اتصل بنا
 

قبر فوزي الملقي ..

نيسان ـ نشر في 2016-06-02 الساعة 16:04

x
نيسان ـ

الحالة الرمزية التي مارسها رئيس الوزراء هاني الملقي بزيارته قبر والده فوزي الملقي أول رئيس وزراء في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال تستحق الإشادة. لكنها أيضا ألقت الضوء على زوايا محزنة في سلوكنا الرسمي وغير الرسمي تجاه تاريخنا المعاصر.

ما أن علمت الأجهزة المختصة في محافظة اربد أن رئيس الوزراء يخطط لزيارة قبر والده فوزي الملقي بعد أدائه اليمين الدستوري حتى بدأت ماكينة إعادة تأهيل المقبرة التي تضم القبر بالعمل.

الحالة المزرية التي نبشتها صورٌ التقطت للمقبرة قبل إعادة تأهيلها وما فعلناه بعد ذلك تجعلنا نقف طويلا عند سؤال عن شعورنا بالاحترام تجاه تاريخنا ورجال دولتنا المعاصرين، بل ولحياتنا برمتها.

إن احترامنا للعلم كرمز وطني ليس في أن نجعله يرفرف فوق سياراتنا، فالعلم رمز لكيان سياسي فيه كل ما فيه من حياة بتفاصيلها.

المسألة ليست إن هاني الملقي صار رئيسا للوزراء وعلينا البدء بالنفاق له بكل السبل الممكنة. بل في المعنى الذي وصل بأن على كل قبر تضمه أرضنا أن ينتظر الاهتمام به بان يكلّف أحد أبنائه من بعده بتشكيل الحكومة.

وبينما كان الجاهليون قديما يدرجون الموتى ضمن "التعداد السكاني" للقبيلة، لا تجد القبور بيننا من يحميها من عبث العابثين، من دون احترام لفكرة الموت نفسها وهو ما يجعلنا كلنا جناة أولا للحياة نفسها سواء من مارس العبث بالمقبرة أو من سكت عليه، وثانيا عدم اكتراثنا لتاريخنا المعاصر الذي يبدو انه بحاجة الى "دافع منافق في قلوبنا" حتى نجبر على فعل الصواب فينا.

رمزية احترامنا لـ "المقابر تقف عند حدود رمزية احترامنا للحياة نفسها، أما ما يعنيه احترامنا لرجالات دولة كانوا يوما بيننا وغيبهم الموت، فهو احترامنا ليس فقط لكياننا السياسي بل وللعلم الذي يرفرف فوق رؤوسنا. المسألة ليست في قبر فوزي الملقي فقط بل في التاريخ الوطني الذي نهض في ذلك الوقت، وكان أحد أعمدته صاحب القبر.

نيسان ـ نشر في 2016-06-02 الساعة 16:04

الكلمات الأكثر بحثاً