اتصل بنا
 

هل يقبل ساندرز أن يكون نائباً لهيلاري؟

نيسان ـ نشر في 2016-06-15

صعوبة إيجاد نائب لهيلاري كلينتون باستثناء زوجها بسبب صعوبتها وتشكيكها في قدرات الآخرين، وتطلعات ساندرز لجذب الحزب أكثر نحو اليسار بينما تريد كلينتون الاقتراب من الوسط، والمفاوضات لإقناع ساندرز بالتنازل لكلينتون واختياره نائباً للرئيس.
نيسان ـ

قد يكون صعباً إيجاد سياسي أميركي يقبل أن يكون نائباً للرئيس في إدارة هيلاري كلينتون، هذا طبعاً، باستثناء زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون! ذلك أن الأميركية الأولى ووزيرة الخارجية سابقاً، امرأة صعبة المراس ومتطلبة الى أبعد حد بالنسبة الى الذين يعملون معها، كما أنها كثيرة التشكيك في قدرات الآخرين.
وهذه صفات تتشارك فيها مع زوجها، الى درجة أن أحد المعلقين كتب محذراً منافس هيلاري حالياً السيناتور بيرني ساندرز من مغبة قبول منصب نائب الرئيس في عهدها، معتبراً انه سيمضي السنوات الأربع المقبلة «في تقليب إبهامه» من الملل... لذا فـ «ربما يكون الأفضل له البقاء في موقعه في مجلس الشيوخ حيث يمكن أن يمارس دوره» في الدفاع عن آرائه السياسية، بدل الرضوخ لمتطلبات الجلوس في المقعد الثاني في البيت الأبيض.
وتشير أوساط الحزب الديموقراطي الى أن ساندرز على رغم كونه في الخامسة والسبعين من العمر، فهو يمثل تطلعات جيل الشباب في الحزب، اذ يشاركهم ميلهم لجذب الحزب أكثر نحو اليسار، فيما تمثل كلينتون جيل المخضرمين الذين يريدون للحزب ان يقترب نحو الوسط واستيعاب أصحاب المصالح ورؤوس الأموال بسياسات أقرب الى اليمين منها الى اليسار.
بالتالي فإن الفارق كبير جداً في وجهات النظر السياسية بين ساندرز وكلينتون التي فازت عليه في السباق التمهيدي لاختيار مرشح للحزب للرئاسة الأميركية، ما اضطره الى الدخول في مفاوضات مع منافسته بوساطة من الرئيس باراك أوباما الذي يحاول إقناع سناتور فيرمونت بالانسحاب من أجل توحيد جهود الحزب وراء حملة كلينتون التي تكتسب زخماً اكبر مع الهفوات السياسية التي يرتكبها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
لكن مع بدء المحاولات الجدية لإقناع ساندرز بالتنازل لكلينتون برزت آراء تؤيد خيار الدمج بين حملتي وزيرة الخارجية السابقة وسيناتور فيرمونت، في شكل دعوات الى اختيار ساندرز نائباً للرئيس، علماً انه سبق أن رفض قبل أشهر، تلميحات من هذا النوع.
لكن بعد فشله في سعيه الى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية، يفترض أن يلتقي ساندرز منافسته الديموقراطية اليوم، لمناقشة «حملتها» الانتخابية ومعرفة الى أي مدى يمكن ان تتماشى مع جدول أعماله «التقدمي»، كما أعلن بنفسه، ملمحاً بذلك الى ضمانات سيطلبها لقبول منصب نائب الرئيس، تتعلق بإعطائه حق احتكار التعاطي مع ملفات اجتماعية تحظى بأولوية اهتماماته.
في المقابل، لم يخف ساندرز إمكان انسحابه من السباق شرط حصوله على تأكيدات من كلينتون بالتزام أولوياته، مثل رفع الحد الأدنى للأجور وإجراء إصلاحات مرتبطة بالمحافظة على البيئة. وبمعنى آخر فإن سيناتور فيرمونت حدد ثمناً للانسحاب وثمناً آخر للموافقة على العمل مع كلينتون، وبذلك يكون لبّى حداً ادنى من طموحاته وتطلعات مؤيديه.
وشجعت ساندرز على التعنت وعدم التراجع بسهولة، نتيجة استطلاع للرأي أجراه معهد «ايبسوس» المرموق لمصلحة وكالة «رويترز»، أظهر أن ثلثي الديموقراطيين يرون أن على كلينتون اختيار ساندرز نائباً لها.
وتخشى هيلاري من أن تقديم كثير من التنازلات لسيناتور فيرمونت قد يدفع ناخبي الوسط الى احضان ترامب، على رغم سوء الأداء الواضح في حملته وتطرفه وعنصريته. وأطلقت حملة كلينتون إعلاناً يصوّر وزيرة الخارجية السابقة على أنها قوة توحيد، في مواجهة «انقسام» يجسّده ترامب. وتختتم هيلاري الإعلان متسائلة: «ما نوع أميركا التي نريدها؟ منقسمة في شكل خطر أم قوية وموحدة؟ أعتقد بأننا سنكون أقوى معاً دوماً».
وبطبيعة الحال، فإن ذلك يتطلب وحدة الديموقراطيين وتماسكهم أولاً.

الحياة

نيسان ـ نشر في 2016-06-15


رأي: سمير السعداوي كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً