اتصل بنا
 

الخبر المدسوس على (بترا) .. حطب فوق نار الانتخابات الأمريكية

صحفية وكاتبة عربية

نيسان ـ نشر في 2016-07-07 الساعة 14:57

مخترقو موقع وكالة الأنباء الأردنية بترا يزرعون خبرًا مدسوسًا على لسان ولي ولي العهد السعودي، وذلك في توقيت مدروس بدقة، ويتزامن مع معارك إعلامية شرسة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، وتناقلته مواقع عربية دون التدقيق فيه، ويضاف إلى النار الإعلامية التقليدية بين الحزبين، وتصب في مرمى التشويش.
نيسان ـ

حقق مخترقي موقع وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، الأحد الماضي، على ما يبدو بعضاً من أغراضهم السياسية, فزرع خبرًا مدسوسًا على لسان ولي ولي العهد السعودي، عشية زيارته الرسمية للولايات المتحدة، مع مجريات معارك إعلامية شرسة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب وعن الديمقراطي هيلاري كلينتون, يدل على ان توقيت عملية الاختراق مدروس بدقة, وشوش على زيارة الأمير التي تتضمن برنامجًا سياسيًا وآخر اقتصاديًا يقع في لب المعادلة المتحركة للشرق الأوسط.

الغريب هو تناقل مواقع عربية مثل موقع العهد التابع لحزب الله في لبنان للخبر دون التدقيق فيه او بسياقاته الزمنية المثيرة للجدل, ولا في صياغته التي تفتقر للمهنية حيث لم يورد أي توقيت زمني محدد لاعطاء التصريح، ولا مبرر لتخصيص إعطائه للوكالة الأردنية.


والملفت بتوقيت الاختراق ومحتوى الخبر هو انشغال وتتابع المواقع الايرانية و التابعة للحوثيين وحزب الله بنشر الخبر, ففيما تدور المعارك الانتخابية الشرسة بين ترامب وهيلاري تزامنت عملية إدخال السعودية في تلك المعركة الانتخابية مع جبهة أخرى مفتوحة على موضوع قديم، وتجدد مؤخراً، وهو موضوع اتهام السعودية بمسؤولية جزئية في حادث 11 سبتمبر، وهو الموضوع الذي انعقدت لأجله، في نهاية الأسبوع الماضي، جلسة استماع مشتركة لعدد من لجان الكونغرس.


هنا, تحول الخبر المدسوس على “بترا” إلى حطب يضاف الى النار الإعلامية التقليدية بين الحزبين.


من جهتها, مرشحة الحزب الديمقرطي هيلاري كلينتون، كان ملفتا أنها دخلت موضوعا غير مألوف لديها، فقد عرضت بثلاث دول خليجية بينها السعودية بدعوى أنها تدعم مراكز التعليم الديني الاسلامي في العالم, فيما استخدم دونالد ترامب الخبر ليطالب مؤسسة كلينتون بإعادة مبلغ 25 مليون دولار، تقول التقارير إنها تلقتها من السعودية، وذهب تقرير آخر من موقع سيتزن ليتحدث عن 100 مليون دولار بدلا من 25 مليونا.
تصريحات هيلاري كلينتون ضد ثلاث دول خليجية وان كانت تقع في سياقات الحملة الانتخابية والمزاودة على خصمها دونالد ترامب، أو انها تقع في في سياق تبرئة نفسها من تهمة تلقي الدعم السعودي لحملتها الانتخابية، فإنها في الحالتين تصب في مرمى التشويش على زيارة الأمير محمد بن سلمان, وهنا جاء بيان من المخابرات المركزية يقول إنهم بصدد إصدار تأكيد لمعلومات تبرئ السعودية.


طرفان إعلاميان سار بينهما الخبر المدسوس, واحد مقره لندن والآخر الولايات المتحدة الأمريكية، في لندن نشر موقع “ميدل ايست آي” صباح الاثنين خبرًا أعطاه عنوانًا مطولاً: “تقرير رسمي جرى حذفه يقول إن السعودية ممول رئيس لحملة هيلاري كلينتون”.


تضمن التقرير على الموقع البريطاني، الذي يرأسه ديفيد هيرست، أمرين عممتهما بعد ذلك عدة مواقع إخبارية، الأول: هي أن وكالة “بترا” الأردنية نشرت الخبر ثم عادت وحذفته، في اشارة الى أن مصدر الخبر وكالة رسمية لبلد شقيق شديد الموثوقية مع السعودية، وأن الخبر أحدث ضجة فتم سحبه, والثاني: هو أن البيانات والأرقام والرسائل التي تضمنها التصريح المنسوب للأمير محمد بن سلمان، جرى التعامل معها كأنها قطعية، ثم جرى البناء عليها، مع أن صحفيا مثل هيرست يعي تماما أن أي مسؤول سعودي لا يمكن ان يدلي بمثل هذه الأقوال، ومع ذلك بنى عليها التقرير توسيعات وخلفيات طالما كانت موضع جدل في الإعلام الأمريكي وبين الحزبين الديمقراطي والجمهوري, وصنع الموقع جدولا توضيحيا برؤية الأمير محمد لزيارته للولايات المتحدة وهو جدول مستقى من الخبر المختطف مع ترقيم يبعث برسائل تشويش بحرفة اعلامية.


“معهد واشنطن لشؤون الخليج”وهو الطرف الثاني نشر الخبر باللغة العربية ، قد أورد صورة للخبر المزروع في لحظات اختطاف موقع بترا.

نيسان ـ نشر في 2016-07-07 الساعة 14:57


رأي: كرستينا مراد صحفية وكاتبة عربية

الكلمات الأكثر بحثاً