اتصل بنا
 

ذيبان إلى أين؟

نيسان ـ نشر في 2016-06-24 الساعة 17:38

في الإهمال والتجاهل. ذيبان التاريخ على أرض الأردن يعبر عن الانتماء القوي للأردن والولاء للقيادة، ويشير إلى الحاجة لمواجهة الحقائق وتذكير الناس بالأسباب التي تؤدي إلى عدم الاستقرار والتذمر. كما يشير المقال إلى أهمية إشراك أبناء اللواء في صنع القرار وتجنب الاستبعاد والاسترضاء والاختراق الداخلي. ويشير المقال أيضًا إلى أن الخطأ في التعامل مع التحولات العميقة هو خطأ القائمين على التعيينات ودوائر التوظيف والواسطات والمحسوبيات والاسترزاق. ويدعو المقال إلى إيجاد حلول للمشكلات بدلاً من الصمت والتجاهل.
نيسان ـ

ذيبان التاريخ على أرض الأردن تربينا و باسمه افتخرنا واعتزينا و سنبقى على العهد أوفياء للوطن.

فيما الانتماء للأردن و الولاء للقيادة راسخ وثابت وغير موضوع للمساءلة أو بحاجة للتجديد، فالثوابت خطوط حمراء لا يسمح بالاقتراب منها مهما كانت المبررات والأسباب.

إن الواجب نحو الوطن والقيادة يحتم علينا النصيحة وتبيان الحقائق والتذكير ببعض الأسباب التي تولد حالة من عدم الاستقرار و التذمر المتواصل بسبب الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و عدم التفاؤل بالمستقبل حيث تجعل من الناس في هذا اللواء الدافع الحقيقي للثمن المتمثل بضيق العيش و محدودية الفرص والتدني المتواصل لمستويات حياة الفرد و الأسرة لعدم وجود مصانع و مشاريع و اجراءات فعالة للحد من الفقر و البطالة.

إضافة لاستبعاد ابناء اللواء عن مراكز صنع القرار و اعطائهم فرصة المشاركة فيه ـ الا من باب ذر الرماد في العيون ـ حيث تم التعامل و منذ البداية مع أبناء اللواء بالاستبعاد لمن يعي حجم المشكلة، وبالاسترضاء احياناً لمن سولت له نفسه وأنانيته بالتقرب من صانع القرار على حساب الأغلبية المقهورة، و بالاختراق الداخلي احياناً أخرى لتسخير بعضهم لخدمة سياسات و أهداف مرسومة بطريقة ماكرة و ذكية.

كل ذلك زاد من الاحتقان و عمل على طفح الكيل و انقلاب الموازين و ما أحداث ذيبان الأخيرة إلا نتائج ذلك. فإلى متى سيستمرالتطنيش و عدم مواجهة الحقيقة؟.

ما يجب على صانع القرار أن يدركه هو عمق التحول الاجتماعي المصحوب بأسس فكرية تعليمية منهجية اختلف فيها نمط التفكير عمّا قبل و تتمتع بقدر كبير من الصدقية بما يخص الوعي الكامل لمشاكل اللواء بحيث اصبحنا أمام مرحلة جديدة أظهرت بوضوح عدم القدرة على كبح جماح و تطلعات الأجيال الحديثة المتعلمة الواعية و المدركة لما يدور حولها.

وعلى صانع القرار أيضاً أن يعرف أن الخطأ في التعامل مع التحولات العميقة هو خطأ القائمين على التعيينات و دوائر التوظيف و اخطبوطات الواسطات و المحسوبيات و الاسترزاق.

وإنني هنا أريد أن اشير إلى معالم المشكلة وايجاد الحلول التي لا ينفع فيها الصمت و عدم النصيحة والاستمرار في هز الرؤوس دون مصارحة و مكاشفة ودون محاولة للفهم الصحيح ودون الشروع في الاستجابة للمطالب و وضع للحلول، وإنني إذ أقدم هذه النصيحة لصانع القرار بكل جرأة وموضوعية لا اهدف من وراء ذلك إلا تسليط الضوء لحماية أُناسنا من التقلبات والاهتزازات غير المحسوبة ولنترك لهم الخيار بطريقة الحل وتذكيرهم بأن الوضوح يقصر الدروب إلى القلوب.

وإنني إذ أكتب هذا بصدق المحب لا بعقلية الكاره لأذكر بعض المسؤولين بضرورة الإبتعاد عن الغرق في جدل الإنتماء والولاء والتخوين ، لأن عند ذلك سيخرج التاريخ من قبره في أية لحظة ليعيد ماضيه ويرسم حاضره ليذكر من نسي بأننا أصحاب تاريخ ناصع البياض جديده قوةٌ لقديمه و قديمه حياة لجديده ، والناس قادرون على قراءة الكلام الممحي ووضع النقاط المزالة على كل الحروف وما يُمنع قوله الآن سيُقال في ما بعد وبشكل أكثر عنفًا (ألا هل بلغت اللهم فاشهد).

نيسان ـ نشر في 2016-06-24 الساعة 17:38


رأي: محمد سالم الفقهاء كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً