اتصل بنا
 

عارف الخلايلة..رجل من شهامة

نيسان ـ نشر في 2016-06-13 الساعة 02:40

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات...يترك أربعة من الأبناء ليواجهوا مصيرهم في حياة لا ترحم، بعد أن عاش أربعة عقود في جبل الأمير فيصل محباً للحياة والخير والسلم الاجتماعي.
عارف فلاح فليح الربابعة، الخلايلة، الشهير بـ"أبي عون" لم يكن يعلم أنه سيودع الدنيا صائماً، بعد أن لبّى نداء المستجير، في إحياء لعادات عربية أصيلة تكاد تندثر.
عاش مثل كل الأردنيين، يفتح محله لتأجير الخيم والصيوانات في جبل الأمير فيصل، مبكراً، وفي آخر النهار يقفل عائداً إلى زوجته وأولاده الأربعة.
لن نطيل في الحديث عن رجل اكتنز من الانفة والعزة والشهامة ما أغناه، لكن أهالي الجبل لن ينسوا الرابع من رمضان، ولن ينسوا انهم ودعوا رجلاً منهم قبيل الإفطار بلحظات، بعد أن رنّت بأذنيه حروف ملهوف، يطلب الفزعة والحماية : "أنا دخيلك يا أبوعون".
ماذا بعد؟
لنا ان نتخيل المشهد بتفاصيله من دون أن نبذل كثير عناء، من السهل علينا أن نتخيل مشهد (الدخالة)، لكن من الصعب علينا الدخول في أزمات اجتماعية متتالية، "لا ناقة لنا بها ولا جمل". أبو عون فعلها ولم يصمت بل قال كلمته ورحل.
دقت الساعة جرس السابعة، فخرجت رصاصة من جوف أحمر؛ لتردي رجلا من أنقانا وأطهرنا راح قتيلا.. هكذا ببساطة.
أبو عون قصة حقيقية، حفرت عميقاً حتى نبشت في أعماقنا، نبهتنا إلى هويتنا وما طرأ عليها من نتوءات تكاد تلوث العنوان الأبرز في إنسانيتنا، نكاد ننسى أننا عرب، وأن للدخيل حرمة وأن للبيت حرمة أيضاً.
حسنا، ماذا عن ولديه وابنتيه؟ سيربت الجميع على أكتافهم مستذكرا مآثر أبيهم وسميضي إلى طريقه؟
أما أبو عون وإن كان واحدا من عامة الناس المنسية إلا انه كان رجلاً انحاز إلى عروبتنا ومضى.

نيسان ـ نشر في 2016-06-13 الساعة 02:40

الكلمات الأكثر بحثاً