هل تصبح هيلاري كيلنتون أول رئيسة أم تبقى سيدة أولى سابقة
نيسان ـ نشر في 2016-05-10 الساعة 12:55
بقلم الباحث والكاتب السوري مأمون كيوان
خاص بنيسان
تمتاز الديموقراطية هيلاري كيلنتون عن منافسيها بأنها أول مرشح عاش في البيت الابيض ثمانية أعوام. وأول امرأة لم تخدم في الجيش وتمتلك خبرة في السياسة الخارجية اكبر من كل المرشحين الآخرين للرئاسة في التاريخ الحديث، فقد شغلت سابقا منصب وزيرة الخارجية وكانت عضوا في مجلس الشيوخ.
هذه الميزات قد تشكل سراباً من التفاؤل حول سهولة طريق كلنتون نحو البيت الأبيض، بالمقارنة مع عام 2008، عندما نافسها أوباما. وأيضا، لغياب مرشحين ديمقراطيين أقوياء من الرجال.
ولعل موقع ودور المرأة الأميركية السياسي والتشريعي هو صاحب القول الفصل في إمكانية وصول كلنتون إلى سدة الرئاسة على غرار نساء رئيسات تسلمن السلطة في عدد من دول وعلى نحو خاص أميركا اللاتينية.
يشير السجل التاريخ لمشاركة المرأة الأميركية وتمثيلها في أجهزة الحكم أن الكونغرس الأميركي في دورته الـ114 ضم 107 نساء وهو رقم قياسي، وشكلن نسبة 24,6 في المئة من أعضاء الكونغرس. وتوزعن على النحو التالي: 20 إمرأة في مجلس الشيوخ (14 ديموقراطية و6 جمهوريات). و87 إمرأة في مجلس النواب: (65 ديموقراطية و22 جمهورية).
وباتت إيليز ستيفانيك (30 سنة) التي عملت في البيت الابيض في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أصغر امرأة تُنتخب عضواً في الكونغرس، ممثلةً ولاية نيويورك في مجلس النواب.
وكانت المرأة الأميركية قد حصلت على حق التصويت في عام 1929، لكنها كافحت طويلا حتى دخلت كعضو منتخب إلى الكونغرس في السبعينات من القرن الماضي،
وكانت إليزابيث كادي ستانتون أول امرأة تترشح لمجلس النواب في الولايات المتحدة في العام 1866، وذلك على الرغم من أنها لم تكن مؤهلة للتصويت. فقد ترشحت كمستقلة عن نيويورك وحصلت على 24 صوتاً من 12000 صوت.
وفي العام 1917 دخلت جيانيت رانكين، العضوة في الحزب الجمهوري عن ولاية مونتانا، الكونغرس في الولايات المتحدة؛ وكانت أول امرأة يتم انتخابها في الكونغرس على الإطلاق. خدمت من عام 1917 حتى 1919 ومرة أخرى من عام 1941 حتى 1942. ونظراً لكونها معادية للحرب فقد كانت المشرعة الوحيدة التي صوتت ضد دخول الولايات المتحدة في الحربين العالميتين.
أول امرأة تعين في مجلس الشيوخ
وأصبحت ريبيكا لاتيمر فيلتون، عضوة الحزب الديمقراطي عن ولاية جورجيا، في العام 1922 أول امرأة يتم تعيينها في مجلس الشيوخ الأميركي. تم تعيينها لملء مقعد شاغر مؤقتاً، وخدمت لمدة يومين فقط قبل أن تترك مقعدها للرجل الذي تم انتخابه له.
وفي العام 1964 تم ترشيح السيناتور مارجريت تشيس سميث، العضوة الجمهورية عن ولاية مين، للرئاسة من جانب السيناتور عن ولاية فيرمونت جورج أيكن في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري. بعد انتخابها لمجلس النواب عام 1940 (لتحل محل زوجها المتوفى) ومجلس الشيوخ عام 1948، دخلت سميث التاريخ بالفعل بأن أصبحت أول امرأة تخدم في كلا مجلسي الكونغرس.
وأصبحت باتسي تاكيموتو مينك، العضوة الديمقراطية عن ولاية هاواي، عام1965 أول امرأة ملونة وأول امرأة تنحدر من جزيرة آسيوية باسيفيكية تدخل مجلس النواب. وخدمت حتى عام 1977 وتمت إعادة انتخابها عام 1990.
أول امرأة سوداء في الكونغرس
كما أصبحت شيرلي تشيشولم، العضوة الديمقراطية عن ولاية نيويورك، في العام 1968أول امرأة سوداء تخدم في الكونغرس. وبقيت في مجلس النواب حتى عام 1982.
وفي العام 1978 تم انتخاب نانسي لاندون كاسيباوم، العضوة الجمهورية عن ولاية كانساس، لمجلس شيوخ الولايات المتحدة. قبل انتخابها، كانت كل النساء اللاتي خدمن في مجلس الشيوخ يأخذن أماكن أزواجهن في الكونغرس، أو تم تعيينهن مسبقاً لإكمال مدة برلمانية غير منتهية.
أصبحت باربرا آن ميكولسكي، العضوة الديمقراطية عن ولاية ماريلاند، عام 1986 أول امرأة من الحزب الديمقراطي يتم انتخابها لمجلس الشيوخ دون إكمال مدة برلمانية غير مكتملة. وتمت إعادة انتخابها في عامي 1992 و1998.
أصبحت إليانا روس-ليتينين، العضوة الجمهورية من ولاية فلوريدا،عام 1989 أول امرأة من أصل إسباني وأول أميركية كوبية يتم انتخابها للكونغرس. تم انتخابها في أغسطس 1989 في انتخابات خاصة. ولا تزال في الخدمة حتى الآن.
وتم انتخاب نيديا فيلاسكويز، العضوة الديمقراطية عن ولاية نيويورك، عام 1992 لتصبح أول امرأة تنحدر من بورتوريكو تخدم في الكونغرس. ولا تزال في الخدمة حتى الآن.
وعام 1992 أصبحت كارول موسلي براون، العضوة الديمقراطية عن ولاية إلينوي، أول امرأة أميركية أفريقية وأول امرأة ملونة يتم انتخابها في مجلس الشيوخ الأمريكي. انتهت فترتها عام 1999 عندما خسرت في الترشح لفترة ثانية.
وكانت تامي بولدوين، العضوة الديمقراطية عن ولاية ويسكونسن، عام 1998 أول شخص معروف عنه الشذوذ الجنسي يتم انتخابه في الكونغرس كعضو غير معين. كما كانت أيضاً أول امرأة عن ولاية ويسكونسن في الكونغرس.
كما أصبحت نانسي بيلوسي (العضوة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) عام 2002 أول امرأة ترأس حزبها في الكونغرس عندما تم انتخابها من جانب زملائها كزعيمة للديمقراطيين في مجلس النواب، و أول امرأة أميركية من أصل إيطالي في الكونغرس.
وكان انتخاب ليندا سانشيز (العضوة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) عام 2002 يعني أنه لأول مرة تخدم أختان معاً في مجلس النواب. كان قد تم انتخاب النائبة لوريتا سانشيز (العضوة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) للمجلس قبل ذلك عام 1996.
وفي العام 2005 أصبح لولاية واشنطن وهي أول ولاية تحكمها امرأة (هي كريستين جريجوار الديمقراطية) امرأتين في مجلس الشيوخ الأميركي (هما الديمقراطيتان باتي موراي وماريا كانتويل).
أول امرأة ترأس مجلس النواب
أصبحت النائبة نانسي بيلوسي (العضوة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) في العام 2007 أول امرأة ترأس مجلس النواب الأميركي. هي واحدة من بين 126 عضو ديموقراطي في مجلس النواب صوتوا ضد استخدام القوة في العراق في عام 2002، بالرغم من أنها عادت وصوتت لصالح تمويل الحرب بعد أن بدأت العمليات ودخلت القوات الأمركية إلى العراق. قال عنها الرئيس أوباما:" إنها قائدة غير عادية للشعب الأميركي".ي لكنها ليست شخصية حديدية مثل مارغريت ثاتشر، وأنجيلا ميركل أو شخصية عنيدة مثل هيلاري كلينتون، أو خاضت معارك سياسية شرسة مثل أنديرا غاندي.
ويؤكد الباحث نورمان أورنستين، المتخصص في الدراسات التشريعية، أن الكونغرس رقم 111 تحت قيادة نانسي بيلوسي كان أكثر المجالس إنتاجية في التاريخ الأميركي. ومن إنجازاتها التشريعية قانون لحماية المرض وقانون إنعاش الاقتصاد الأميركي وإعادة الاستثمار وقانون الأعمال الصغيرة وقانون المسؤولية المالية، وإصلاح وول ستريت وقانون لمعالجة فيروس نقص المناعة الإيدز ومشروع حماية حاملي البطاقات الائتمانية.
وتقول بيلوسي عن بداية عملها السياسي إنها لم تكن تفكر في أنها سترشح نفسها لمجلس النواب، "وعندما رشحت نفسي كانت هناك 20 امرأة في الكونغرس، وسوف يستغرق الأمر منا 200 عام حتى نصل إلى عدد متساو بين الرجال والنساء في عضوية الكونغرس". بينما توقعت الكاتبة نينا باهدور أن يتساوى عدد النساء بعدد الرجال في الكونغرس في العام 2121. وتقدر معهد أبحاث صناعة سياسة المرأة (IWPR) أن تنتظر النساء 100 عام ليتساوى عددهن مع عدد الرجال في الكونغرس. لكن قد يحتاج الأمر شهور قليلة فقط لتدخل امرأة أميركية المكتب البيضاوي بصفتها رئيسة منتخبة للجمهورية الأميركية.