اتصل بنا
 

ليبرمان خلاص الإسرائيليين ووحشهم المفترض

نيسان ـ نشر في 2016-05-27 الساعة 16:35

x
نيسان ـ

لم يعد بيبي نتنياهو مخيفا. ما الحل، وقد اندلعت الانتفاضة؟ يشعر الاسرائيليون بالورطة اليوم، فصاروا يبحثون في دفاترهم القديمة عن شخص ما قادر على اخافة الفلسطينيين.

ففطنوا انه قد يكون شخص اسمه بافيغدور ليبرمان. لكن ما الفارق الذي يفعله هذا السكير؟

يبحث الإسرائيليون اليوم عن قاتل لا رأفة في قلبه، يستطيع أن يطلق النار على صدر رضيع فلسطيني. في القلب تماما دون أن ترمش عينه.

ما تعانيه الساحة الإسرائيلية أنها خالية من "مخيف" يرعب الفلسطينيين. وها هو استطلاع رأي يهودي خلص بان التائهين في غياهب انطلاق الانتفاضة يتوسمون في ليبرمان شرا مطلقا يمكن أن يقضي فيه على الفلسطينيين. لكن مجددا ما الفارق الذي يمكن أن يقوم به هذا السكير سوى مزيد من بعثرة الاوراق لدى كيانه المغتصب لتعقيد المشهد أكثر؟

هل تذكرون يوم تعب أجدادهم قبل آلاف السنين في البحث عن مخلصهم عندما رفضوا دخول الأرض المقدسة التي وعدوا بها قبل آلاف السنين؟ حينها قالوا لنبيهم اذهب أنت وربك فقاتلا.

ليس الغريب أن تجد جماعة ما "بطلا" لها تخوف به أعداءها، لكن الغريب كيف يجد الضعفاء لهم في كل وقت "وحشا" يخفون به أنفسهم. الفلسطينيون لم يعودوا كذلك.

كانت وحوش يهود في قلوبنا كثر. ارئيل شارون وبنيامين نتنياهو، وكان اسحاق شامير، وكان مناحيم بيغن، وكان أولهم ديفيد بن غوريون. أما اليوم فإنهم باتوا يخوفوننا بافيغدور ليبرمان، فيما تنفّس بعضنا الصعداء لأننا وجده وحشه الجديد أخيرا بعد أن فجعنا بوحشنا المقبور شارون.

يحب الاسرائيليون أن يُنظر إليهم من قبل أعدائهم – أي نحن – أنهم قتلة ومصاصي دماء ولا وجود للرحمة في قلوبهم.

وما يغيظهم أن يدرك الاعداء مستوى الهوان في قلوب يهود. ما الحل وقد اكتشف الفلسطينيون ضعف يهود؟

ليبرمان الذي حطت رحاله الى فلسطين أول مرة في العام 1978 بتهجير الفلسطينيين وإعدام ممثليهم في الكنيست، لانه بغير هذا سيكون هدف الصهيونية في الحفاظ على دولة ذات قومية واحدة، هي اليهودية، لم يتحقق. هو يرى أن وجود اقلية أخرى كبيرة يتناقض مع هذا الهدف.

ليبرمان القادم من مولدافيا التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي بعد تفككه يطالب بعد 28 عاما فقط من قدوم الى فلسطين بطرد العرب من بلادهم.. ولكي نتمكن من فهم المعادلة جيدا سنقول انه عنصري وانه صهيوني وانه ربيب المؤسسة الإسرائيلية.

ولد ليبرمان في حزيران من العام 1958 وبعد قدومه الى ارضنا خدم في جيش الاسرائيلي ودرس العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس الغربية، تزوج وولد له ثلاثة أولاد، ويسكن في مستوطنة نوكديم في الضفة الغربية المحتلة.

ليبرمان بعد أن تمكن من نطق بعض الكلمات في اللغة العبرية التي ما زال يعالج ضعفها طالب بتهجير العرب أصحاب البلاد. هو اليوم يحتل مساحة عناوين وسائل الإعلام كلاعب أساسي في الساحة السياسية الإسرائيلية..

كان عليهم ان يصنعوا لنا وحشنا الذي اعتدناه فنظروا جيدا .. ليبرمان خير من يمكن ان يقوم بالمهمة رغم ان اسرائيل لم تخل يوما من أشخاص مستعدين دوما ان يكونوا فزاعات لطيورنا المرعوبة. ألم يتنافس شارون ونتيناهو قبل سنوات على الوقوف في حقلنا رافعين أيديهم الى السماء يقصفونا بعيونهم الجاحظة، وكل يريد أن يكون أكثر من صاحبه ترويعا.

المسألة عموما لا تحتاج منهم إلى الكثير.. فالاعداء - أي نحن – جاهزون بكبسة زر لكي نخاف ونرتعد .. ولكنهم لا يثقون حتى بخوفنا المعلب والجاهز لكي نشعر به فورا، فيمضون في كل وقت بقتل العشرات من اطفالنا ونسائنا وقصف طائراتهم الامريكية البعيدة في السماء سيارات مجاهدينا دون اكتراث لمن حول السيارة من بشر.. ثم يخرجون لنا بنشرات اخبارية يظهر فيها أحد المعلقين السياسيين الاسرائيليين ليسمعنا بعينه الباردة أن الامر دفاعا عن النفس.. هكذا تكتمل المهمة.

لا تتوفر معلومات كافية حول حقبة ما قبل العام 78 من حياة ليبرمان .. هذا ما يزيده غموضا لمهمة الترويع الموكلة إليه في هذه الحقبة.

ظهر ليبرمان أبان حكومة الليكود عام 1996، حين شغل منصب مدير عام مكتب رئيس الوزراء، آنذاك، بنيامين نتنياهو. وقتها عرف انه رجل المهمات القذرة والشخصية المثيرة للأزمات. كان وقتها ورقة نتنياهو لاجتذاب الجمهور الروسي في اسرائيل، ولكنه لم يمض سوى عام في منصبه ليستقيل بسبب ملف جنائي يتعلق بالتهجم على طفل وضربه ضربا مبرحا، هو اذاً الشخص المطلوب عديم الرحمة على اطفالهم فكيف على أطفالنا.

بعد خلاف نتنياهو، ورئيس حزب "يسرائيل بعليا"، (الحزب الروسي)، نتان شيرانسكي، طلب نتنياهو من مدير مكتبه السابق، تشكيل حزب روسي جديد موال لليكود فأسس ليبرمان عام 1999 حزبا أطلق عليه اسم "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)، نسبة إلى حزب روسي كان بزعامة الرئيس الروسي السابق يلتسين يدعى (روسيابيتنا) في محاولة منه لكسب تعاطف المهاجَرين الروس، فكان.

تؤكد استطلاعات الرأي العام فان حزبه سيصبح ثاني اكبر حزب يملك مقاعد في حال أجريت الانتخابات البرلمانية الآن.

حزبه حصل في انتخابات الكنيست الخامسة عشرة عام 1999 على 4 مقاعد، وفي عام 2003 على 7 مقاعد، بعد ان خاض الانتخابات في قائمة مشتركة مع حزب موليدت اليميني تحت اسم "إيحود ليئومي". وفي انتخابات 2006 حصل تحالفه مع حزب "إيحود ليئومي" على 11 مقعدا، ويعتبر هذا التحالف اليوم، القوة الرابعة في الكنيست من حيث عدد المقاعد.

ليبرمان لا يعتبر يهودي متدين وإن كان يهودي متعصب، هو علماني يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويطالب باعتماد الزواج المدني، وتغيير نظام الحكم في إسرائيل إلى نظام حكم رئاسي، لأنه باعتقاده يخفف من وطأة الرضوخ للضغوطات في الاتفاقات الائتلافية، ويدعو إلى استقالة الوزراء من البرلمان.

عرف بلسانه السليط حتى على حلفائه .. هو اذا واسرائيل تبحث لها عن بطل قومي - والبطل القومي في اسرائيل هو الشخص الاكثر استعدادا لتبني وممارسة الاعمال الخارج عن نطاق الانسانية - ضالة اسرائيل كلها وليس فقط رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت خصوصا بعد الهزيمة الساحقة والمهينة في الحرب الاخيرة في جنوب لبنان. فأُعلن عن دخوله في الحكومة الاسرائيلية، فقيل انه انقاذ لاولمرت، ولكنه في الحقيقة كان محاولة لانقاذ ثقافية مجتمعية لاسرائيل برمتها، بعد ان تحول أبطالهم الى جيف ترقد في ذاكرتهم المرتعدة.

نيسان ـ نشر في 2016-05-27 الساعة 16:35

الكلمات الأكثر بحثاً