استعراض العلم" يدشن احتفالات المملكة الجماهيرية بالثورة العربية الكبرى
نيسان ـ نشر في 2016-05-16 الساعة 12:26
يحتفل الأردن الرسمي والشعبي بـ "ربيع العروبة" الذي انطلق في 10 حزيران من عام 1916 عندما أطلق الشريف الحسين بن علي رصاصة الثورة العربية الكبرى لتحرير العرب من عتمة القرون وتمكينهم من اللحاق بركب الحضارة والمدنية والعلم والدولة الحديثة بشروطها الدستورية.
كان العالم يتشكل، وترسم حدود الدول والأمم بالبارود والدم، فيما كان العرب يشكلون أغلبية مضطهدة تحت حكم بني عثمان الذين خسروا الولايات الأوروبية نتيجة مشاركتهم في الحرب العالمية الأولى، ومن بعدهم تحت عسف الطورانيين الترك الذين اختطفوا الخلافة وشككوا بقواعد الإسلام وأصوله وأزاحوا اللغة العربية وصبوا جام غضبهم على شعوب الأمة العربية وأحرارها وزعمائها في مسعى لتحويلهم لمجرد رعايا في دولة تركية خالصة.
في هذه الأجواء كان الشريف الحسين بن علي وأنجاله الأمراء وحولهم أحرار العرب ومفكروهم يهيئون الظروف ويرسمون من هوامش السياسة الدولية مساحة مواتية لانطلاق ربيع العروبة الحقيقي للحرية والاستقلال.
وتحل مئوية الثورة العربية الكبرى في جو مشحون وتفجرات على مساحة الوطن العربي مدفوعة برؤى ملتبسة حول شكل الدولة، بما يشكل إنحرافا عن الرؤية التي أسست لها النهضة العربية الكبرى نحو الدولة الدستورية التي ترعى مصالح المواطنين وتقودهم إلى الحداثة كأمة مجيدة.
وبما يليق بالذكرى، يشهد الثاني من حزيران المقبل مراسم "استعراض العلم" بمشاركة نحو الف شخص من مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، ومن المقرر أن يحضر هذه المناسبة التي ستقام في ميدان الراية في الديوان الملكي الهاشمي نحو 5 الاف مدعو.
وعند الساعة الرابعة، تبدأ المراسم في أرض الميدان، فيما تنطلق كوكبة من الخيالة والهجانة على الطريق المؤدي إلى بوابة الديوان الملكي الهاشمي.
وتتكون فقرات الاستعراض العسكري من مراسم عسكرية فنية وجمالية، وأداء معزوفات موسيقية من التراث الموسيقي العسكري الوطني والعالمي، تُبرِز الإرث العريق والانضباط والاحترافية للقوات المسلحة، واتصاله الوثيق بالثورة العربية الكبرى ونضالها.
ويُختتم الاستعراض بتحليق طائرات عسكرية قديمة كان لها دور كبير في التاريخ العسكري الأردني وأخرى حديثة، إظهارا للتطور الذي يشهده الجيش العربي.
وفي اليوم التالي، تبدأ من الساعة 10 صباحا وحتى 8:30 مساء فعاليات الاحتفال الشعبي للعاصمة عمان، الذي تم تكريسه كيوم مفتوح للعائلة الأردنية.
واعتبارا من تموز المقبل، ستبدأ احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى في كل محافظات المملكة، وفي السفارات والبعثات الأردنية في الخارج.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني أن الثورة العربيّة الكبرى جاءت للتخلّص من الهيمنة والاضطهاد الذي تمّ فرضه على العرب لعقود طويلة، وقد كان لدى العرب بقيادة الشريف الحسين بن علي رؤية واضحة وأهداف محدّدة تخدم مصير الأمّة، وتؤسّس لبناء كيان وحدوي يخدم مستقبل الشعوب العربيّة ويلبّي تطلّعاتها، وقد تحقّق ذلك بفضل تكاتف العرب حول مفجِّر الثورة وقائدها، وبفضل التفافهم حول مصيرهم المشترك المرتبط بقيم الوحدة والحريّة والحياة الفضلى.
وقال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الثورة العربيّة الكبرى هي أوّل مشروع نهضوي لتوحيد الأمّة وترسيخ كيانها، وهي منجزٌ قومي وديني هاشمي من حقّنا كأردنيين أن نفخر به وأن نخلّد ذكراه في ظلّ ما تشهده الأمّة من ويلات وحروب وكوارث دمويّة، حيث تعامل الأردن مع كلّ هذه الأحداث بعقلانيّة وروية استناداً إلى حكمة قيادته ووعي شعبه الذي كان له أبلغ الأثر في تعزيز منظومة الأمن والاستقرار وسط محيط ملتهب.
وقال الوزير المومني إن الجميع يعلم أنّ الثورة العربيّة الكبرى انطلقت بهدف تحرير الأمّة من براثن الظلم والاضطهاد، وهذا ما تحقّق آنذاك، كما أنّ الثورة كانت بمثابة اللبنة الأساسيّة في بناء الدولة الأردنيّة، حيث تأسست إمارة شرق الأردن آنذاك، كجزء لا يتجزّأ من مشروع وحدة الأمّة النهضوي، مؤكدا أن الدولة الأردنيّة استمرت منذ ذلك الوقت بمسيرة البناء والتحديث، فتحقّقت نهضة شاملة في مختلف الميادين، ليكون الأردنّ بذلك علامة فارقة وسط إقليم عربي يعاني من التجزئة، ولم يستكمل مشروعها الواحد الذي صاغه الهاشميّون، وبذلك يكون من واجبنا كأردنيين أن نحيي مئويّة الثورة العربيّة الكبرى وقيمها وارثها وأن نفاخر به.