الرطبة .. والتحديات المقبلة
نيسان ـ نشر في 2016-05-22 الساعة 16:24
رضوان المحسيري
لا يريد الأردنيون أن يبيتوا وقد تحررت مناطق الرطبة العراقية من تنظيم داعش لتسيطر عليها مليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران. هو سيناريو يعبر عن مخاوف كبرى ترتبط بتاريخ من المواقف والتصريحات الإيرانية حيال هذه المنطقة لا تدعو الى التفاؤل بما يجري عراقيا.
ليست أخبارا محلية عراقية تلك التي تتحدث عن إغلاق جسر الجمهورية وساحة التحرير في بغداد بشكل كامل، وليست أيضا أخبارا محلية القادمة من بغداد وتقول إن صفارات الإنذار انطلقت السبت داخل المنطقة الخضراء بعد قصفها بصاروخين، وأن هناك اغلاقات في بصرة بغداد بمحافظة البصرة ومنع التجول وانتشار مكثف للقوات الحكومية، إضافة الى التململ الذي تشعر به عناصر القوات الحكومية عقب الأوامر التي أعطيت لهذه القوات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في المنطقة الخضراء.
صحيح أن العمليات العسكرية في العراق لا يبدو أنها تتأثر بالصراعات السياسية والفصائلية هناك، وذلك لقيادتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإيران من جهة أخرى لكن ستبقى التحديات جاثمة على الصدر.
ولا تقل خطورة التحديات التي تواجه المملكة والقادمة من حدودها مع العراق عن نظيرتها التي تواجهها الحدود الشمالية مع سوريا. ورغم أن الشعور الأردني العام بخطورة التحديات القادمة من سوريا أعمق، إلا أن العديد من المراقبين يؤكدون أن السيناريوهات التي تفرضها فوضى الساحة العراقية داخليا تفرض على الأردن اعتبار الشق الشرقي من حدوده مع العراق أشد خطورة وجدية. وعمان تدرك ذلك وتتفاعل معه بما يجب.
حتى الآن تبدو الساحة العراقية مفتوحة على سيناريوهين أحلاهما مرّ. فيما يقبع ثالث ربما هو الطريق السالك إذا ما سلمنا أن أحدا سوى العراقيين هم من يقودون معارك الرطبة.
وبينما يكاد خطر تنظيم داعش الإرهابي بسيطرته على طرق "طريبيل" وليس المعبر نفسه أن يبتعد، تأتي شكوك المراقبين الأردنيين من التأثيرات الأمنية السلبية لـ "المنطقة الخضراء" على السيطرة على البلاد برمتها، وهي لمّا تستطيع السيطرة على مربعها الأمني.
وإضافة الى ضعف "المركز العراقي"، يكمن خطر سبق الطموح الإيراني بالتموضع في مناطق العراق المحاذية للمملكة، وهو ما يعني تحديات ستكون اقل ما توصف بالصادمة.
لقد خَبِرَ صنّاع القرار الأردني هذه التحديات وألفوها، لكن ما يجري في بغداد هذه الأيام يفرض على الأردنيين مزيدا من المراقبة.
ربما الأمر الوحيد الذي يشعرنا بالاطمئنان هو أن عمان تتعامل مع الملف العراقي بعين خبيرة، وتنجح منذ عقدين في تأمين تحييد شرر النار العراقية من أن تقترب منا.