اتصل بنا
 

(القط والفأر) في ذيبان مستمرة لكنها ليست لعبة

نيسان ـ نشر في 2016-06-24 الساعة 22:39

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

لا شيء نهائيا في احداث ذيبان. انتهت ولم تنته. انسحب الدرك ولم ينسحب، افرج عن البعض وترك اخرون. سينام الاردنيون على وقع اخبار متقطعة عن ذيبان

فجأة ستعلن مجموعة من المعتصمين ان من اجتمع بالرئيس لا يمثلون الا انفسهم، ليعود الدرك مجددا وبكثافة.
مرة أخرى ستكشف ذيبان عن خللين في الشارع الاردني مرعبين؛ الاول يتعلق بادارة الدولة للأزمة، والثاني هشاشة الشارع وفقدانه للمناعة.
اما الخلل الأول ففي فقدان البوصلة لادارة الدولة للأزمات. وذيبان مجرد نموذج حي.
نحن هنا نتكلم عن (واحة امان) بين بحر متلاطم من الفوضى، وهو ما يجعلنا نسأل عن مستوى الطمأنينة التي نشعر بها تجاه ساحتنا الداخلية، فهل نحن حقا محصنون؟
تفتح الازمة على عناوين مختلفة، كلها تقودنا الى القلق، فمرة اردني فلسطيني، "كما حصل في البقعة"، ومرة عاطل من العمل ووجهاء جرى تهشيم صورتهم من الدولة مبكرا، "كما يحصل في ذيبان، ومرة ثالثة في محاربة الارهاب بقصف مخزوننا الشعبي الآمن، "يوم يتجرأ المتصيدون على الدين بعناوين كثيرة"، ومرة اخرى باعتقالات لشخصيات تشكل بيضة القبان لعدم انزلاقنا نحو الفتنة لما يشكلونه من اعتدال وبعد عن الفوضى، وهذا أيضا حدث في ذيبان.
دعونا نفترض ان ازمة ذيبان انتهت، فهل هذا يعني اننا بخير؟ أزمة يمكن حلها بجرة قلم، عبر النهوض بمشاريع حقيقية وجادة تأخذ بيد الشباب، لكنها مع ذلك تتفاعل وكأنها استعصت على الادارة. فلماذا؟
لقد افقدت الدولة الشارعَ قوة القيادة لوجهائه، وشيوخه، فكسرتهم، ثم اذا هي ارادت الاستعانة بهم يوم الازمات فشلوا. وفي المقابل بنت الدولة ادارات ضعيفة عبر عقود طويلة، وكلما مرت بتجارب صعبة اجهزت على كل ثقة في علاقتها بالمواطنين. فاذا ما وعدتهم وتعهدت لهم على هامش ازمة تعود وتتملص من وعودها بعد ان يشتبك الناس ببعضهم.
"ذيبان" مجرد عنوان، لما نحن عليه اليوم في "واحة الامن والامان". وذيبان مؤشر لانغلاق العلاقة بين الدولة والناس، وان العقد الاجتماعي الذي بينهما هش.
امر اخر علينا الالتفات اليه عبر سؤال يقول: هل نجحت الدولة في إشغال الناس عما جرى في الحدود الشمالية عبر افتعال ازمة جنوبا؟
ثلاثة سيناريوهات لا رابع لهما حول كيف اندلعت "ازمة ذيبان": الاول ان الازمة مؤشر مرعب على عجز ادارة الدولة. اما السيناريو الثاني فهو ان الازمة مفتعلة اريد لنا "اللوك" فيها لننسى ما جرى في الشمال. اما الثالث ففي وجود "طابور خامس" يعبث بالأزمة ولا يريد لها الهدوء.
لكن المعنى في السيناريوهات جميعها، اننا في خطر، طالما (الادارة) تلعب.

نيسان ـ نشر في 2016-06-24 الساعة 22:39

الكلمات الأكثر بحثاً