اتصل بنا
 

ذيبان إذ تستدعي مشاعر الفخر الشعبي في المحافظات

نيسان ـ نشر في 2016-06-23 الساعة 22:54

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات...مضحكة تلك الأوصاف التي تطلقها الحكومة الأردنية، على شكل صليات إعلامية نحو المتعطلين عن العمل في ذيبان، فيما ترفض الفعاليات الشعبية في المحافظات والأطراف الانجرار خلف الخطاب الرسمي، وتميل بهدوء لصالح مطالب الناس في ذيبان.
هل هذا ما تريده الدولة؟
بالنظر إلى طبيعة إدارة الأزمة خاصة خلال اليومين الأخيرين، تدرك من فورك نتيجة ما يقوم به العقل السياسي الأمني في ذيبان من استدعاء لمشاعر الفخر لدى أردنيين يرون في خيمة ذيبان محطة جديدة، ستعيد الناس إلى الشوارع، وستمدهم بنفط احتجاجي مختلف بأدواته الناضجة.
المؤسف هو حجم انخراط مؤسسات إعلامية في المشهد، بعد تبنيها مفردات الخطاب الرسمي، وهو ما دأبت عليه جل مؤسساتنا الإعلامية منذ عقود، في تعبير حقيقي عن مدى حرية الإعلام المخطوفة، ولعل من أهم الأسباب هو عجز تلك الوسائل عن تقديم معالجات إعلامية جادة، تراعي فيها أبجديات المهنة وأصولها.
فما أن تطلق الحكومة وصفا تجاه من يعارضها في سياساتها، حتى يتلقفها الإعلام الرسمي، بمياكينه المشوهة، ويواصل اجتهاداته في شيطنة الآخر، ظنا منه أنه يخدم الدولة، ويحول دون وقوع انفلات أمني. هكذا ربّت الحكومة معظم الوسائل الإعلامية.
في ذيبان، ظهر ارتباك الدولة مبكراً، إذ عجزت عن إدارة مشهد احتجاجي مطلبي بسيط، وحولت الناس إلى خارجين عن القانون، في تشويه متعمد لصورة الحراك وبيئته الحاضنة، ثم تعود الحكومة بعد ساعات، وبكامل سطوتها، لتتحاور مع من أسمتهم بـ"خارجين عن القانون" وتصوغ اتفاقيتها معهم. هو الارتباك بعينه.
مجدداً، تترك الحكومة دورها وتنسحب من الساحة بهدوء بعد أن أدركت حجم الفشل الذي منيت به، مقابل اتساع دائرة التعاطف الشعبي مع المتعطلين عن العمل في ذيبان.
"تعاطف" يتأمل ناشطون بان ينجح، ويعيد الحراك الشعبي إلى سكته الصحيحة بعد أن راقب جيداً لسنوات ما يحدث في المنطقة.
كان بإمكان الحكومة اختصار المشهد، وتقديم معلومات حقيقية حول ما يحدث في ذيبان، وعدم اللجوء إلى سلة التهم الجاهزة، كطريق خلفية للتحايل على مطالب الناس بالحصول على فرص عمل.
منذ ساعات العصر ضبط الناس عقارب ساعتهم على معصم ذيبان، بعد أن نجحت في استدعاء مشاعر الفخر الشعبي في أكثر من قرية ومحافظة، من دون ضجيج.

نيسان ـ نشر في 2016-06-23 الساعة 22:54

الكلمات الأكثر بحثاً