اتصل بنا
 

تشكيل الحكومة الجديدة

نيسان ـ نشر في 2016-05-31 الساعة 14:11

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

في انتظار التشكيلة التي ستسفر عنها مشاورات الرئيس المكلف، هاني الملقي، تسيطر حالة من الترقب مشوبة بالغضب والتشكك على الشارع الأردني. لقد بدأ الرئيس المكلف اتصالاته منذ يومين من دون أي تسريب لوسائل الإعلام، وفي جو من التكتم الشديد. وهو ما ضاعف في الترقّب في الساحة المحلية.

حالة التكتم هذه تضعنا في مواجهة تساؤلات كثيرة، لعل أبرزها، لِمَ التكتم على تشكيل الحكومة؟ وما الحكمة من السرّيّة؟

الجواب على ذلك، أنه في غياب الآليات السليمة لتداول السلطة يجري الأمر على مستوى وشكل التقاسم المعلن للسلطة بين أفراد وأقسام الطبقة السياسية ذاتها، ولا تجري عملية تداول حقيقي بين طبقات اجتماعية تختلف في رؤيتها للسياسات والأولويات، فيجري نقاش لتقريب وجسر الفروقات للوصول إلى الحلول المقبولة.

هي عملية تتطلب السرية إذن، رغم أن القضية هنا ليست تنصيب وزراء وتقاسم منافع، بل تحالفات جادة تهدف إلى إنجاح برنامج سياسي واقتصادي يُخرج البلاد مما تمر به من أزمات وضيق.

وبطبيعة الحال، لا بد أن ننتبه إلى أن ما يجري هو تحالف غير معلن بين فئات تمثل مصالح معينة في المجتمع، لكن هذا لا يمثل المجتمع بأطيافه وشرائحه المختلفة، وحتى لو جادل بعضهم أن هناك حالة من تمثيل الجغرافيا والديمغرافيا تجري مراعاتها.

القصة أن الحكومة، بما تمثله من قيادة لمرحلة كاملة، هي الحلقة التي تشرف على إدارة الدولة وتوزيع الدخل. فكيف نضمن مراعاتها لتوزيع عادل للدخل والثروة من دون إشراك الفئات والطبقات المختلفة، على الأقل، في التحالفات التي تقف وراء تشكيل الحكومات!. إننا ندرك أن موقع الوزير يحتاج إلى كفاية وإمكانات معينة يجب أن تتوفر بمن يشغله، لكن كمنصب سياسي لا بد أن يمثل توجها معينا يؤمن بطريقة ومنهج لإدارة الدولة.

الحكومات يجب أن تُشكّل من أصحاب الخبرة والكفاية بغض النظر عن المناطقية والمحاصصة، طبعا مع مراعاة للتمثيل السياسي، وبما يضمن انسجام الفريق الوزاري.

إذا كان هذا هو الهدف والمراد، فلا يجب ان يكون هناك ما يُخفى. وعلينا خوض حوارات واسعة بين مختلف فئات ومكونات وطبقات المجتمع لإيجاد صيغة من التوافق.

نيسان ـ نشر في 2016-05-31 الساعة 14:11

الكلمات الأكثر بحثاً