اتصل بنا
 

احموا شبابنا من نيران التطرف

محامي واكاديمي

نيسان ـ نشر في 2016-06-09 الساعة 01:40

تأثرت بتاريخ ميلاد المتهم بعملية البقعة: الشباب والعطاء والتحديات التي يواجهها
نيسان ـ

استوقفني تاريخ ميلاد المتهم بتنفيذ عملية البقعة. الشاب من مواليد العام 1994 م، هذا يعني أن عمره 22 عاما، وهذا عمر الشباب والعطاء، وهو العمر الذي نبدأ به ترجمة طموحنا إلى واقع.
بالعشرينات من عمر الانسان، نكون في أوج طاقتنا وحيوتنا ونشاطنا، يتملكنا الامل بغد أفضل، المؤسف وبالنظر الى المنتسبين الى التيارات التكفيرية والى الحركات الارهابية نجد ان الغالبية العظمى هم من ابناء العشرينات او اقل .
هذا يعني إنه جرى استهدافهم و غسل ادمغتهم، حتى صاروا إلى ما صاروا إليه، وغدا القتل دربهم إلى التعبير عن ذاتهم بدلا من الحوار ومقارعة الحجة بالحجة، في مشهد يقزم الطموح فينا ويضعه على طاولة التكفير، وبالنتيجة هم يخسرون حياتهم، فيما تستمر حياة من يجندهم .
السؤال الاكبر لماذا الشباب ؟.
خسر شبابنا طموحهم وسادت حالة من الاكتئاب سيطرت عليهم، فلم يعودوا يرتبطون بالارض بقدر تعلقهم بالوهم وبالعالم الافتراضي، والبحث عن القوى الخفية التي تسهل لهم الحياة، وكأنهم ينتظرون شمشوم الجبار بمصباحه لتحقيق الاماني والاحلام .
للاسف وبالنظر الى جيلنا ومقارنة اعمارنا باعمارهم، نجد أن الثقافة بمفهومها لابسيط كان المحدد الأبرز لعدم انجرارنا وانسيقانا في مشهدالخواء، والتمسك بقيم أسمى تعزز فينا المحبة والتسامح، حتى كانت بيوت الأردنيين على اختلافها مضافات مشرعة الأبواب لنا.
اليوم اختلفت المنهاج المدرسية اختلافا كبيرا، واختلفت معها مستويات المدارس، وتباينت مستويات الطلبة ، ولم يعد الطالب مقتنعا بمدرسته ومعلميه، ثم لم يعد مقتنعا بذاته.
صحيح هناك بطالة، وغلاء فاحش، ومتطلبات حياة كبيرة، لكن ذلك لا يعني آخر المشوار، فالأمل بالإصلاح مرتهن بوعي الشباب لا بسكينهم.
اليوم، الشعور بالظلم سمة يعيشها الشباب، من دون أن يسعى إلى تطوير ذاته واكتساب مهارات تكفل له فرص حقيقية، طالما هناك شماعات كثيرة ولها آذان تستمع ولسان يشجب.
للاسف، علينا أن نعرتف أن انحراف دور المدرسة وضياع هيبة المدرس أدى إلى ما نحن عليه اليوم، المدارس في الغرب جزء من تنمية المجتمع، وجزء من تكوين ثقافة الحي، للمدرسة دور كبير في تقويم واصلاح الشباب وتنمية الحس الوطني والولاء والانتماء وتحسس المشاكل النفسية والتربوية التي يعاني منها الطالب .
لا احمل المدرسة او وزارة التربية والتعليم المسؤولية فهم طرف واحد غير قادرون على التغير دونما مقومات ومساعدة الاسرة والجامع والاندية الرياضية وتكاتف عمل كل الوزارت ومنظمات المجتمع المدني للنهوض بفكر الشباب ومحاربة الفكر المتطرف عبر اتلتأسيس لفكر صحي مضاد، قوامه الوعي والحرية المسؤولة.
دعونا نزرع في الشباب املا أن الأجمل قادم.

نيسان ـ نشر في 2016-06-09 الساعة 01:40


رأي: د.صخر الخصاونة محامي واكاديمي

الكلمات الأكثر بحثاً