جماهير سلفيت تشيع جثمان الشهيد رداد

نيسان ـ

شيّع مئات المواطنين الفلسطينيين، الليلة الماضية، جثمان الشهيد عبد الرحمن رداد 17 عاما من بلدة الزاوية غرب سلفيت الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال، بدعوى تنفيذ عملية طعن بالقرب من مستوطنه بتاح تكفا" بتاريخ 8/3/2016.

وانطلق موكب تشييع الشهيد من أمام مستشفى الشهيد ياسر عرفات الحكومي ونقل الجثمان إلى منزله لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم نقل محمولا على الأكتاف إلى المقبرة ووري الثرى في ظل هتافات وطنية تمجد الشهيد وتندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي .

فمنذ 73 يوما ولم يشعر اهله بالراحة ولم يهدأ لهم بال...توجهنا نحو والدته حيث كانت متوجهه الى جثته لتلقي نظرة الوداع الاخيرة ... كان كل شيء بها برتجف حتى قلبها ... وكلما تقترب منه يرتجف قلبها أكثر فاكثر..لا تعلم ما يدور حولها.. وزعت نظراتها عليه ..استمرت ثواني صامتة لتصرخ "الحمد لله الان أشعر بالارتياح. اراك عريسا" وبصوتها الممزوج بالألم والحسره والصبر حدثثنا قائلة: "لم أتوقع أن عبد الرحمن سيذهب لتنفيذ عملية فاختار تاريخ ميلاده وهو 8/3 ليكون تاريخ استشهاده حيث احتفل به قبل يوم واحد فدعا أصدقاؤه واحتفلوا معا ولم أفهم تلك التصرفات".

وتابعت والدته تقول:" في صبيحة اليوم التالي اغتسل عبد الرحمن وارتدى أجمل ملابسه وخرج لرؤية أحد أصدقائه كما أخبرني حيث انه لم يكن هناك دوام في المدرسة بسبب الاضراب وطبخت بامية لأنه يحبها، إلا أنه تأخر ولم يحضر ليتغدى مع أشقائه .. لم يتصل علي كعادته، انقبض قلبي وشعرت بشيء غريب تجاهه حتى بكيت عليه من دون أي سبب" .

تواصل والدته الحديث "ساعات مضت على غياب عبد الرحمن قبل أن يصل نبأ استشهاده بعد تنفيذه عملية طعن في "بتاح تكفا" الواقعه شرق “تل أبيب”.

وتفيد الأنباء أن عبدالرحمن تسلل من الجدار الفاصل المقام على أراضي بلدته ثم طعن مستوطنا فأصابه بجروح متوسطة وارتقى شهيدا .

وقالت " لدي خمسة ابناء عبد الرحمن اكبرهم كان حنونا هادئا خلوقا مجتهدا في مدرسته يحب مساعدة الاخرين غيورا على وطنه متابعا للاحداث كان يجن جنونه عند سماعه استشهاد اي فلسطيني، دائما ارضى عليه انا ووالده وسنبقى نرضى عليه".

وتنهي والده الشهيد عبد الرحمن حديثها بعزيمه الصبر والإيمان قائله "الحمد لله انني ارتحت الان عندما رايته ووضعناه في مكانه الا وهو القبر... عبد ما مات لانني أؤمن أنه الآن في جنان الفردوس عند ارحم الرحمين".