اتصل بنا
 

التهويل والتهوين في تحديد دور اليهود فيانتخابات الرئاسة الأميركية

باحث سوري

نيسان ـ نشر في 2016-06-02 الساعة 12:50

نفوذ اليهود في النظام السياسي الأميركي: حقائق ديمغرافية وتاريخية.
نيسان ـ

تتجدد كل أربع سنوات، مع حلول جولة جديدة من انتخابات الرئاسة الأميركية، السجالات حول نفوذ اليهود السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية. وتنوس السجالات بين قطبي التهويل والتهوين. أي المغالاة والمبالغة في تقدير ذلك النفوذ لدرجة يبدو فيها أنه نفوذ أسطوري، وبالتالي فإن تل أبيب هي المتحكمة بتلابيب عملية صنع القرار السياسي الأميركي. بينما يتصف التقليل وتهميش دور اليهود الأميركيين في المجتمع والدولة الأميركيين، بأنه نمط من العدمية وترجمة لسياسة النعامة التي تدفن رأسها بالرمل كي لا ترى الحقيقة.
وتتحكم بالرؤية الواقعية الموضوعية لنفوذ اليهود في النظام السياسي الأميركي، عوامل ومعطيات ديمغرافية رقمية ونسب مئوية تشير إلى حجم مشاركة المقترعين اليهود في العملية الانتخابية، وحقائق تاريخية مستمدة من الأداء السياسي للرؤساء الأميركيين المنتخبين، ودرجة تلبيتهم لمتطلبات العلاقة الخاصة الرابطة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
مؤشرات ديمغرافية
يبلغ العدد الاجمالي لليهود في الولايات المتحدة الاميركية 6768855 نسمة يشكلون نسبة 2.1% من سكانها. يتمركز أكثر من نصف عددهم في الولايات التالية: نيويورك 1757270 نسمة، وكاليفورنيا 1232190 نسمة، وفلوريدا 638985 نسمة. بينما يبلغ عددهم في ولاية نورث داكوتا400 نسمة و250 نسمة في ولاية ساوث داكوتا.
ويقل عددهم عن 10 آلاف نسمة في 14 ولاية اميركية هي التالية: الاباما، هاواي، الاسكا، ايوا ، نبراسكا، فيرمونت، يوتاه، اوكلاهوما، ويست فيرجينيا، اركنساس، ميسيسبي، ايداهو، وايمنغ ومونتانا. حيث يبلغ العدد الاجمالي لليهود فيها 60420 نسمة. ويقل عددهم عن 50000 نسمة في 17 ولاية، هي التالية: واشنطن، مينسوتا، أوريغون، نورث كارولينا، ويسكنسن، واشنطن دي سي، تينيسي، رود ايلاند، كنساس، انديانا، ديلاور، ماين، ساوث كارولينا، نيومكسيكو، كنتاكي، لويزيانا، ونيوهامشير. فقد بلغ العدد الاجمالي لليهود فيها 380875 نسمة.
ويقل عددهم عن 100000 نسمة في كل ولاية من الولايات التالية: فيرجينيا، ميتشغان، نيفادا وميسوري، حيث يبلغ عددهم الاجمالي فيها 314250 نسمة. وينتشر2384215 نسمة في 11 ولاية على النحو التالي: نيوجرسي 516450 نسمة، إلينويز297885 نسمة، بنسلفانيا293240 نسمة، ماساشوستس274680 نسمة، ميريلاند238200 نسمة، تكساس 158505 نسمة، أوهايو150615 نسمة، جورجيا127470 نسمة، كونيكتيكت117850نسمة،أيرزونا 106300 نسمة، وكولورادو 103020 نسمة.
المنظمات اليهودية
يسعى عدد كبير المنظمات المحلية والقومية إلى تأطير نشاطات اليهود الأميركيون في مختلف المجالات. ويمكن تقسيمها إلى خمسة أقسام : منظمات طائفية، منظمات صهيونية، ومنظمات ذات توجه خاص، ومنظمات تمويل، واللوبي المناصر لإسرائيل.
وتنقسم المنظمات الطائفية : إلى منظمات دفاعية مثل: اللجنة اليهودية الأميركية والكونغرس اليهودي الأميركي وعصبة مناهضة الافتراء التابعة لـ(بناي بيرث)، واتحادات يهودية مسؤولة عن التمويل والتخطيط ويتم التنسيق بين هذه الاتحادات بواسطة منظمتين هما : المجلس الاستشاري لعلاقات الطائفة اليهودية القومية ،وينتظم تحته 11منظمة قومية ، و111 منظمة محلية . ومجلس الاتحادات اليهودية، واللجنة اليهودية الأميركية ، والكونغرس اليهودي الأميركي.
ومن المنظمات الصهيونية الأميركية التي تشجع الهجرة ، وتعليم العبرية وترعى النشاطات السياسية والثقافية المناصرة لإسرائيل: الوكالة اليهودية لإسرائيل، المنظمة الصهيونية العالمية ، الاتحاد الصهيوني الأميركي.
أما ابرز المنظمات ذات التوجه الخاص فهي: عصبة الصداقة الإسرائيلية الأميركية؛ مؤسسة الشباب للسلام في الشرق الأوسط ؛اللجنة القومية للعمال في إسرائيل؛ والمجلس القومي لإسرائيل الفتاة.
ومن أهم منظمات التمويل : النداء اليهودي والنداء الإسرائيلي و لجنة التوزيع المشترك اليهودية الأميركية والصندوق القومي اليهودي في أميركا وصندوق إسرائيل الجديد ومنظمة سندات دولة إسرائيل.
ويضم اللوبي المناصر لإسرائيل المنظمات التالية: اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة "إيباك" ، و لجان العمل السياسي المناصر لإسرائيل ، ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي. ومنظمة "جي ستريت" التي تسعى الى مساندة جهود السلام في الشرق الأوسط والوقوف في وجه "إيباك" التي يراها الكثيرون في دفاعها عن السياسات المتشددة في إسرائيل كارثة على أمنها ومصالح أميركا ومستقبل التعايش في المنطقة رافعين شعار "مؤيدون لإسرائيل. مؤيدون للسلام". ويعتبر جيرمي بن عامي المستشار السابق للسياسة الداخلية في إدارة الرئيس بيل كلينتون ودانيل ليفي المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك- ونجل اللورد ليفي مبعوث بريطانيا السابق في الشرق الأوسط - هما العقل المدبر لهذه المنظمة.
حصاد تصويت اليهود
منذ العام 1916 جرت 25 دورة لانتخابات الرئاسة الأميركية. وفاز بمنصب رئيس الجمهورية، وفق نتائجها على التوالي: وودرو ويلسون؛ وارن جي. هاردينغ؛ كالفين كوليدج؛ هربرت هوفر؛ فرانكلين روزفلت؛ هاري ترومان؛ دوايت أيزنهاور؛ جون كينيدي؛ ليندون جونسون؛ ريتشارد نيكسون؛ جيمي كارتر؛ رونالد ريغان؛ جورج بوش الأب؛ بيل كلينتون؛ جورج دبليو بوش؛ وباراك أوباما. وكان 8 منهم من الحزب الديمقراطي و 8 من الحزب الجمهوري.
وكانت نسب التصويت التي حصل عليها الرؤساء الأميركيون من إجمالي أعداد المشاركين في العمليات الانتخابية، خلال قرن، على النحو التالي: وودرو ويلسون 49%؛ وارن جي. هاردينغ 60%؛ كالفين كوليدج 54 %؛ هربرت هوفر 58%؛ فرانكلين روزفلت (57 %- 61%- 55%- 53%)؛ هاري ترومان 50%؛ دوايت أيزنهاور (55%- 57%)؛ جون كينيدي 50%؛ ليندون جونسون 61%؛ ريتشارد نيكسون (43%- 61%)؛ جيمي كارتر 50%؛ رونالد ريغان (51%- 59%)؛ جورج بوش الأب 53%؛ بيل كلينتون (43%- 49%)؛ جورج دبليو بوش (48 %- 51%)؛ و باراك أوباما (53%- 51%).
ويعد فرانكلين روزفلت الرئيس الأميركي الوحيد الذي حكم 4 فترات رئاسية متوالية، بينما حكم وودرو ويلسون لفترتين رئاسيتين غير متتاليتين. وحكم لفترتين رئاسيتين متتاليتين، كل من: دوايت أيزنهاور؛ ريتشارد نيكسون – الذي استقال في بدايته فترته الرئاسية الثانية؛ رونالد ريغان؛ بيل كلينتون؛ جورج دبليو بوش؛ وباراك أوباما.
وقد حصل الرؤساء الأميركيون المنتخبون على النسب التالية من أصوات المقترعين اليهود: وودرو ويلسون 55 %؛ وارن جي. هاردينغ 43%؛ كالفين كوليدج 27 %؛ هربرت هوفر28 % ؛ فرانكلين روزفلت (82% - 85% - 90% -90%)؛ هاري ترومان 75% ؛ دوايت أيزنهاور (36% -40% )؛ جون كينيدي 82 %؛ ليندون جونسون 90%؛ ريتشارد نيكسون (17% -35% )؛ جيمي كارتر71 %؛ رونالد ريغان (39% - 31%)؛ جورج بوش الأب 35%؛ بيل كلينتون(80% -78%)؛ جورج دبليو بوش (19%-24%)؛ وباراك أوباما(78%-69%).
والرؤساء الذين حصلوا على نسب مرتفعة من أصوات اليهود الأميركيين هم: ويلسون وروزفلت وكينيدي وجونسون وكارتر وكلنتون وأوباما. وجميعهم من الحزب الديمقراطي الأميركي. أي أنه كان لأصوات اليهود الأميركيين دور مهم في انتخاب 6 رؤساء ديمقراطيين حصراً من أصل 16 رئيساً أميركياً منتخباً .خلال قرن من الزمن.
اليهود في إدارتي أوباما وبوش الابن
بلغ عدد اليهود في الولاية الرئاسية الثانية (الحالية) للرئيس باراك أوباما، 18 عضواً منهم: توني بلنكن نائب مستشار الأمن القومي،اريك لين مستشار لشؤون الشرق الأوسط، و ديفيد بلوف المستشار الخاص للرئيس، دانييل روبنشتاين السفير أو المبعوث الرئاسي للشؤون السورية، ودان شابيرو السفير لدى إسرائيل. اما اليهود الذين الولاية الرئاسية فكان عددهم 17 عضواً منهم: راحم عمانويل رئيس الفريق الرئاسي، جيمس ستينبرغ نائب وزير الخارجية، دنيس روس المستشار الخاص للرئيس.
وبلغ عدد اليهود في الولايتين الرئاسيتين للرئيس السابق جورج بوش الابن 30 عضواً منهم: جورج ايليوت مدير مجلس الأمن القومي، دوغلاس فيث معاون وزير الدفاع، اري فيشر الناطق الاعلامي باسم البيت الأبيض، ودانيل كونتزر سفير لدى إسرائيل.
ويبلغ عدد اليهود في مجلسي الكونغرس الحالي 29 عضواً منهم 27 ديمقراطياً، منهم: السيناتوران ريتشارد بلومنتال، وبربارا بوكسر، ومن النواب: ستيفن كوهين وسوزان ديفيس وإيليوت إنغل وستيف إسرائيل و براد شيرمان، والنائب الجمهوري لي زيلدن، والسيناتور المستقل بيرنارد ساندرز.
شراكة غير متوازنة
تعد العلاقة بين يهود إسرائيل ويهود أميركا كبيرة ووثيقة، ولكن تشوبها الخلافات، حيث يعدّ يهود إسرائيل أكثر التزاماً بالتعاليم الدينية مقارنة بيهود الولايات المتحدة. وعلى الصعيد السياسي، يُعتبر يهود أميركا أكثر تفاؤلاً من يهود إسرائيل في ما يتعلق في قضية السلام والتعايش وحلّ الدولتين.
واللافت أن الموضوعات الخلافية بين واشنطن وتل أبيب ليست جديدة، ونشبت في عهود الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية. والاختلافات بين الإدارات الأميركية الجمهورية والديمقراطية لم تمس جوهر العلاقة "الخاصة" مع إسرائيل التي هي في جوهرها علاقة شراكة غير متكافئة بين طرفين.
واٌلإدارات الجمهورية تخوض الحروب وتزيد مساعداتها العسكرية لإسرائيل لقاء اتباع إسرائيل سياسة "ضبط النفس". بينما تقوم الإدارات الديمقراطية بتحقيق إنجازات سياسية وتحويل الانتصارات العسكرية إلى نجاحات سياسية على طريق تحقيق المشروع الأميركي – الإسرائيلي في الشرق الأوسط، عبر ممارسة ضغوط على إسرائيل. لحمايتها من نفسها وشطط سياسات حكامها.

نيسان ـ نشر في 2016-06-02 الساعة 12:50


رأي: مأمون كيوان باحث سوري

الكلمات الأكثر بحثاً