اتصل بنا
 

هدف أوباما افتتاح سفارة لبلاده في طهران؟

كاتب لبناني

نيسان ـ نشر في 2016-05-28 الساعة 14:31

مقال يتحدث عن سياسة أوباما تجاه إيران والشرق الأوسط، ويشير إلى أنه يريد تحقيق اتفاق نووي مع إيران وتطبيع العلاقات معها، وأنه حقق هدفين خارجيين من أصل ثلاثة، ولكنه فشل في تحقيق حل الدولتين في فلسطين وإسرائيل، وأنه يتجاهل الأوضاع في المنطقة ويعرف أنه يشتمه في الخليج.
نيسان ـ

علّق أحد أبرز المسؤولين نفسه في تجمّع لغالبيّة المنظّمات اليهوديّة الأميركيّة على اقتراحي اعتماد أميركا "سياسة الخطوة خطوة" مع إيران، قال: "لن تفعل أميركا ذلك. فعل أوباما شيئاً آخر، قال لأوروبا، الخائفة من استهداف بلاده مصارفها إذا تعاملت مع إيران، لا تخافي. لكنه دعاها إلى أن تكون حذرة. يريد أوباما أن يختم عهده بتبادل علاقات ديبلوماسيّة بين أميركا وإيران وبافتتاح سفارة لبلاده في طهران بل بزيارتها لتدشينها. وهذا أمر أنا واثق منه. فهل تعتقد أنه سينجح في ذلك؟". أجبتُ: لا أعتقد أنه سينجح. الإيرانيون ليسوا "هيّنين" أبداً. وهم يحتاجون إلى وقت طويل للتكويع. فضلاً عن أن الباقي من الولاية الرئاسيّة الثانية لأوباما يقارب الثمانية أشهر. علّق: "ربما يحاول الإقدام على خطوة ما في مجلس الأمن لإحياء العمليّة السياسيّة الفلسطينيّة – الإسرائيليّة على أساس حل الدولتين، علماً أنه يعرف تماماً أن هذه الخطوة في حال نجاحها لن توفّر الحل ولن تكون ناجحة". قلتُ: على كل حال حقّق أوباما أهدافه الداخليّة. وحقّق هدفين خارجيّين من أصل ثلاثة كان قرّر منذ مطلع رئاسته العمل لتحقيقها. الأول هو الاتفاق النووي مع إيران الذي يفتح الباب أمام تطبيع تدريجي معها. والثاني الانسحاب من العراق وعدم التورّط عسكريّاً من جديد خارج أميركا وخصوصاً في الشرق الأوسط إلا إذا فرضت عليه ذلك مصالحها الحيويّة والاستراتيجيّة. أما الثالث الذي أخفق في تحقيقه فهو إنجاز حل الدولتين (فلسطين – إسرائيل) أو وضعه على طريق التنفيذ النهائي. ردّ: "تصرَّف أوباما على أساس أن هذه المنطقة لا تهمّه. لم يأبه لها. ونشهد كلّنا حالياً ما يجري فيها. سيذهب إلى السعوديّة قريباً (ذَهَبَ) للإشتراك في اجتماع قمة لمجلس التعاون الخليجي وقبله للإجتماع بالعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز. لكن لن يطلع من ذلك شيئاً (وهذا ما حصل). يعرف أوباما أنهم يشتمونه في الخليج أو على الأقل ينتقدونه بقسوة". سألتُ، بعد أن تحدّثت بعض الشيء وبناء لطلبه عن إيران التي كنت زرتها قبل أشهر، عن السعوديّة وما يجري فيها، فقلت أن جزءاً من الذي يجري فيها سببه حماسة الشباب وبعض تنافس داخل العائلة الحاكمة. فأجاب: "الملك السعودي مريض ولا أحد يعرف متى ينتقل إلى جوار ربّه. ابنه محمد وليّ وليّ العهد ورئيس الديوان... يمنع الناس عنه. لو كان وضع خطّة عمليّة ومُحكمة لعمليّة أو لحملة اليمن لكانت نُفّذت وبنجاح على الأرجح خلال أسبوعين. لم تنتهِ حتى الآن أي بعد عشرة أشهر أو أكثر من بدئها لأن خطّة جدّية لها لم توضع. وليّ العهد محمد بن نايف إنسان حكيم. لا نعرف متى ينفجر الصراع. كنت أُناقش موضوع السعوديّة اليوم صباحاً مع بعض الزائرين". علّقتُ: لماذا لا تعدّون أنفسكم منذ الآن وتضعون خطّة مع المرشّح الرئاسي الذي تعتقدون استناداً إلى معلوماتكم ومعرفتكم بالرأي العام أن حظّه في الوصول إلى البيت الأبيض كبير، خطّة تتناول قضايا الداخل وأيضاً قضايا الخارج حيث لبلادكم مصالح حيويّة واستراتيجيّة؟ أجاب: "أي خطّة؟ مع أوباما لا إمكان لخطّة إذ صار في نهاية رئاسته. ومع المرشّحين للرئاسة نحن على اتصال بهم كلّهم ونبحث معهم في كل القضايا المطروحة والمشكلات القائمة. المهم هو المرحلة الفاصلة بين اليوم ومغادرة أوباما الرئاسة. ذلك أنه سيبقى يُمارس صلاحيّاته الرئاسيّة إلى آخر يوم من ولايته". علّقتُ: لا حلول في سوريا واليمن والعراق وليبيا من دون تفاهم أميركي – إيراني ولكن بعد إفهام النظام في إيران الشيعيّة أن المسلمين السنّة يهمّون أميركا أيضاً لأنهم يشكّلون نحو 85 في المئة من مسلمي العالم. وهي لا تستطيع التغاضي عنهم وتجاهل مصالحهم وقضاياهم لأنها بذلك تحوِّلهم خنجراً في ظهرها. وإيران رغم حجمها الديموغرافي (بين 82 و90 مليون نسمة) ورغم قوّتها ومواردها المتنوّعة المهمّة تحتاج إلى أميركا لأنّها مُحاطة بدول سنّية مهمّة شرقاً وغرباً. ويشكّل ذلك خطراً عليها في ظل الانتشار الواسع للراديكاليّة السنّية العنيفة. كما أنّكم والمعتدلون السنّة في العالم في حاجة إلى إيران. علّق: "أليست إيران من كان يدعم الإرهاب السنّي؟". أجبت: كانت تستعمله وتوظّفه لتحقيق أهدافها. إرهابها هو إرهاب دولة. إذا عقدت اتفاقاً نهائيّاً مع أميركا تتوقّف أذرعتها العسكريّة وفي مقدّمها "حزب الله" عن ممارسة الإرهاب. بماذا ردّ؟

النهار

نيسان ـ نشر في 2016-05-28 الساعة 14:31


رأي: سركيس نعوم كاتب لبناني

الكلمات الأكثر بحثاً