عاصفة لم يتوقع العرب هبوبها
نبيل عليان إسليم
سياسي وكاتب فلسطيني
نيسان ـ نشر في 2015-04-02
لم نفاجأ بانطلاق عاصفة الحزم وردة الفعل السعودية القوية بعد ان اعتقدنا أننا امام حالة عجز عربية جديدة تضاف لسابقاتها، لكننا لم نتوقع ان يتبلور الحلف العسكري العربي الاقليمي بهذه السرعة والقوة وهذا الحزم ومن خلفه الدفع الدولي.
من حق العرب أن يستعيدوا اوطانهم وشعوبهم. من حقهم أن يكونوا امة طبيعية ككل امم الارض، لكن ليس بالضرورة أن نستدعي وحدة العروبة ضد جار هنا او اخ هناك، بل ان الوحدة تقوم بالاساس من اجل ان نستعيد دورنا في الاقليم وحقنا في الحياة والبحث عن حلول واقعية لمشاكل الناس وهمومهم.
ليس بالضرورة أن نصدق الهدف الرسمي المعلن لعاصفة الحزم والذي يتلخص اولا واخيرا في إعادة "الشرعية المستباحة" في اليمن الشقيق وهو هدف لا يمكن تصديقه لان هناك شرعيات وحقوق وحدود عربية منتهكة ومستباحة في اكثر من دولة عربية ولم نر تحركا عربيا او دعما دوليا لاسترداد تلك الشرعيات.
لذا نتفهم صحوة العرب في قمة "الهجوم المضاد" لوقف الانحدار العربي وإمساك العرب بمصيرهم. ونتفهم المخاوف السعودية وخلفها الخليجية من التمدد الايراني لكن ذلك يجب أن لا ينظر له في الاطار الديني والطائفي بل في الاطار السياسي والامني والاقتصادي. لان ايران ورغم أطماعها في الاقليم هي بالاصل دولة تحركها مصالحها القومية والدين فيها جزء من آلية الوصول الى الاهداف السياسية او تغطيتها.
نعم الحوثيون في اليمن وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح اخافوا الجميع، لكن الصحوة العربية الجديدة يجب ان لا تخلط الاوراق بطريقة يستحيل معها إعادتها الى مكانها الطبيعي ونقصد هنا ترتيب الاولويات لاستعادة العروبة التي اسقطتها سكاكيين الطائفيين والذباحين والمتعصبين .
فالحرب على الارهاب اولوية حضارية يجب أن تعيد العرب والمسلمين الى دورهم على مصاطب التاريخ، فالحرب في اليمن مفروضة لكن هدفها ليس إعادة الاشخاص الى كراسيهم ومناصبهم ، بل إعادة البلد لشعبها الذي من حقه ان يعيش حياة طبيعية ويرسل ابناؤه الى الفصول الدراسية وليس الى متاريس القتال.
اخطر انواع الحروب هي الحروب التي تقوم على اهداف دينية او مخاوف طائفية فهي حروب طويلة الاجل وجروحها لا تندمل، الم نزل نتقاتل و نتشاتم في خنادق تنتمي للقرن السابع الميلادي؟
الحرب الملعونة اشتعلت، فمن الطبيعي ان تتوقف لكنها حتما لن تنتهي, لذا واجبنا ان نحرص على أن يتحول الحلف العسكري الى حلف سياسي اقتصادي حقيقي يوقف الانهيار العربي ويؤسس لقيام دول عربية طبيعية تحتكم للعقل وتحترم الاخر وتعترف ان البلد لكل مكوناتها والوانها ولا يستطيع احد إلغاء الآخر.