انتحار
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-05-12 الساعة 15:10
العقوبة على حرض الانتحار ورأي الكاتب فيها.
محاضرة قانون العقوبات أيام الجامعة، كان الدكتور يشرح عن الانتحار ، وأن القانون بعاقب اللي بحرض شخص ع الانتحار. فأنا حكيت رأيي: بأن ما بصير القانون يعفي اللي انتحر أو اللي حاول الانتحار من العقاب.
استغرب وجهة نظري، وقال: يا زلمة كيف بدك تعاقب اللي بموت؟
فجاوبت: إذا كان الانسان ببحث عن شريك حياته، وببحث عن وظيفة ليساعد أهله اللي تعبوا وصرفوا عليه، فحياة الإنسان الأصل فيها مش ملك لصاحبها.
فطالما مش قادرين نعيش بعزلة عن الناس، فالمفروض حياتنا ملك مشترك مع هالناس، وللجميع الحق بأنه يحمي ملكيته.
فقال: كيف بتقترح عقوبة ع شخص انتحر؟
قلت: لازم فرض عقوبة مالية أو مصادرة الأملاك أو عقوبات مجتمعية ع الأهل، وبهالحالة اللي بفكر بالانتحار، بفكر الف مرة قبل ينتحر.
فقال: وجهة نظرك فلسفية بحتة، صعبة التطبيق بالواقع.
كلام الدكتور صحيح، لأن مابصير يتعاقب شخص ع فعل غيره، لكن بالواقع اللي بنعيشه وكثرة حالات الانتحار، كل يوم حالة انتحار او أكثر، فشو الحل؟
اللي بتتركه حبيبته بنط عن جسر، واللي بخونها حبيبها بتنط عن عمارة، واللي أمه بتنسى تجيبله سنكرس بنط قدام سيارة.
بنموت عشان ما يقولوا عنا الناس ساقطين توجيهي.
بنموت عشان ما يقولوا عنا الناس فاشلين.
بنموت عشان ما معنا مصاري.
بنموت عشان ما حدا بحبنا.
بنموت عشان نرضي الناس.
بنموت عشان ما حضرنا حفلة تامر حسني وانريكي.
بنموت إذا اللي بنحبه ما نجح ب ذا فويس واراب ايديوت.
ما أصعب أن نعيش بلا هدف، وما اقسى أن تكون حياتنا بلا ثمن، وما أتعس الروح التي تخلو من الأيمان.
الأيمان بأن هناك دائما ما هو أفضل، الأيمان بأن الوطن لا يرتبط بحكومات، ولا بثمن رغيف خبز وسيجارة، ولكن بأرواح تبحث دوما عن النجاة.
نجاة وطن، ليعيش فيه شعب يعشق الحياة.
نيسان ـ نشر في 2016-05-12 الساعة 15:10
رأي: شاهر الشريدة كاتب أردني