اتصل بنا
 

الشباب..قناديل مشعة لا تطفئوا نورهم

محامي واكاديمي

نيسان ـ نشر في 2016-06-25

تحديات شباب الأردن ودور الحكومة في تأهيلهم وتوفير فرص العمل
نيسان ـ

لا انكر نجاح حكومة دولة عبد الله النسور في تهدئة أمواج الربيع العربي في الاردن واعادة الاستقرار إليه.
ان نجاح الحكومة ليس بفعل سياسيتها إنما كان مرده إلى وعي المواطن الاردني بضرورة الامن والامان والاستقرار ، سيما وانه شاهد ما حدث في دول الجوار من ماس ودماء ولم يتحقق فيها شيء غير الخراب والدمار .
اذا كنا نسجل لدولته دوره في هذه المرحلة السابقة، إلا اننا نسجل ملاحظاتنا عليه بأنه غيب كل اصوات المعارضة، بعد أن نجح في تكميم افواهها، كما برع في تقييد الحريات الاعلامية التي تنقل هموم المواطن، أوعلى الاقل هي وسيلة التواصل مع صاحب القرار .
ما حدث خلال السنوات السابقة ببساطة هو سيطرة مطلقة على رؤوس المعارضة وترك القواعد الشعبية وتهميشها وتغييب دور الشباب بعد أن تركهم لقمة سائغة الى افكار الشر.
لم تعمل الحكومة على اية برامج تنموية للشباب، ولم تستمر في مشاريعها المتمثلة في فتح اسواق وتشغيل الشباب العاطل عن العمل – ولا اقصد هنا شباب ذيبان فحسب – فشباب الاردن وخريجو الجامعات ينظرون الى المستقبل بامل كبير، ولكن سرعان ما يتحول الحال بهم الى اكتئاب، فلا عمل ياويهم ولا احد يرعاهم.
وللاسف ان ما تعلموه في مدارسهم وجامعاتهم نظري يخلو من التجربة والتدريب والخبرة .
فلا غريب عنهم اجتماعهم وعلو صوتهم للبحث عن الوظائف، ولا غريب ان تستغلهم قوى الشر التي تحيك بالاردن بافكار متطرفة وافكار مشبعة بالسواد .
شباب الاردن محبط من سياسات التهميش لهم، ومحبط من الاثار الاقتصادية التي تشكل له هاجسا في تحقيق احلامه، وهو محبط لعدم قدرته على التفاعل المجتمع ما بين نظريات الخوف او العيب او عدم القدرة المادية على مسايرة المجتمع .
فرصة الحكومة الحالية -وقد اجزم بان ما قلته في ذهن دولة الرئيس هاني الملقي- حيث انه اعاد وزارة الشباب الى دائرة العمل، أن تبدأ الوزارة وكافة الوزرات المعنية باعادة تأهيل الشباب، وان توفر لهم فرص التعبير عن ذاتهم ومشاركتهم في تحمل المسؤوليات وتشجيعهم على العمل في كل القطاعات .
نريد من الشباب أن ينخرطوا في الإنتاج، ويتحدوا فيما بينهم لكسر ثقافة العيب في العمل، والبحث عن فرص حقيقة للعمل، وتشجيعهم للعمل ضمن مشاريع انتاجية ولا نريدهم صيدا ثمينا للتطرف، بل نريدهم قناديل للمستقبل.

نيسان ـ نشر في 2016-06-25


رأي: د.صخر الخصاونة محامي واكاديمي

الكلمات الأكثر بحثاً