(كاسترون ميفعة )
نيسان ـ نشر في 2016-05-30 الساعة 16:57
ميفعة حصن منيع على طريق قوافل الصيف ومكان البشارتين النبوية، وجارة عزيزة بوجه ضحوك رغم قسوة الظروف
هي بنت الارض الواسعة، وخاتمة مزيونات بني صخر باتجاه الجنوب، ومنتهى الشفا، واول استهلال خيوط البادية ، واول تباشير الفجر، انها الجارة العزيزة " ام الرصاص" ، وجه ضحوك رغم قسوة الظروف .
لها ثلاثة ابواب، باب من مطلع الشمس من الطريق الصحراي، وباب من مغرب الشمس من ذيبان ميشع، وباب من الشمال من مطلع سهيل من مأدبا .
ميفعة حصن منيع تحيط به اسوار عالية ، تبلغ مساحتها القديمة 2كم2 ، كانت في البدء مركزا لوحدة من الجيش الروماني على تخوم الصحراء.
اليفع في تاج العروس : التل المشرف، قال النابغة :
"وحلّت بيوتي في يفاعٌ ممنع تخالُ به راعي الحمولة طائرا" .
واليفاع في لسان العرب : المشرف من الارض والجبل ، قال القطامي :
"واصبح سيل ذلك قد ترقّى الى من كان منزله يفاعا" .
والميفع المكان المشرف ، قال حميد بن نور يصف ظبية :
"وفي كل نشزٍ لها ميفع وفي كل وجه لها مرتعى" .
ورد في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور" وقيل ان الراهب بحيرى كان يسكن البلقاء بقرية يقال لها ميفعة وراء زيزياء" .
ميفعة كانت على طريق قوافل رحلة الصيف ، ومن ميفعة جاءت بشارتان عن رسولنا الكريم :
البشارة الاولى : كانت للرجل الباحث عن الحقيقة الحنفي زيد بن عمر بن نفيل احد اشهر الموحدين في الجاهلية والذي يبعث يوم القيامة امة لوحده ، وهو القائل :
" اربا واحدا ام الف رب ادينُ اذا تقسمت الامور
عزلت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور" .
حيث التقى زيد في رحلة بحثه عن الحقيقة راهب من ميفعة فقال له ارجع فأن النبي الذي تنتظره يظهر بارضك، فرجع الى مكة " .
البشارة الثانية : وردت في كتاب ابن منظور السالف الذكر " حدّث ابو داوود سليمان بن موسى : ان ابا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى الشام فلما مروا بقرية يقال لها ميفعة من ارض البلقاء وفيهم راهب يقال له بحيرى ، فخرج اليهم بحيرى وكانوا قبل ذلك يقدمون ولا يخرج اليهم ولا يلتفت ، فجعل يتخللهم حتى انتهى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا الذي بعثه الله رحمة للعالمين " .
وميفعة مخزون تاريخي وتراثي وانساني تنصهر فيه الحضارات بابهى صورها ، فداخل اسوار الحصن اقيمت العديد من الكنائس تزخر بارضيات موشات بالفسيسفساء الجملية ورسومات تظهر فيها 27 مدينة من المدن البارزة التابعة للارض المقدسة ، 8 في فلسطين ، 9 في الاردن ، 10 في دلتا النيل ، وعلى بعد 1.5 كم شمل غرب الحصن يقع برج الناسك سمعان العمودي ، الذي يبلغ ارتفاعه 15 م ، بقاعدة 2.5 *2.5 .
الملفت للانتباه في ام الرصاص ان اكبر كنائسها بنيت في العصر الاموي والعباسي فكنيسة القديس اسطفيان شيدت عام 817 م ، وهذا يدل على سماحة الاسلام وروعته .
وتبقى ميفعة نبع التاريخ الذي لا ينضب ، وقلب الانسانية الذي لايجف ، وروح المحبة التي لا تذبل .
نيسان ـ نشر في 2016-05-30 الساعة 16:57
رأي: ماهر قطيش