اتصل بنا
 

ايران دائما في خلفية المشهد الارهابي.. المدينة المنورة نموذجا

نيسان ـ نشر في 2016-07-06

x
نيسان ـ

نيسان خاص...لا يصدق عقل مسلم مهما "فَجَرَ" و"خَرَجَ"، أن يفكر في الاقتراب من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن فعلها اذا؟
تاريخيا، وعلى مدى الخلافات الاسلامية جمعاء، كانت المدينة المنورة آمنة من أي صراع سياسي.
لقد وجدنا الحجاج يتجرأ على مكة المكرمة، ووجدنا الارهابيين، في عقد الثمانينيات وسط الحرم المكي، أما المدينة المنورة فكانت دوما مختلفة، ففيها من لا يجرؤ المسلم اليوم على رفع صوته بحضرته. فمن فعلها إذن؟
لم يكد دخان التفجيرات الارهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية تخبو حتى أعلن في الكويت عن استنفار امني في محافظة الجهراء بعد اتصال هاتفي من رقم هاتف ارضي محلي لمخفر الجهراء هدد فيه المتصل الذي اعلن انتماءه لتنظيم داعش الارهابي، بتفجير نفسه بحزام ناسف، إذا لم يتم الافراج عن شخص يتبع تنظيمه.
قبل تفجيرات مدينة الرسول الكريم والقطيف عانت تركيا من الكأس ذاته، في تفجيرات دامية في أكبر مطاراتها.
وقبل ذلك كنا نحن أنفسنا في الاردن على موعد ارهابي. في الحقيقة كانا موعدين الاول؛ ابتدأنا فيه الشهر الفضيل، والثاني كانت في النصف منه.
بالطبع لن ننسى الهجمة الارهابية التي تعرضت لها مملكة البحرين بعد سحبها الجنسية من الزعيم الشيعي هناك عيسى قاسم.
لا تخطئ العين ايران، وهي تنظر الى هذه التهديدات الأمنية. ايران التي لم تخف غضبها على دول المنطقة ملوحة بتحويل الدول العربية الى سوريا أخرى.
كانت تصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني واضحة وهو يتوعد بالعنف الاردن والسعودية والبحرين والكويت وغيرها من الدول.
لمجرد سحب الجنسية عن مواطن لديها لم يبق مسؤول ايراني واحد الا وتوعد البحرين التي سبق لها وسحبت الجنسية في اجراء مماثل عن ١٣ متهما بانضمامه لتنظيم داعش الارهابي.
إن ايران وهي تفقد أوراقها واحدة تلو الاخرى، وآخرها سياسيا بعودة تطبيع العلاقات بين انقرة وموسكو، وعسكريا بالخسائر الفادحة التي منيت فيها في الشمال السوري على يد جيش الفتح نشعر او هكذا نظن انها بحاجة الى ما يعيدها كلاعب قوي وفاعل في المنطقة، وهنا يأتي تنظيم داعش ليقوم بالمهمة.
ما يبدو تحديا خطرا هو تسليم طهران بالهزيمة وهو امر غير متاح حاليا، ومن هنا تأتي خطورة ملالي طهران الحالية، الذين يشعرون بأنهم انكشفوا ودخلوا في دوامة سوريا تجفف فيهم ماء وجههم، وهي تحصد ارواح مقاتليهم.
ما تظهره ميادين المعارك في شام الامويين ان طهران غير قادرة على الانتصار على حفنة ثوار سوريين حتى في احلك الظروف المأساوية التي عاشتها الثورة السورية.
هنا تظهر قوة طهران وضعفها معا. فلا يمكن ان تفعل طهران سوى الايذاء الاحمق في المناطق التي لا تعثر فيها على مكون طائفي يرفدها بالعنف، كما يجري في العراق والبحرين ولبنان واليمن. اما في الدول ذات الصبغة السنية الطاغية فقد ثبت عجز ايران كبير والشاهد الساحة السورية.
ورغم ذلك فان الاستراتيجية الامنية والعسكرية التي اعتمدتها الدول العربية لانهاك الايرانيين بحاجة الى تحول نحو خطة تشغل الارهاب الايراني بنفسه. وتفجيرات المدينة المنورة شاهدة على ذلك.

نيسان ـ نشر في 2016-07-06

الكلمات الأكثر بحثاً