اتصل بنا
 

شو في ما في

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-06-18 الساعة 18:57

شوفي مافي الأردنية تثير إعجاب الرئيس الأمريكي وتؤكد قدرة الشارع الأردني على التحليل والاستنتاج في الأحداث السياسية والاجتماعية.
نيسان ـ



يحكى ان الرئيس الامريكي ابدى تعجبه من كيفية إنتقال الاخبار بين الاردنيين بسرعة البرق فسأل أحد مستشاريه الذي أجابه:- "بان لدى الاردنيين شيفرة اسمها (شوفي مافي) وعن طريقها يمكن لهم ان يتناقلوا الأخبار بسرعة عجيبة"، عندها قرر الرئيس الامريكي أن يزور الاردن بشكل سرّي.

وعند وصوله طلب من مساعديه النزول الى الشارع الاردني لقرائة الاجواء ، مساعد الرئيس سأل احد المواطنيين مستخدما العبارة الشهيرة "شو في ما في".. المواطن ما في أشي "بس بقولوا انو اوباما وصل عمان بزيارة سرية " .

طرفة "شو في فافي" تؤكد قدرة الشارع الاردني على التحليل والاستنتاج، واستخلاص المعلومات رغم المحاولات الحكومية المستمرة للتعتيم.

فالاردنيون مثلا لم يتفاجؤوا كثير من خبر استقالة حكومة الدكتور عبدالله النسور، وتكليف الدكتور هاني الملقي لرئاسة الوزراء، رغم ان جميع وسائل الاعلام المحلية اوردته بصفته خبرا عاجلا .

فقد كان الاردنيون قبل ذلك بثلاث اشهر، قد تناولوا الموضوع، في جلساتهم في الاعراس وفي الصالونات السياسية وحتى في الاحاديث العابرة ، فيما وضع بعضهم "سيناريوهات" كثيرة لما ستقوم به الحكومة ، واخرون وضعوا تشكيلة اولية للوزارة القادمة ونشروها من خلال صفحاتهم على الفيسبوك.

تنقسم مواسم الثرثرة في بلادنا الى عدة مواسم ،ولكن اكثرها بروزا هي الفترة الانتخابات النيابية ، والفترة التي تسبق تشكيل الحكومات، او الفترة التي تشهد فيها تغيرات ادارية او وزارية او عند وقوع حادث معين، الا ان الاردنيون استطاعو ان يسبقو الجميع بان جعلو الثرثة السياسية في كل الاوقات، وبمناسبة وبدون مناسبة، بل بسبب وبدون سبب ،جعلوها عمل روتيني يومي ومتواصل دون انقطاع.

فوجئت قبل ايام عند خروجنا من المسجد بسؤال من احد الجيران عن التغيرات التي طالت التلفزيون الاردني ، والاكثر مفاجئة من ذلك، ان السؤوال الثاني الذي تبع السؤال الاول كان متخصصا ،تعلق بخلفية المدير العام الجديد، هل هو يساري؟ وهل سيقود المؤسسة الى الامام ام ستبقى في مكانها دون تطور، فيما وضع السائل اسبابا عدة لاقالة المدير السابق..

المعروفة عن الاردنيين انهم يعرفون عن كل شي قبل ان يحدث باسابيع وذلك من باب الفراسة، فيما عززت مواقع التواصل الاجتماعي من قدرتهم على ابداء ارائهم ، وزادت مساحة التكهنات والتحليلات.

لقد اشتهرت في الاونة الاخيرة الصالونات السياسية التي تجمع نخبا من المجتمع يتداولون فيه بالشأن العام .

ورغم ان تلك الصالونات يقتصر روادها على السياسيين مثل النواب ووزاراء سابقين وبعض المتقاعدين العسكريين والمدنيين ، الا ان الطبقة الوسطى اوجدت لها صالونات خاصة بها، وقد تفوق التحيلات التي تتداولها الموطنون تحليلات الساسيين واصحاب الخبرة .
( فـياا حكومة لا تخبي ، ما في شيء بخفى على الاردنيين)..

نيسان ـ نشر في 2016-06-18 الساعة 18:57


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً