اتصل بنا
 

النقابات اليوم.. الأحزاب بالأمس!

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2016-05-10 الساعة 12:56

عنوان وصفي متوافق مع محركات البحث: الإدارة الأمنية تتعامل بنفس الطريقة مع نقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والشباب والطلاب والعمال المعارضين.
نيسان ـ

لا تختلف الإدارة الأمنية لملف نقابة الصحفيين عن الإدارة الأمنية لملف منظمات المجتمع المدنى ولملف تعقب الشباب والطلاب والعمال الذين يجهرون بالمعارضة السلمية للممارسات الرسمية ويتمسكون بالتعبير الحر عن الرأى.

فى الجوهر، لا اختلاف على الإطلاق بين فرض الحصار على نقابة الصحفيين بعد اقتحامها وتعريض الصحفيين المعتصمين للفعل التحريضى لمن يسمون بالمواطنين الشرفاء ثم تعريض المجلس المنتخب للنقابة لحملات تشويه إعلامية مكثفة، وبين فرض الحصار على منظمات المجتمع المدنى إن من خلال تعريض بعض الناشطين فى مجالات الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات لمحاكمات وإجراءات قضائية كالمنع من السفر والمنع من التصرف فى الأموال أو عبر تعريض المنظمات والجمعيات غير المستتبعة من قبل الأجهزة الأمنية لضغوط متصاعدة تستهدف تقليص أنشطتها وتعقب العاملين بها.

فى الجوهر، لا اختلاف على الإطلاق بين الإدارة الأمنية لملف نقابة الصحفيين ومن قبلها نقابة الأطباء وبين القمع الممنهج ضد الشباب والطلاب والعمال الذين تحرك الإجراءات القضائية ضد بعضهم ــ كعز الدين خالد عضو فريق «أطفال الشوارع» الذى ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه منذ أيام قليلة، أو تسلب حرية بعضهم الآخر لأسباب سياسية غطاؤها العلنى اتهامات واهية ــ كعديد الشباب والطلاب الذين سلبت حريتهم قبل وبعد ٢٥ ابريل ٢٠١٦ ويقبعون الآن وراء الأسوار، أو تتعنت معهم الجهات الرسمية كتعبير عن إرادة الحكم فى إنزال العقاب بهم دون هوادة ــ كأحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل وعلاء سيف ومجددا سناء سيف.

فى الجوهر، وإذا أردنا العودة زمنيا إلى الوراء قليلا ولكى ندرك التماثل بين أدوات الحكم حاليا وبعض أدوات حكم ما قبل ٢٠١١، لا اختلاف على الإطلاق بين الإدارة الأمنية لملف نقابة الصحفيين على نحو يفخخ النقابة من الداخل ويصطنع صراعات متهافتة بين المجلس المنتخب وبين أعضاء النقابة الذين انتخبوه، وبين الإدارة الأمنية لملفات الأحزاب السياسية المعارضة قبل ٢٠١١ التى كانت كثيرا ما تعتمد على التفخيخ الداخلى والزج بالأحزاب إلى هاوية الانشغال بصراعاتها الداخلية أو كارثة الانصراف عن الفعل السياسى العام والتفرغ للسيطرة على الانشقاقات والإعلانات المتتالية عن جبهات تصحيح المسار» وغيرها.

فى الجوهر، ليس كل ذلك سوى الحقائق البائسة لإدارة أمنية يمعن تغولها فى إماتة السياسة وفى اختزال الحكم فى جمهورية خوف لا تقارب المواطنات والمواطنين أو المجتمع المدنى إلا كأعداء يحاصرون ويتعقبون وتنزل بهم صنوف العقاب بلا نهاية.

الشروق

نيسان ـ نشر في 2016-05-10 الساعة 12:56


رأي: عمرو حمزاوي كاتب مصري

الكلمات الأكثر بحثاً