــن نَــوْحِ الـضَّـعيفِ تـصـامَما

الأرضُ تُــــــخــــــرِجُ كـــــــــــلَّ آنٍ مَــــوْسِــــمـــاً ... عـــجـــبــاً... وتُـــطْـــلِــعُ لــلــحــيــاةِ تـــوائــمــا

والـــطَّــيــرُ تــــصـــدَحُ بــالــلّــحـونِ شـــجــيَّــةً ... لـــتـــعــلِّــمَ الإنـــــســــان َ لـــحـــنـــاً نـــاغِـــمـــا

والـــزَّهْــرُ يـــزهــو بـالـجـمـالِ، وبــالـشَّـذى ... فــتــشــمُّ أنَّــــــى ســـــرْتَ عـــطــراً فــاغِــمـا

والـــذِّئــبُ يــســلَـمُ جــنــسُـه مــــن غــــدرِهِ ... والـــلَّــيــثُ يـــأبـــى أن يــصــيــدَ ضــراغِــمــا

والأرقــــــــمُ الـــمــرهــوبُ فـــيــنــا سُــــمُّـــهُ ... لــــــم يُــــــؤْذِ يـــومـــاً بــالـسُّـمـوم أراقِـــمــا

فــعــلامَ يـــا إنــسـان ُ يـــا مَــلِـكَ الـنُّـهـى ... تــهـدي الــدَّمـارَ مـواسـماً، ومـواسـما؟!

وعـــــــلامَ نــلــقــى كــــــلَّ حِــــــزْبٍ حـــاقـــداً ... مـتـعـصِّـبـاً.. ويـــكــاد يــقـتـلُـه الــعـمـى؟!

وعـــــلامَ لا نــحــيـا عـــلــى الـــحــبِّ الــــذي ... فـــيـــنـــا يـــفـــجِّـــرُ لــلــجــمــيـلِ عـــزائـــمــا؟!

أمِـــــــــنَ الــتَّــعــقُّــل أن يُــــدمِّــــرَ بــعــضُــنــا ... بــعــضـاً.. وأن نــحــيـا الــحــيـاةَ تــخـاصُـمـا!

أيــكـون ُ يـــا عــقـلاءُ مـــن ســاقَ الــرَّدى ... لــــذَوِيـــهِ يــــومـــاً عــــاقـــلاً، أو عــالِــمــا؟!

وَلَــــوَ ان َّ هــــذا الــعـلـمَ واكــــبَ سَــيْــرَه ... خُـــلُـــقُ الـــرِّجـــالِ لـــمـــا رأيـــنــا عـــادمــا؟!

الــــدّهــــرُ بــــالإجــــلالِ يــــذكُــــر مُــحْــســنــاً ... ولـكَـمْ يـصـبُّ عـلى الـمسيءِ شـتائما!!

لا كـــــان مـــــن رضِــــي الــشَّـقـاءَ لــغـيـرهِ ... لا كـــــان يـــومــاً مــــن أعــــان َ الـظَّـالـمـا!

* * * ... * * *

الـــحـــقـــدُ لــلــتَّــدمــيـرِ يـــمـــضــي ركــــبُــــه ... فــــتــــراه كـــالــمــوجِ الـــعــتــيِّ تـــلاطُــمــا

مــــــــا زال يَـــفـــنــي نـــفــسَــه بــمــســيـره ... وأودُّ لـــــــــو أنِّـــــــــي رأيـــــــــتُ الـــلاَّجِـــمـــا!

وَأدَ الـــحـــيـــاءَ الـــعــالِــمــون.. فــكــلُّــهــم ... ســــعْــــيٌ حـــثـــيــثٌ يـــســتــذِلُّ الــعــالَــمـا

حُـمَّـى اسـتـباقِ الـغـزوِ لــم تـتـركْ لـهـم ... عــــقـــلاً... فــــزِدْنـــا شِــــقـــوةً، وهــزائــمــا

وَلَــــوَ ان َّ شــــرعَ الــلَّــه قــــادَ خُـطـاهـمو ... لـــرأيــتَ وجــــهَ الــكــونِ يُــشــرِقُ بــاسِـمـا

فـــــــي الأرضِ خــــيـــراتٌ لــــكـــلِّ مُـــنــقِّــبٍ ... يــحــيــا الأنــــــامُ بـــهـــا ســعــيــداً غــانــمــا

أيَـــغُــضُّ عــنــهـا الــعِــلْـمُ عَــمْــداً طــرفَــه ... وعـــلـــى احــتــمــالاتٍ يـــــرود الأنــجــمـا؟!

لــــــو لــــــم تـــكـــن آلامُـــنـــا مـــرْقــىً لـــــه ... لَــــعــــذَرْتُـــه.. لــــكــــنَّـــه قـــــــــــد آلــــــمـــــا!!

نــــسِـــيَ الــــوفـــاءَ لـــعــالَــمٍ يـــحــيــا بــــــه ... وارْتـــــادَ يـــرجــو فــــي الــنّـجـومِ عــوالـمـا

مـــــا زال يــجــهـل غـــايــةَ الأمـــــرِ الـــــذي ... أفــنـى بـــه الأمـــوالَ فـــي غــزوِ الـسَّـما

مـــالــي ولـــلأفــلاكِ إن ْ أخـــتــي هَــــوَتْ ... جــوعـاً، وأمِّـــي كـــاد يـقـتـلها الـظَّـمـا؟!

يـــــــا أيُّــــهـــا الإنـــســـان ُ إنَّــــــكَ جـــاهـــلٌ ... ما قد يكون ُ.. فكيف تُدعى العالِما؟!

ولأَنــــــتَ فــيــمــا قــــــد عَــلِــمْـتَ مُــتــرجِـمٌ ... مـــــــــا زال يـــــأمــــلُ أن يُــــعِــــدَّ تـــراجِـــمــا

الــــعـــلـــمُ عــــلَّـــمـــه الإلــــــــــهُ لـــســعــدِنــا ... وهَــدى الـعـقولَ لـكي نـصون َ مـحارما

والـــــكـــــون ُ ســـــخَّــــرهُ لــنــخْــلُــفَـهُ بـــــــــه ... ويـــكــون َ فـــــي بـــحــرِ الــعـدالـةِ عــائـمـا

وجــمــيـعُ مــــا فــــي الــكــون ذلَّــلــهُ لــنــا ... ولـــنـــا بــفــضـل الـــلّــه أمـــســى خـــادمــا

كـــــــــــلٌّ يــــنــــاسِـــبُ غــــــيـــــرَهُ، ويُــــتـــمُّـــهُ ... فــتـرى الــوجـودَ عــلـى الـتَّـكـاملِ قـائِـما

والـــــكــــلُّ يـــشـــهـــدُ أن َّ ربَّــــــــاً خـــالـــقــاً ... فـــطَـــرَ الأنــــــامَ وكـــــان فـــيــه الــعـالِـمـا

قــــاد الـعـقـولَ إلـــى اكـتـشـافِ عــوالِـم ... فـــيـــهــا يـــخـــبّــيءُ لــلــعــلــوم عـــوالــمــا

فـــعـــلامَ لا نــحــيــا الــتّــسـامـحَ والـــرِّضـــا ... ونـعـيـش إحـسـاسـاً عــن الـدّنـيا سـمـا؟!

مــــا دام هـــذا الـعُـمْـر يـمـضـي مـسـرعـاً ... فـــعـــلامَ نــحــيــاهُ أســـــىً، وتــصــادمـا؟!

وعـــلامَ فـــي وجــه الـمـجاعةِ لــم نـقـفْ ... صــفَّــاً.. فــتـغـدُو كــــلُّ نــفــسٍ حــاتَـمـا؟!

فـلَـنحنُ أقــوى الـيـومَ مـمَّـن قــد مَـضَوْا ... فـي أن ْ نُساهِمَ فوق من قد ساهما

ولـــنـــحـــنُ أجـــــــــدرُ أن نَـــــزيــــدَ بــعــلــمِـنـا ... عـــــــــن ســابــقــيــنـا إلـــــفــــةً، وتـــراحـــمـــا

ولَـــنـــحـــن أحــــــــوجُ لــلــمــزيــدِ... وكـــلُّـــنــا ... مــــــا زال مــفــطـومـاً يُـــرجِّــي الــفـاطـمـا

* * * ... * * *

فــــــــي كــــــــلِّ آنٍ لــلــمـهـيـمـنِ حـــكــمــةٌ ... يـــجــلــو بــــهـــا لــلــنَّــاس أُفْـــقـــاً غــائِــمــا

مـــا زال يـسـعـى الـعـلـمُ فـيـها جـاهـداً ... ويــــظــــلُّ رَغْــــــــمَ جــــهــــودِهِ مــتــعــالِـمـا

فـــعـــلامَ نَــعــصــي الـــلَّـــهَ فـــــي آلائِـــــهِ ... وبـــــمــــا تــــكــــرَّم لا نــــزيــــدُ مـــكـــارمــا؟!

وعــــــــلامَ هـــــــذا الـــعــلــمُ يُـــنــكــرُ ربَّـــــــه ... وهــــو الــــذي لــــولاه يــومــاً مـــا نــمـا؟!

لــــو أنــصــفَ الـعـلـمـاءُ يــومــاً لاهْــتَــدَوْا ... وغَــــــدَتْ عــلـومُـهـمـو إلـــيـــه ســلالِــمــا!

وَلَـــوَ ان َّ أمــرَ الـنَّـاسِ أمـسـى مُـلْـكَهم ... لـرأيـتـهمْ فـــي الــدَّهـرِ عــاشـوا دائــمـا!

الــــحـــقـــدُ لــلــتَّــدمــيــرِ يـــــدعــــو أهـــــلَــــهُ ... وأنــــــا لــمــحْــوِ الــحــقـدِ أدعـــــو الــعـالَـمـا

وإلـــــى الــتَّــراحـمِ ســــوف أحــيــا داعــيــاً ... عَــــلِّـــي أرى كــــــلَّ الــــــورى مــتــراحِـمـا!!

ســـادَ الـقـنـوطُ، وعَـمَّـت الـبـلوى، فـهـل ... ألــــقـــى لِـــمـــا أدعــــــو أَرِيـــبـــاً حـــازمـــا؟!

* * * ... * * *

يـــــــــا ربِّ جـــــــــودُك لا يـــــــــزال مُــــؤمَّــــلاً ... فـــــأنِــــرْ لــــنــــا كــــونــــاً تــــبــــدَّى قـــاتِـــمــا

الــــنَّـــاسُ بـــالأهـــواءِ ضـــلُّـــوا، والــــــرَّدى ... أمــســى عــلــى صــــدر الـخـلائـقِ جـاثِـمـا

عَـــــزَّ الـــرّجــاءُ، وحـــــاق بــالـنَّـاس الــــرَّدى ... والــيـأسُ عـــمَّ، وفـــي الـقـلـوب تـراكـمـا

لــمّــا سَــلَـتْـك الــنَّـفـسُ ضــــاع صـفـاؤهـا ... والـعـقـلُ بــعـد هُـــداكَ أمـسـى غـاشِـما

فـــــــأزِلْ مــــــن الــقــلــبِ الـــعـــداءَ لــعــلَّــهُ ... يـــحــيــا بــحــبِّــك يــــــا إلـــهـــي ســالــمــا!!

مـــــا غَـــيــرُ شـــرعــكَ يـــــا إلـــهــي مــنـقـذٌ ... مِــــن شــــرِّ مَــــن أمــســى لـغـيـبٍ راجــمـا

إنِّـــــي بــسـطـتُ إلــيــك يــــا ربِّــــي يــــدي ... ومــــــــددتُ ثـــانـــيــةً أُعِــــيــــن ُ الـــقـــادمــا

لــلــعــالــمـيـن رجـــــــــوتُ ربِّـــــــــي رحـــــمــــةً ... وهــــدايــــة فـــامْـــنُــن ْ عــلــيــنـا راحِــــمـــا!

حــــاشــــا لــــجـــودك أن تـــــــردَّ تـــوسُّــلــي ... أو أن يــظـلَّ الــكـون ُ يـشـكو الـظَّـالما!

ولـــهــا لـــهــا أدعــــوك يــــا ربَّ الــهــدى ... عــــلِّــــي أرى أَنْــــــــفَ الــمُــكــابــر راغِــــمــــا

الـــحـــقـــدُ يـــــغــــزو بـــالـــدّمـــارِ الــعــالَــمــا ... وأنــــــا بــحــبِّـي ســـــوف أغـــــزو الــعـالَـمـا

نيسان ـ مصطفى عكرمة mustafa.ekrema@gmail.com(شعر) ـ نشر في 2016-05-09 الساعة 12:12

الكلمات الأكثر بحثاً