اتصل بنا
 

(حادثة البقعة)..الضرورات تستدعي المراجعة الشاملة

نيسان ـ نشر في 2016-06-07 الساعة 01:57

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..منذ اللحظة التي أعلن بها وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الدكتور محمد المومني عن حادثة استشهاد خمسة أفراد من المخابرات العامة صباح الإثنين، إثر هجوم غاشم استهدف مكتبهم بلواء عين الباشا، (البقعة) والناس تسأل عن هوية الفاعل.
سؤال يكشف تعطش الشارع لمعرفة الحقيقة، هوية الفاعل ودوافعه، وهل من علاقة بين حادثة اليوم وحادثة الأمس في إربد؟.
إن انتهاك حرمة شهر رمضان بإراقة دماء أفراد من جهاز المخابرات العامة ينطوي على رسائل كثيرة، وعلى الرسمي الأردني البعد علن الخطابات الإنشائية، وتقديم معلومات حقيقية، تمنع شيطنة الآخر بعد تخوينه.
بشيء من الحذر،علينا أن نتعامل مع ملف (البقعة)، سيما وأنها تضم مخيما من أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في المملكة، ونحن بأمس الحاجة اليوم، إلى ترتيب أوراقنا الداخلية؛ بهدف نزع بيئة التطرف من بيننا.
البقعة سكانا وثقافة ونمط حياة وحتى خطابا سياسيا لا تختلف عن باقي التجمعات السكانية في مختلف مناطق المملكة. ما الفارق بين الدعوات المتشددة والناشزة التي تسمع في جنوب المملكة او شمالها أو وسطها، أو حتى في مناطق البلقاء.
أليس العالم بات قرية صغيرة، فكيف ببلد مثل الأردن وقراه؟ ناهيك عن أن اصطياد الإرهابيين لنفس مريضة واحدة، أو حتى مجموعة نفوس، لا تجعلنا نعمم هذا "الصيد" على باقي مجتمعها.
فرديا كان العمل الإجرامي أم غير فردي إلا أنه كشف عن حاجتنا إلى تحصين أجهزتنا الأمنية أكثر، والبعد عن الفزعة في إدارتها، بما يبقيها ملاذ الأردنيين وبيتهم الحصين.
ما حدث أمس، يجب أن يتم معالجة أسبابه بصورة سريعة، حتى لا نجد أنفسنا أمام حالة شبيهة بالأيام القادمة.
أغرى توسع "داعش" في المنطقة البعض منا إلى الغمز باتجاههم وتحميلهم المسؤولية، وهذا مقلق أيضاً، لأنه يعني طرح أسئلة أعمق تحتاج إلى إجابات أمنية تقنع الشارع بان أمن البلد ما يزال تحت السيطرة.
في ظل شح المعلومات واعتماد الصحافيين على ما ينشر في الوسائل الإعلامية وحتى ما ينشره البعض على وسائل الإعلام المجتمعي، فإن الحاجة تبدو ملحة اليوم أكثر من قبل إلى إجراء مراجعة حقيقة لاستراتيجيتنا الإعلامية والأمنية، وبما يضمن تقديم معالجات تحول دون تكرار المشهد.
اليوم، تتملك الأردنيين رغبة حقيقية في الانخراط إلى جانب أجهزتنا الأمنية في حربها ضد الإرهاب، الجميع يريد أن يبقى آمنا على نفسه.
نثق بأجهزتنا الأمنية، ونلتف حولها، في إصرار منا على تفويت الفرصة على المرتزقة، وذلك يتطلب أولاً تمتين جبهتنا الداخلية، وتعزيز وحدتها من جهة، ومن جهة أخرى توفير المعلومات الدقيقة من الرسميين؛ لطمأنة الشارع.

نيسان ـ نشر في 2016-06-07 الساعة 01:57

الكلمات الأكثر بحثاً