اتصل بنا
 

هل سيكون الأسد و(طموحات ملالي طهران) أحد قرابين اتفاق المصالحة التركية الروسية؟

نيسان ـ نشر في 2016-07-01

x
نيسان ـ

رضوان صالح

العديد من الأسئلة الشائكة يمكن طرحها أمام ملف بحجم المصالحة التركية الروسية، ليس أولها بدء العد العكسي لذوبان الطموحات الإيرانية في سوريا، وليس آخرها نجاح إسرائيل في الإجهاز على حزب الله.

بعد يوم من الاتفاق صار الثوار على مشارف قرداحة الأسد، بعد ان نجحوا ليلة الخميس - الجمعة من السيطرة على كنسبا الاستراتيجية في جبل الأكراد، وتحرير قلعة شلف المطلة على قرية سلمى ما يعني ان مسقط رأس مجرم دمشق بات تحت نيران الثوار.

لقد خاض حزب الله في سوريا حرب استنزاف أكلت أخضره ويابسه ولم يتبق سوى خطوة واحد بعد للإجهاز عليه، بعد السنوات العجاف التي ظهر فيها انه قاتل للأطفال ومجوّع النساء والشيوخ ومستعد لإبادة شعب بكامله من أجل مصالحه الطائفية.

لم يكن احد أسعد من دولة الاحتلال وهي ترى طائفية حزب الله وقد حولته من حزب مقاوم الى حزب مقاول، في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

على أن ذلك ليس كل ما يمكن أن يقال عن إجراءات المصالحة التركية الروسية التي ظهرت عتباتها على شكل أرضية اقتصادية.

في خلفية مشهد المصالحة متغيرات إستراتيجية على الساحة السورية لم تعد عين المراقب تخطئها، وليس معركة الساحل السوري التي ينشغل الثوار اليوم بِعَدِّ جثث مرتزقة حزب الله والأفغان وإيران، بالعشرات يوميا، بعيدة عن ذلك.

خلال الأيام الماضية، تمكن الثوار السوريون من استعادة جميع المناطق التي سبق وسيطرت عليها إيران ومن معها من مليشيات النظام السوري وحزب الله خلال أيام مؤتمر جنيف الأخير.

لقد فتح مرسوم بوتين الباب واسعا لعودة العلاقات التركية الروسية سريعا، ومنها رفع الحظر عن الرحلات السياحية الخاصة "الشارتر" بين روسيا وتركيا، إلا أن التطورات على الأرض تشي بوجود بنود في اتفاق المصالحة أبعد من الملف الاقتصادي.

وتأتي المصالحة بعد اعتذار قدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو لإسقاط أنقرة المقاتلة الروسية قبل أشهر.

وعلى الرغم من أن الأمريكان لم يظهروا بعد في مشهد المصالحة، إلا ان واشنطن ليست بعيدة عن ذلك، ومن المؤكد أنها شجعت أنقرة على المضي بها، وهنا يبرز سؤال فيما إذا كان الأكراد حلفاء واشنطن هم أحد الخاسرين الرئيسيين من "المصالحة". هؤلاء الذين حاولوا استغلال نزاع موسكو مع أنقرة، لخطف مزيد من الأراضي في سوريا لصناعة دولتهم.

على أن الأكراد ليسوا وحدهم الذين يتربعون على صدر قائمة الخاسرين من المصالحة، فالجهة التي يفترض أن تكون خسارتها إستراتيجية من الاتفاق هي طهران، التي نازعت موسكو على زعامة حلف "نظام الأسد" في سوريا.

يبدو أن على طهران التعامل مع ظروف عسكرية مختلفة بعد الاعتذار التركي، وتوقيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، على مرسوم يقضي بإلغاء القيود المفروضة على تركيا، وفق ما أعلنته الخدمة الإعلامية في الكرملين، بكثير من الحذر.

من الواضح أن مناخات دولية شجعت على الاتفاق التركي الروسي وهو ما يعني سورياً أن الملف السوري مقبل على متغيرات ضخمة لا ندري بعد فيما اذا كان رئيس النظام السوري بشار الأسد" أحد قرابينها أم لا، لكن ما هو مؤكد ان (الحاج أبو علي بوتين) حرق طموحات ملالي طهران في البحث عن مهديهم المنتظر في شوارع حلب، وبالتالي سوريا.

نيسان ـ نشر في 2016-07-01

الكلمات الأكثر بحثاً