(عين على القدس) يتحدث عن صمود الأقصى ورباط المقدسيين
نيسان ـ نشر في 2016-05-10 الساعة 11:56
قال مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب، ان دائرة الأوقاف الاسلامية والمقدسيين يواجهون تحديات وصلفا وتطرفا اسرائيليا مدعوما بإعلام مكثف، وخطاب تلمودي قوي جدا من قبل المتطرفين اليهود.
وأضاف الخطيب لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، ان هناك مدارس دينية يهودية منتشرة في محيط المسجد الأقصى وفي داخل البلدة القديمة، تدعو لهدم المسجد وبناء الهيكل مكانه.
وبين أن دور الأوقاف يتوزع في عدة أمور، أهمها وقف الاجراءات الاسرائيلية العنيفة، مشيرا الى ان حراس الأوقاف يعملون ليل نهار على حماية هذا المكان الاسلامي أثناء اقتحامات المتطرفين اليهود وأداء صلواتهم التلمودية، والتنسيق مع الحكومة الأردنية، ومع كل الجهات التي بإمكانها الضغط على اسرائيل لوقف هذه الاستفزازات، خصوصا وأن قوات الاحتلال تقوم باعتقال المئات من الشبان المقدسيين قبيل الأعياد اليهودية بحجة أن هذا الأمر احترازي.
وأشار الخطيب الى أن هناك ترتيبات خاصة لشهر رمضان في المسجد الأقصى الذي تردد عليه حوالي 3 ملايين من المسلمين خلال شهر رمضان الفائت، وهناك استعدادات لخدمة القائمين في المسجد.
من جانبه، قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة الدكتور وصفي الكيلاني، ان هناك عدة مستويات من التحديات يواجهها المسجد الأقصى، أبرزها تطور انتهاكات المتطرفين المدعومين بالآلة العسكرية الرسمية، والسماح لهم بين الفينة والأخرى بأداء صلوات تلمودية.
وأشار الكيلاني الى ان اسرائيل تتعامل مع المسجد الأقصى من الرواية الصهيونية كهيكل مزعوم وأصبحت هذه الفكرة وكأنها أمرا واقعا، بمعنى تحويل الافتراضي والمتخيل على انه أمر واقع، لافتا الى أن هناك طلابا في أوروبا وأميركا تقدم لهم صورة القدس القديمة وفي وسطها هيكل، بزعم أنها صورة القدس قبل التاريخ الاسلامي، رغم أن المسجد موجود قبل الاسلام.
وأوضح الكيلاني أن معظم الانتهاكات في محيط المسجد الأقصى هي أكثر مما يحدث داخله، لأن دائرة الأوقاف الاسلامية المدعومة بالوصاية الهاشمية لا تزال تحفظ هذا المكان رغم التدخلات في مشاريع الاعمار، مشيرا الى أعمال التغيير التي شملت ازالة حارة المغاربة وتلة المغاربة وحفريات القصور الأموية وعمليات الحفريات والأنفاق وساحات الصلوات اليهودية في محيط المسجد الأقصى المبارك.
وأشاد الكيلاني بصمود المقدسيين الذين أثبتوا دورا بطوليا غاية في الأهمية للدفاع عن المسجد الأقصى والوصاية الهاشمية، وكانوا حماة لظهر الأوقاف الاسلامية لأداء دورها الرئيسي في ادارة المسجد الأقصى، ولهذا عمد الاحتلال في السنتين الأخيرتين الى محاصرة دور المقدسيين من خلال ابعاد المرابطين والمرابطات.
وأشار الى قرار منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) الداعم للوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ويفضح كل أشكال الانتهاكات.
وأوضح أن الصندوق الهاشمي هو الرافعة المالية التي تمول مشاريع الإعمار الهاشمي، لافتا الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني يتبرع بصفته صاحب الوصاية سنويا بما يزيد على 13 مليون دينار للأوقاف الاسلامية ومشاريع الإعمار.
من جانبه، تطرق الأمين العام المساعد لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، مدير شؤون القدس والأقصى في الوزارة المهندس عبد الله العبادي، الى الدور الكبير للوزارة من خلال الادارة العامة في أوقاف القدس، وما تقدمه للمجتمع المقدسي لتثبيت الأهل في القدس وتثبيت الهوية العربية والاسلامية للمدينة.
وأشار الى أن هناك ادارات تتبع الادارة العامة لدائرة أوقاف القدس وكأنها وزارة مصغرة ولديها أكثر من 800 موظف، وهذا العدد من أهل القدس يعيل تقريبا 800 أسرة، وهو جزء من التثبيت، لافتا الى أن رواتب الموظفين في القدس تكون تقريبا اكثر من ضعفي رواتب موظفي عمان بسبب غلاء الأسعار في القدس والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهلها.
وبين أن هناك أكثر من 1400 عقار وقفي موجودة في القدس مؤجرة لمقدسيين، وهناك توجيه ملكي بأن لا ترفع عليهم أسعار الايجارات، خاصة للسكن في المدينة المقدسة.
وقال ان هناك دورات للموظفين من مهندسين واداريين وموظفي مركز ترميم المخطوطات بالتعاون مع (اليونسكو)، مبينا ان سلطات الاحتلال قامت بمنع مدربي اليونسكو من الدخول الى القدس كي لا يدربوا المختصين هناك، فقام الديوان الملكي بالايعاز لمركز التوثيق الملكي الهاشمي باستقبال هؤلاء المدربين والموظفين وعمل دورة لهم.
ولفت العبادي الى ضرورة مأسسة العمل الشعبي في الأردن والعالم الاسلامي كافة لمواجهة محاولات سلطات الاحتلال تغيير كثير من معالم المدينة المقدسة.
ونقل تقرير "القدس في عيون الأردنيين" عن رئيس ملتقى القدس الثقافي الدكتور اسحق الفرحان قوله في ندوة نظمها ملتقى القدس بعنوان (المسجد الأقصى المبارك - الواقع والمآلات)، ان محاولات العدو الصهيوني الغاصب تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا ستفشل، مؤكدا أن السيادة الأردنية على المسجد الأقصى هي صمام أمان للأمة الاسلامية.
وأشار رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري الى أن الأقصى/ الحرم القدسي الشريف مستهدف وخاصة الجزء الشرقي منه، مشيرا الى أن المخططات العدوانية الاحتلالية تسير بتدرج وخطوة خطوة، مستغلة الظروف العامة التي تعيشها البلاد العربية والاسلامية.
فيما لفت الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص الى أن المفهوم الصهيوني تجاه المسجد الأقصى هو مفهوم يتحدث عن الجبل، ويسمي كامل مساحة المسجد اِلأقصى/الحرم القدسي الشريف بالجبل، ومن هذا الباب لا بد من الادراك بأن المشروع الاحتلالي تجاه الأقصى هو مشروع احلالي ومشروع ازالة.