اتصل بنا
 

ناصية رمضان..أيام حمراء

نيسان ـ نشر في 2016-06-10 الساعة 17:25

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..ما أن دخلنا في رمضان، وبالتحديد بعد ساعات قليلة من آذان الفجر ليومه الأول، ودّعت البلاد خمسة من مرتبات مكتب مخابرات البقعة، في عملية إرهابية، ثم توالت أحداث القتل، والدهس الجماعي لمواطنين، وصولا إلى حرق منازل وتسويتها في الأرض بالزرقاء، ثم اقتلاعها بـ"الجرافات". إننا ننزف.
ماذا يجري في البلاد؟ وإلى أين نذهب؟ وهل هذا نحن؟ ولِمَ نصوم؟ وأية أخلاق نتحلى بها في رمضان؟.
قبل سنوات كنا نراقب سلوك الناس أياماً لنجد مادة صحافية في رمضان، زمان، كان خبر عراك سائقين على إشارة ضوئية، أو حديث مسنة في دار العجزة عن غياب أبنائها يتصّدر صفحات الجرائد وأعمدة الصحافيين وحتى واجهات الإعلام الإلكتروني.
رمضان هذا العام مختلف، رمضان بنكهة الدم والقتل والهدم والدهس، أين إحساسنا بالضعيف؟ وأين نحن من مقاصد رمضان؟.
في الحقيقة، لا شيء يبرر القتل، لكن استمرار تهديده بهذه الصورة، يعني أننا نمضي نحو حواف مجتمعية خطيرة، لن يكون أحد بمعزل عن ارتداداتها وعناوينها الفرعية، حتى أولئك الذين ينشغلون في إذكاء نارها، كلما هدأ وهجها.
العنف ليس صفة طارئة على الأردنيين، لكنه اليوم بدأ يتسع أفقياً وعامودياً، في تهديد حقيقي، لكل المجتمعات الفقيرة وغير الفقيرة، المدنية والقروية. نتيجة القتل واحدة وإن اختلفت أدوات الجريمة وأسبابها.
ندرك أن محطات القتل جميعها تعبير عن فشل الدولة في تقديم معالجات حقيقية وجادة للمشاكل السياسية والاقتصادية والدينية طوال عشرة عقود من عمرها، هي اليوم أمام نتيجة أكثر من صادمة، لكنها مطالبة بإجراء مراجعة شاملة للنهج الرسمي المرتهن للتضليل وإنكار الحقيقة.
بالنظر إلى توسع دائرة العنف، فهذا يعني أننا أمام مشكلة لا تخص قرية بعينها، أو عشيرة ما او منطقة دون غيرها، بل نحن إزاء ظاهرة عبّرت عن نفسها بصورة دموية، ونخشى من أن نصبح وقودها.
إذا كنا نريد استعادة إنسانيتنا، فعلينا إجبار الرسمي على تقديم مقاربات ومعالجات سياسية، تعيد للأردني احترامه واعتباره، في إطار من العدالة الاجتماعية، سيما وأن السياسة الأردنية تنطوي على نوافذ اقتصادية واجتماعية ودينية طالها العفن وحان وقت ترميمها.
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْـلِـهَـا ... ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجـالِ تَـضـيقُ

نيسان ـ نشر في 2016-06-10 الساعة 17:25

الكلمات الأكثر بحثاً