اتصل بنا
 

(المعطلون عن العمل) يفجرون صندوق الأفاعي في وجه الدولة

نيسان ـ نشر في 2016-06-27

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

إن البحث عن (متهم) لبطالة شباب الأردن غير (إدارة الدولة) خيانة لمطالب الشباب.

خلال اليومين الماضيين سمعنا أصوات تحاول حرف البوصلة وخلق "متهم" بديل عن فشل الدولة في العديد من الملفات المحلية والخارجية أبرزها أردنيا خلق فرص عمل للشباب.

المتهم اليوم هم اللاجئون السوريون، إضافة الى المتهم الدائم في أي أزمة اقتصادية وهو باسم عوض الله.

مجددا نحن أمام إدارة فاشلة للدولة. عندما رفض الرسمي مطالب "خيمة ذيبان" لم يكن الرفض لأن أجهزة الدولة عاجزة عن تشغيل 20 شابا متعطلا عن العمل، بل لأن المسؤولين لا يريدون تسجيل سابقة يعمل بقية العاطلين على استنساخها، فيُفتح في وجه الحكومة صندوق أفاعٍ لا قبل لها بها.

هذا ما حصل، عندما قال شباب في الجنوب وفي الوسط بعد هدوء "ذيبان": "نحن نريد مثلما كان لشباب ذيبان".

لقد نجحت إدارة الدولة في تحويل ملف "اللاجئ السوري" إلى مكسب مالي وليس اقتصاديا عبر التبرعات والمنح والقروض التي لا تنفك تضعها الحكومة على كاهل المواطن، ووحده الله أعلم أين تذهب هذه الأموال.

سيحاول المسؤولون أن يحرفوا البوصلة عن وجهتها الحقيقية. وربما أنهم سيتعاملون مع مطالب شباب ذيبان - رغم التعهدات – بنفس طويل يدفع الى إحباطهم من جديد. فيما سيجري نقل ملف مطالب شباب الجنوب والوسط بصفته ملفا أمنيا، وليس اجتماعيا واقتصاديا.

في الأثناء سيعمل الرسميون على خلق متهم رئيسي لبطالة الشباب فمرة سيقولون إنهم "اللاجئون السوريون"، وكأن شباب ذيبان ومعهم شباب الوطن لم يعانوا من البطالة منذ سنوات وسنوات قبل انفجار الثورة السورية، ومرة سيقولون انه باسم عوض الله، وفي الثالثة سيقولون "ثقافة العيب".

حتى الآن ما زلنا في الحد الأدنى من الخير، وما نخشاه هو ليس فقط انفجار المتعطلين بل انفجار من يعملون أصلا، لكن من دون أن يستطيعوا توفير المتطلبات الكريمة لأسرهم.

منذ أكثر من عقدين والخبراء الاقتصاديون يحذرون من المعالجات الفاشلة لإدارة الدولة لملف البطالة والفقر. ومنذ ذلك الحين وعلماء الاجتماع الأردنيون يحذرون هم أيضا من مغبة ارتدادات البطالة على الأمن الاجتماعي برمته. ولم يستمع أحد.

قلناها وسنقولها مجددا أن إدارة الدولة فاشلة حتى وإن خمدت نار ذيبان. فالمسألة لم تتعد حد الترقيع الذي مللنا منه. نحن نريد رؤية تخرجنا من عبودية صندوق النقد الدولي، وتحولنا الى اقتصاد حقيقي.

نيسان ـ نشر في 2016-06-27

الكلمات الأكثر بحثاً