اتصل بنا
 

كما الأشخاص...حياةُ الحكومات تُختزل في صور مجردة

كاتب أردني وخبير مياه

نيسان ـ نشر في 2016-06-06 الساعة 17:12

الحكومة الجديدة في الأردن تنزل إلى الميدان لتحقيق التغيير المجرد والحقيقي في الواقع الاقتصادي والتشغيلي.
نيسان ـ

لا تزال حكومة المُلقي في أيامها الأولى وكالعادة ومع كل الحكومات الفائتة فالتوقعات من الحكومة كبيرة ولا سيما في موضوع الساعة الاقتصاد والتشغيل ولجم البطالة.

من الجيد أن تنزل الحكومة الى الميدان وأن تنعكس نتائج النزول الى الميدان سريعا مع تجنب خداع صور المونتاج التلفزيوني.

كثير من الحكومات السابقة نزلت الى الميدان وعقدت اجتماعاتها في مختلف المحافظات الأردنية ولكن للأسف ذهبت الوعود أدراج الرياح وبقي الواقع الصعب...من الممكن أن تؤسس الحكومة الجديدة لنزول ممنهج للميدان يُغير نمط أشرطة صور الحكومات السابقة.

النزول للميدان قد يكون له تأثير السحر على العمل إن خرج الأمر عن المجاملات وتلميع الصور والمونتاج التلفزيوني....هنا تبدأ حكاية الحكومات المتعاقبة مع شريط صورها المجردة.

الصورة التلفزيونية قد لا تكون صحيحة بعد عبث المخرجين والمنتجين ولكن الصورة التي تراها العين المجردة للمواطن الأردني لا يستطيع أن يُزايد عليها أحد...في لحظة ما سيتذكر الناس لكل حكومة شريط صورها المجردة كلمح البصر.

كل صورة جميلة في هذا الوطن تختصر آلاف قصص البذل والعطاء وإنكار الذات والتضحية...كذلك كل صورة لا تُمتع العين ولا تُريح البال تَختصر أشكالا من الإهمال والتسويف والتأجيل.

حياتنا في النهاية واقع تعبر عنه الصورة ولكنها الصورة المجردة دون عبث الفوتوشوب والمونتاج.

النزول الحكومي الى الميدان يعني رؤية الصورة المجردة بدون مونتاج.

كيف كنا، ما نحن عليه الآن وكيف سنكون...

لماذا لا تُبدع حكومة الملقي في ميدان الصورة المجردة وتحصل على ثقة لم تحصل عليها حكومة سابقة.

الصورة قبل والصورة بعد...

الواقع قبل والواقع بعد...

ألا تحرص كل حكومة أن تُرينا إنجازاتها...

هل ثبت لأي حكومة سابقة أن صور المونتاج التلفزيوني تلغي الواقع الذي تعكسه الصورة المجردة...

بالأمس توفي نجم العالم في الملاكمة محمد على كلاي فاختصر الناس خمسين عاما من حياته في بضع صور...كانت الصور مؤثرة لأنها مجردة وحقيقية وخالية من الخداع ولذلك ستبقى صورة هذا البطل خالدة في أذهان الناس على عكس آلاف المشاهير الذين لا يتذكر لهم الناس سوى الفضائح على رغم صورهم البراقة الخادعة.

هذه هي الحياة ليست فقط حياة الإنسان كفرد بل حياة كل شيء....الدول والحكومات والشعوب...مجموعة صور تعني هذا الشيء أو ذاك....

يقولون أن من تحضره ساعة الأجل يمر شريط حياته أمامه في صور...بضع ثوان تختصر عمرا كاملا..حينها تبيض وجوه وتسود أخرى....

لا ندري كم سيمكث الملقي وحكومته في الدوار الرابع ...لكن بغض النظر عن زمن مكوثه هناك...يستطيع ببساطة أن يصنع لنا صورا جميلة نتذكره بها....لأنه إن طال مكوثه أو قصُر سيتذكره من يبقى على قيد الحياة بمجموعة صور لا أكثر ولا أقل.

نيسان ـ نشر في 2016-06-06 الساعة 17:12


رأي: فتح سعادة كاتب أردني وخبير مياه

الكلمات الأكثر بحثاً